على الرغم منْ أنني في كتاباتي او احاديثي لا اُحبّذ إطلاق الأحكامَ القاطعه او المطلقة على الأمور , ولا التحدّثُ بصيغة الجمع , ولا شكّ أنّي لستُ لوحدي في ذلك , إنّما أنَّ هنالك منَ الأمور ما تجعل المرء يُطلقُ أحكاماً مسبقةً عليها ومنْ قبلِ أن يراها او يسمع بها ! واينما وحيثما كانت
والى ذلك , فأنه منَ الغباء السياسي , والعمى السياسي , والطَرَش السياسي ” والذي يرتبطُ كلُّ ذلك بالعقل او المخ او الفكر ” بأنْ يقوم أيّ حزبٍ سياسيٍّ ” بتنفير ” الجماهير او بالأحرى وتحديداً لأيّةِ شريحةٍ او فئةٍ منَ الجماهير, وإبعادها وإكراهها لأنْ تقف بالضد منهُ ومنْ حوله ومن سياسته وآليّة توجّهاته ! , بدلاً منْ او عن بذل اقصى درجات الجهد ” حتى لو بدونِ نيّاتٍ صادقة ” لكسبِ اكبرَ او أقلَّ عددٍ ممكن من الجمهور الى جانبه , وحتى ايضا بأستخدام ايٍّ من وسائل الخداع الإعلامي او السياسي في ذلك , أمّا السير بأتّجاه عكس ذلك ! , فالمسألةُ لا تتعلّق بالجانب العقلي فحسب , او للتنفيسِ عن اعتباراتٍ غرائزيةٍ مغروزةٍ في العقل الباطني وغير الباطني جرّاءَ تراكماتٍ وترسّباتٍ زمنيّةٍ , او حتى لتحقيقِ مكتسباتٍ تكتيكيّةٍ في حسابات السيكولوجيا او غيرها , فالقضيّةُ ” حولَ اصحابِ القضيّةِ ” أبعدُ وابعدْ منْ ذلك , فَسُنّةُ الحياة , وسُنّة التأريخِ وأحداثه , وسُنّةُ المنطق , فلها جميعها قاسمُ مشتركُ في هذا الشأنْ , وهو القاسم الأساس لِمَنْ يمتلك البصيرةَ والبَصرْ , وقد ذكرَ الله عزَّ وَ جَلْ في مصحفهِ < وجادلهم بالتي هي أحسن > – ويؤسفني هنا عدم معرفة الآية ورقم السورة – لكنَّ سبحانهُ وتعالى لمْ يقلْ ” وحاشى ” أنْ تُجادلهم بكاتمِ الصوتِ او بالعبوةِ الناسفةْ .
إنّما ولكنّما معَ مَنْ إجراءُ الحوار ! حينَ تنفقِدُ لغةُ الحوار .! , ولربّما يغدو هنالكَ نوعٌ منَ الحوار ! لكنّه معَ الدولار او حتّى الدينار ..!
إنُهُ منْ غيرِ المفهوم , ولا المهضوم , لماذا يُوسّعُ ساسة العراق منْ حجمِ و نوعِ ومساحةِ الأعتراض والمعارضة التي تُعارضهم وتعترضهم ..!