يخطيء من يضن أن الإصلاحات بعيدة عن الحرب على داعش، وأكثر خطأً من لا يعترف بأن الفساد سبب لدخول الإرهاب، ولا يستنتج أن محاربة داعش والفساد لأجل بقاء الدولة؟!
عند التكاسل عن المعركة فلا حاجة لإصلاح دولة فانية، وعند التوقف عند محاربة الإرهاب وإدامة الإصلاحات؛ فلن يكون في المستقبل عراق؟!
يتحدث الكل عن الإصلاحات، ولا يتحدثون عن كل المعرقلات، وما قيمة إصلاحات مع آثار؛ كمرض خبيث نخر جسد الدولة، وهنا الإصلاح شاملاً لكل رؤوس الفساد؛ من كبيرها الى صغيرها، وقطع جذورها وأسبابها ونتائجها، والنجاح يحتاج جدية وتوازن الخطى الثابتة، ودستورية القرارات، ولا ثغرة للعطن والتعطيل والتسويف.
تزعم الطبقة السياسية بعمومها؛ بأنها مع الإصلاحات، ويخالف بعضها بذريعة الإستهداف الشخصي، أو واقع المحاصصة والصوت الإنتخابي، أو تعرض المُقال للتهديد المباشر، وكأن القانون وحماية الدولة فقط لأشخاص دون سواهم؟! وما على المواطن إلاّ تحمل تبعات الدفاع عن طبقة سياسية، وجعل الصدور مشرعة لتلقي قذائف الإنفجارات، بعقول خالية من الشعور بمواطنة الطبقة السياسية، وعليها الصبر دورة إنتخابية لإرتكابها خطأ الإختيار، وبمخالفة عقلانية مصدرية السلطات، التي تعود للمواطن في حال فشل المسؤول.
لا يروق لكثير من الساسة؛ إلاّ الإستحواذ على المسؤولية؛ وإلاّ فليذهب الجميع الى الجحيم، ومثالاً أياد علاوي عند عدم حصوله على رئاسة الوزراء قبل دورتين، إعتقد أن وجوده كبرلماني لا يليق بتاريخه السياسي، وغاب عن الأنظار سنوات خارج البلاد، ولم يحضر جلسات البرلمان بأكثر من عد الإصابع طيلة دورة إنتخابية، وهكذا بعد 2010م، وعندما أصبح نائب لرئيس الجمهورية في هذا الدورة، عاد للإختفاء، ولم يُصرح إلاّ بعد قرارات الإصلاحات، التي أطاحة به مع نواب رئيس الجمهورية والوزراء.
إرتفع صوت علاوي، ولازم وسائل الإعلام بوتيرة متصاعدة، تفوقت على وجوده طلية السنوات السابقة، وبدأ يردد إطروحة حكومة الإنقاذ التي يصر على تكرارها، وطلب تشكيل حكومة الإنقاذ المزعومة بمشاركة قيادات الكتل والأحزاب، وشخصيات الحراك الشعبي، و((المعارضة الوطنية من خارج السلطة))؟!
إن علاوي وغيره؛ أصبحوا يمثلون أدوات الفشل، وما زالوا يقاتلون للبقاء بالسلطة، ومنهم من طرح البعثين بديلاً للنظام السياسي الجديد، وآخرون يُصر على بقاء الفاسدين، ولا غرابة إذا جاء من يُطالب بإشراك داعش سياسياً؟! ويُترك الحشد الشعبي، وتنسى الدماء التي تسيل كل يوم على أرض هذا الوطن؟! وكأن الساسة لا يعترفون بالعملية الديموقراطية؛ عند تعرض مصالحهم الشخصية للخطر؛ بإصرار على إصلاح الفشل بأدواته؟!
أطروحات تدلل عن مصالح شخصية، وإلتفاف على المصالحة، وهروب من واقع فشل كشفه الإصلاح، الذي سيضع كثيرون خلف قضبان الفساد والخيانة والعمالة وسوء الإدارة.
علاوي واحد من طبقة سياسية تربعت الحكم، وتاجرت بتضحيات شعبها، وأغفلت تضحيات الحشد الشعبي، الذي لولاه لكانت داعش اليوم تجلس في عصبة الأمم المتحدة، ويبدو أنه يعيش في عالم طبقة سياسية بغيبوبةعن الواقع والمواطنة؛ معتبرة نفسها فوق الإستحقاقات الدستورية، ولا تشمل بنتائج الديمقراطية، وبصلافة الأنا؛ سببوا الفساد والفشل، وخفضوا جناحهم للبعث والتكفير والمحسوبيات، وجعلوا من العراق وشعبهم؛ دوامة كرة نار يتقاذفها الساسة بأقدامهم؟!