بالرغم من التشابه البايلوجي الكبير بين الرجل والمرأة ,الا ان العلم يؤكد على مدى واسع من الاختلافات والفروق التي تمتد من الجانب الجسمي والفسلجي والنفسي والوجداني. و لا تعد هذه الاختلافات تمييز لجنس على آخر بل تميّز وظيفي خاص لتحقيق غاية عليا لكل من الذكر والانثى.فالعلاقة بين الجنسين تتخذ اشكال عدة منها علاقات الصراع والعلاقة التنافسية والعلاقات الباردة ولكل من هذه الانماط اسبابه ومعطياته. في علاقة الصراع يرى بعض الازواج ان نجاحه في قدرته على السيطرة والاطاحة بشريكه وبذلك يكون قد حقق الدور الذكوري المطلوب اجتماعيا اذا كان رجل , او انها تمرغ انف الذكر وتفقده خصائص التي تعتقد انه تفوق عليها , وبذلك تكون قد تحدت القيم الاجتماعية السائدة وثأرت لبنات جنسها. اما النمط التنافسي فيتخذ شكل مقبولا اجتماعيا, فكلاهما يسعى للتمييز والتفوق فهو يجمع المال او يسعى للحضوة والجاه كي يشار له بالبنان او يرضي حاجته للتفوق , وهي تقابله بانفاق المال لتكون كريمة في نظر الاخريات , او تتخذ من التعليم او التجارة وسيلة لنجاحها. اما النمط العلاقة الباردة عاطفيا وجسديا ونفسيا وهي اسوء انواع العلاقات , وقد يكون اسباب استمرارها متنوعة اما ان تكون الخوف على مستقبل الاطفال والتضحية بالذات من اجلهم , او الخشية من وصمة المجتمع للمطلقة , او عدم وجود الناصر والمعين للمرأة بسبب موت الاهل او موت همتهم . ويعيش كل من الرجل والمرأة حالة من البرود العاطفي والجفاء وغياب المشاعر , وغياب تام للعلاقة الجنسية والتي لها الاثر الكبير في ديمومة حياة الزواج والزوجين معا. في كل نمط من هذه الانماط ثمة جوانب ايجابية وسلبية , لكن الجوانب الايجابية في نمط التنافس كبيرة في حالة تفهم الطرفين لطموحات وافكار ومشاريع كل منهما. فيما تسود الجوانب السلبية في نمطي الصراع والعلاقة السلبية الباردة . واكثر انواع الطلاق من نمط الصراع.
للأسف في كثير من الارتباطات يجهل ولا يدرك الطرفين نفسه أولا وشريكه ثانيا , فهو لا يعرف نفسه ولا يشعر بخصائص وصفاته ولا يدرك جوانب الايجابية ولا نقاط ضعفه , فضلا عنه جهله بخصائص وميزات شريكه وكذلك ايجابياته ونقاط ضعفه. وكذلك لا يحاول ان يفهم واجباته وحقوقه والحدود والتي تنظم العلاقة بين الطرفين , تؤكد الدراسات على ان العلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة والتي يسودها الفهم المتبادل بينهما والالتزام بالحقوق والواجبات لكل منها يؤسس الى قواعد متينة وارضية صلدة لعلاقة ابدية , وفي علاقة الزواج تضعف عوامل الثقافة والتحصيل الدراسي احيانا في تحديد نجاح او فشل تلك العلاقة. فنجد اميان يعيشان بسعادة غامرة وعالمان في تخصصات علمية او انسانية لم يفلحا في بناء علاقة يسودها السلام على الأقل. فالزواج مشروع لفهم بعضنا البعض والقدرة على التكيف مع خصائص الاخر والقدرة على تعديل وضبط السلوك ليكون منسجما مع متطلبات استمرار تلك العلاقة ونجاحها.