23 ديسمبر، 2024 11:08 ص

علامات ظهور الامام المهدي المنتظر..واوجه الشبة بينه وبين ابو بكر البغدادي

علامات ظهور الامام المهدي المنتظر..واوجه الشبة بينه وبين ابو بكر البغدادي

عندما راجعت علامات ظهور الامام المهدي المنتظر عند الشيعة والسنة على حد سواء تلمست بعض الاشارات التي تشير الى ظهور امام مهدي منتظر في اخر الزمان,هذا مع وجود اختلافات كثيرة حتى بين ابناء المذهب الواحد في تحديد تلك العلامات..مع شبه اجماع على الدور المراد للمهدي ان يعمله في هذا العالم.

للاسف الشديد فان الصورة العامة لهذا المهدي ولدوره في العالم هي صورة سيئة جدا ,تتلخص بقدوم رجل سيقود اتباعه بدكتاتورية مقيتة ولن يكون للاخرين اي دور مسموع في نظام حكمه.

وسيلته للنجاح هي الحروب والقتل والتدمير, والاطاحة بالعروش عامرة, واراقة بحور من الدم ,واعادة ثارات قديمة الى الحياة ,بل ان هناك من يقول بانه سينبش القبور ..باختصار هم يرسمون له صورة دموية داعشية سيئة جدا,ومع ذلك يعتبرونه مخلصا جاء من اجل العدل والانسانية!!.

والادهى من ذلك ان هناك من يفتخرون بمهدي من هذا النوع, ويدينون داعش التي هي اكثر الحركات شبها بحركة مهديهم المنتظر هذا..اي ان الصفات المرسومة لاتباع المهدي المنتظر هي صفات داعشية ,وصفاته هو شخصيا تنطبق على ابو بكر البغدادي خليفة داعش.

هناك اسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا المجال وهي:

لماذا يقودنا فكرنا وخيالنا كمسلمين الى هذا الاتجاه الدموي؟

لماذا لم نفكر بان المهدي المنتظر هذا سيغير العالم من خلال الفكر والعلوم والتكنلوجيا وليس من خلال السيف؟

لماذا لم نفكر “او نتخيل”بان الله سيبعث لنا مهدي عالم يقدم نفسه للناس عن طريق علوم جبارة كما فعل اديسون في اختراع الكهرباء؟..او ان يقدم لنا علم احدث من الانترنت,او ان يكتشف لنا مصدر جديد للطاقة بدلا عن المصادر المعروفة للعام ؟

اديسون قدم خدمات للبشرية لم يقدمها كل الانبياء مجتمعين..فلماذا لايكون المهدي هذا خير منه؟

لماذ يجب ان يكون المهدي المنتظر هذا رجل وليس امراة,او مجرد فكرة او مجموعة من الناس او ملك من السماء؟

لماذا نفكر دائما بالقائد المتفرد الدكتاتور كمنقذ لنا ,ولا نفكر بالعمل الجماعي؟

لماذا نحاول دائما ان نتمثل بقطيع اغنام يحتاج لراعي يقوده والعصا بيده؟

لماذا لم نفكر ان يكون جيشه جيش من العلماء والمثقفين بدل عن القتلة السيافين؟

بصراحة..المهدي الذي يعيش في فكرنا ومذكور في كتبنا لا يصلح ان يكون منقذا لهذا العالم في هذا العصر,ولايوجد اي امل بظهوره من الان فصاعدا ,وبامكان دول العالم ازاحته هو ومن معه بواسطة قنبلة نووية صغيرة.

اخيرا اقول ..ان على علماء الامة اعادة النظر بموضوع المهدي هذا وتنقيح كتبنا وديينا من خرافات لسقت به, او على الاقل ازالة الافكار الدموية المحيطة به,فكل مالدينا عن المهدي من افكار يمكن استخدامها كادلة تثبت وحشية الاسلام عند الاخرين وتدحض فكرة الدين الاسلامي الانساني من الاساس.

ليكن المهدي هذا مهديا حضاريا ولو كان خرافة,ولتكن خرافاتنا حضارية.

علموا ابنائكم الاستعداد للمهدي الانسان انسانيا وليس عسكريا..علموهم حب البشر والشجر وكل ماخلق الله ,فالمهدي المنقذ هو في نفوسنا وضميرنا,مخلوق معنا,ان غيرنا ثقافتنا نحو الاحسن,تخلصنا من الهلاك بدون مهدي مخلص.
ملاحظة: الرابط ادناه لمن هو مجبر او يفضل السماع على القراة لسبب او اخر. https://www.youtube.com/watch?v=l-FvLWAXfgw&feature=youtu.be