18 ديسمبر، 2024 10:07 م

منذ أن اختلق إقليم كردستان العراق الأزمة الناشئة عن الاستفتاء والعراق يتخبط سياسيا مع عدم وضوح الاتجاه الذي تسير فيه الحكومة حتى وصل الأمر أن تم انتقادها من دول الجوار… ولعل وفاة الرئيس جلال طالباني كشفت هشاشة موقف السياسة العراقية ففي الوقت الذي تحاول الحكومة أن تبدوا بمظهر المدافع الحريص عن وحدة العراق يقوم رئيس البرلمان وعدد من القادة السياسيين بتقديم التعازي في كردستان والاجتماع مع سبب الأزمة رئيس الإقليم بل والتأسيس لمصالحة تجعل ما يحدث يبدوا خلاف شخصي بين العبادي والبارازاني وهذا بالتأكيد يعطي علامات على ضعف الحكومة فضلا عن معارضة نوري المالكي للاستفتاء ولكل خطوات رئيس الإقليم لكنه ارسل نيابة عنة خلف عبد الصمد الذي جلس جنبا إلى جنب البرزاني يشاهد جلال طالباني ملفوا بعلم الإقليم.. وبعد هذا تصرح الحكومة انه لا تفاوض قبل إلغاء نتائج الاستفتاء.. ويبدو أن هشاشة الموقف السياسي وتردد الحكومة وضعف موقفها أصبحت عوامل تدعو البرزاني إلى التصرف بمنطق القوي وتساعده على التمادي في خطواته الانفصالية وبضمنها احتلال كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها… في هذا الوقت يبدوا ان تحركات كردية قد تؤدي للحصول على دعم دولي تدريجيا لمطالبهم بدولة مستقله بالضغط على تركيا وحتى إيران بواسطة روسيا المستفيد الأول من ثروات كردستان ويبدوا أن الوقت يعمل لصالح بارزاني لذا صار وجود مبادرات تعمل عمل المخدر لحكومة بغداد حتى يتم كسر الموقف الدولي تدريجيا لصالح دولة كردستان المنشودة.. ان ضعف قيادة حيدر العبادي في إدارة الأزمة خصوصا أن السيد العبادي معروف بطاعته العمياء للأمريكان والذين لايريدون خسارة بارزاني وهو أقوى وأهم حليف لهم في المنطقه حتى من العبادي نفسه والذي يبدوا انه لن يعود مرة أخرى لرئاسة الوزراء. المهم أن مسعود بارزاني حاليا في موقف أفضل من العبادي واحتمال تحقيق خططه وارد جدا على حساب العراق الواحد في ظل وحدة الصف الكردي وتشرذم الصف العراقي مدفوعا بمصالح خاصة تدفع الكثير من القيادات إلى تأييد بارزاني سرا ومعارضته علنا وربما بدفع من العم سام كل هذا التخبط والفوضى في بغداد والضعف الحكومي أصبح بلا شك هؤلاء بارزاني في تحقيق طموحه ومالك تتصرف بغداد بشكل عملي وقوي ورادع ربما لن يطول الوقت لنرى بغداد تبارك ولادة الدولة الجارة كردستان برعاية أمريكية