23 ديسمبر، 2024 4:24 ص

“عكاله طابخ مخه”!!

“عكاله طابخ مخه”!!

عكال: عِقال
طابخ: طبخَ
مخ: دماغ
المخ , وجمعه أمخاخ ومُخاخ ومِخَخَة , وبعض المفكرين أشاروا إلى المَخْمَخة , لكن لم يتطرق أحد إلى الأمخاخ المطبوخة , التي يمكن أن تتحول إلى وجبات تضليلية مخادعة , تأخذ الناس إلى ميادين سقر , المستعرة بالأبرياء والمغرر بهم من الخنّع والتُبّع , والمنتمين لمجتمعات القطيع الراكع اللاراتع.
الأمخاخ في عصرنا المشحون بالتقنيات والنظريات تُطبَخ على نيران هادئة , ويتحقق إخراجها بآليات متطورة , وبصور آدمية تضع على رأسها عقال كرمز للعروبة والأصل العربي , وتأخذ بالتغريد خارج السرب بتقنيات مدروسة ومحسوبة لإقناع المستمع وإيهامه بما يُراد , لكي يقع في فخ الإمتلاك والتقبيع (من قبعَ أي خضع وتم إستعباده وقيادته إلى حيث يريد سيده).
وما أكثر الأمخاح المطبوخة في مجتمعاتنا , وكل مخ قد تمتع بالمرور بمراحل إعداد الوجبة اللازمة لتحريف الحقائق وتأكيد صوابية الباطل , وإستلطاف الفساد والظلم والقهر , وإنتهاك حقوق الإنسان والتمتع بالحرمان.
وأسواق الأمخاخ المطبوخة , وسائل التواصل الإجتماعي المتنوعة , حيث يتم نشر معطياتها وإظهارها بأساليب تُرغّب بسماعها ومتابعتها , والتفاعل اللاواعي معها , لأنها تداعب العواطف والمشاعر , وتروّج السلبي لتحشيد الصدور بما يحقق الهدف المطلوب.
فاحذروا الأمخاخ المطبوخة , وفقا لتوصيفات إعداد الوجيات المطلوبة , لإطعام الغايات المرغوبة , إنها طبخات ناطقة وفاعلة في وعي المتابعين لها.
فلماذا لا نتعلم إعداد طبخاتنا , ونبتعد عن ترويج طبخاتهم الهادفة لمحق إرادة الحياة فينا؟!!