18 ديسمبر، 2024 9:35 م

علاقة عزيز العراق مع مراسيم الإمام الحسين (ع)

علاقة عزيز العراق مع مراسيم الإمام الحسين (ع)

عندما كان المظلوم الراحل عبدالعزيز الحكيم مصاباً بمرض السرطان، كانت توصيات الأطباء لعلاجه، هو إن يكون هادئ البال والخاطر وأن لا يزعجه شيء أبدا، ومن ضمن هذه التوصيات، أن لا يكون هناك ضجيج حوله كالأصوات المرتفعة.

وجاء شهر الأحزان محرم الحرام، وكعادته في كل عام كان السيد الحكيم حريصا أن تكون في مكتبه، مراسيم للعزاء واللطم وإحياء ليالي محرم الحرام، وكان لموكب شهيد المحراب مشاركة في العزاء، من ضمنها الدمامات والزنجيل، فقرر الأخوة في المكتب منعها، حرصا على صحته حسب توصية الأطباء.

ولما علم السيد الحكيم بذلك، قال لهم : ” أي شيء يقوله الأطباء اعملوا به، إلا مراسيم الإمام الحسين ( ع ) فانا من يقرر، ولا يحق لكم أن تمنعوا أي شيء حتى وان كان يؤثر عليَ، وإنني اعتقد أن المراسيم تبقى على حالها، وفي أثناء البرامج ندعوا ونطلب الصحة والسلامة من الله، بواسطة أهل البيت (ع) ” .

لم تمنع السيد عبدالعزيز الحكيم شدة المرض الذي ألم به، من الذهاب الى مدينة النجف الأشرف، وافتتاح المرحلة الأولى من طريق ” ياحسين “، الذي كان يربط بين محافظة النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، الذي يخدم مشاية الإمام الحسين ع في الزيارة الأربعينية، ثم تطور هذا المشروع الذي هو فكرة السيد عبد العزيز الحكيم وأنجز بجهوده ومتابعته، ليصل جميع المحافظات بمدينة كربلاء المقدسة .

كان حريصا على ربط الجماهير بالقضية الحسينية، واستلهام معانيها الحقة والارتواء من نبع هذه الثورة، وجعلها مدرسة تتعلم منها الأجيال دروس الإصلاح والوفاء وبناء الأمة، فكان برنامج ( تاسوعاء ) الذي حرص الحكيم على إقامته كل عام في التاسع من محرم، معلنا بداية موسم العزاء الحسيني لشيعة أهل البيت ومؤكدا، أن شعلة الطف لن تنطفئ أبدا .

هكذا كان السيد الحكيم عاشقا للقضية الحسينية فذاب فيها، وكأنه كان يعيش أحداثها، فكانت تنهال الدمعة من عينه، ويبح صوته كلما ذكرها في خطبه، فسخر عمله وحياته من اجلها، بل انه حين توفى كانت وصيته الالتزام بالشعائر الحسينية، مؤكدا أن كل ما لدينا من الحسين وكلنا للحسين (ع) .