إجراءات غريبة ومسميات جعلت من العملية السياسية في تراجع دائم, في واقع خدمي وأمني وأقتصادي وأجتماعي أصيب بالشلل وأدارات سمتها الغالبة الفشل , القوى السياسية مشغولة بالمحاصصة والمنافع والأطاحة ببعضها , ومجلس الوزراء بين غائب وحاضر ومن يصوت بالنيابة وبالوكالة وتصويت نيابة عن المجازين والمسافرين , البرلمان مشغول بالتشريع لنفسه ويعطل القوانين الخدمية والأقتصادية وبما يقارب 4 ألاف مشروع اقتصادي معطل بسبب الخلافات السياسية , ومجالس محافظات منشغلة بالمشاريع الصغيرة والتشجير والأرصفة وحسب ماتملي عليها مصالحها الشخصية والحزبية وقلة الصلاحيات .
قاعدة الحكم أصبحت بنظام الواوات ( الوكالة والواسطة ) , شركاء في ليلة وضحاها اعداء , ومجرمين في لحظة أبرياء وفي مركز هرم الدولة والقرار .
أدارة الدولة من هرمها الى مجالس محافظاتها أصبحت تدار بالصدامات والأزمات , وهذا ما ولد العداء والثارات والتعطيل والأبتعاد عن الحكمة وبعد النظر والحسابات الستراتيجية , المواطن سبق وشارك في أكثر من تجربة انتخابية والبعض من المواطنين حكم على الفشل للعملية السياسية برمتها , وفق الأليات السابقة للأنتخاب والترويج للقائمة فقط , اليوم سيكون حساب الأصوات بطريقة ( سانت لوكو) ووصول المرشحين الأكثر اصواتاّ في القائمة , وحينما نبحث في شعب وصل ما دون خط الفقر 7 مليون وأمية 8 مليون وطبقات متذبذبة همها الكد والنكد اليومي للصراع على رغيف الخبز , في بطالة وأزمة عمل وسوء مواصلات وتردي الحالة الأمنية والأقتصادية , ومن إحباط اّمال بالطبقة السياسية , استغلت الطبقة السياسية هذه الشرائح , لذلك لا يتعب نفسه أكثر بالبحث عن الأنتخابات للأعتقاد بالفشل من كل المرشحين , وفقدان المجالس الادبية والأجتماعية لعدم التفرغ من يوم في معظمة مشاغل ومشاكل ليغيب التثقيف والتداول في الشؤون العامة , معظم المواطنين بعد الحث المباشر وغير المباشر سوف يشارك والبعض يشارك مع موج المشاركين دون وعي , ولكن المشكلة هنالك تجهيل مقصود وتراجع في أداء منظمات المجتمع المدني والأعلام الحكومي ومفوضية الانتخابات وتظليل الناخبين بصور الرموز لتزكية المرشح والأدهى من ذلك ان البعض يعتقد ان ذلك الرمز هو مرشح مجالس المحافظات , من المواطنين من لا يدرك اهمية صوته ولا يعرف القوائم وأسماء المرشحين , والتركيز فقط على أسم القائمة والرمز , دون النظر لمصداقية من هم في القائمة ولا يعرف من أعاد نفسه للترشيح وهو في هرم سلطة المحافظات حينما غرقت بغداد في يوم واحد ممطر , الاختيار هنا للقائمة السيئة سوف يخسر الناخب صوته بحالتين ويكون شريك في سرقة ماله الخاص والمال العام , فحين انتخاب القائمة سوف يذهب لأشخاص فاشلين مزورين مفسدين يقومون بشراء الأصوات ويحصلون على النسبة الأكبر او لشخص جيد في قائمة مليئة بالحيتان , فإذا فاز لا يستطيع التغيير وان خسر سوف يذهب الصوت للمفسدين , وهنالك ترشيحات في قوائم يعتقد إنها فائزة وهنا معظم مرشحيها هم طلاّب سلطة وما يعني أنهم يريدون الوصول وليس الخدمة , أما في القائمة الجيدة فالخيار لابد ان يكون للشخص الأكثر كفاءة , ونوع أخر من المواطنين لا يشارك وإذا شارك يشطب الورقة الانتخابية , المواطن وحده من يتحمل النتائج ويضر بمصالحه ومصالح أطفاله ومجتمعه ومحافظته ووطنه , ويغيّب دوره في قول كلمتة الحق .