6 أبريل، 2024 8:55 م
Search
Close this search box.

عقول عظيمة وبلاد سقيمة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

البلدان بعقول أبنائها , وقيمة أي بلد تتناسب طرديا معها , وكلما تفاعلت العقول تقدمت البلدان وتحقق مرادها المأمول.
هذه معادلة حضارية ذات نتائج معلومة ومؤكدة , لكنها لا تنطبق على كافة الشعوب والبلدان.
فهناك بلدان متخمة بالثراء العقلي والمادي وهي أتعس البلدان , وأهلها تهجرها وتكره العيش فيها مهما عانت في غيرها من الأوطان.
وهي حالة محيرة تستوجب تفعيل الأذهان؟
الوعاء قد يلفظ ما فيه أو يتقيأه لعدم مواءمته له , فالماء مثلا يمكنه أن يكون في أي وعاء , لكن السوائل الأخرى ربما تحتاج لأوعية خاصة , لأنها إن لم توضع في الوعاء المتوافق معها , فستأكل ذلك الوعاء , فالخل مثلا أو الكحول والحوامض الكيمياوية , وغيرها الكثير التي تحتاج إلى أوعية تناسبها.
والعقول ليست كالماء , وإنما متنوعة وذات تفاعلات متعددة , وبحاجة لأوعية تناسبها , لتبقى حية وقادرة على التفاعل والعمل.
ويبدو أن العقول التي لا تنفع تكون في أوعية لا تتوافق معها , ولا تستوعب منطلقاتها وتوجهاتها الكامنة فيها , فتتحصل منازلة بين الوعاء وما فيه , تنتهي بتقيؤ الوعاء لها ليسلم من الأضرار الناجمة عن بقاء ما لا يوافقه فيه.
ومجتمعاتنا أوعية طاردة للعقول , ولديها آليات إجهاضية لأي عقل يساهم بإيقاد نور في مسارات الأيام , وإيقاظ الناس من غفلتها وحثها على السير في سكة كينونتها اللائقة بها.
ولهذا يتعجب الآخر من وفرة العقول وندرة المعقول , وسيادة التنافر والقصور , وعدم القدرة على الإتيان بما يساهم في صناعة الجديد والمفيد.
فعقولنا فاعلة في بيئات أخرى , لأن المكان الذي وجدت فيه يكنز عدوانية ضدها , قد تكون مدروسة أو متوهمة , وناجمة عن حيثيات إنفعالية فاعلة في كراسي السلطة والنفوذ في المكان.
ولهذا فأن الذين ينكرون على الأمة تفاعلاتها الحضارية يعيشون في تصورات كاذبة , فالأمة مشاركة في صناعة الحاضر الإنساني في بقاع الدنيا , وقادرة على النهوض والرقاء والتقدم الأصيل.
فعقول أمتي منارات أرشدت التائهين في عصور الظلمات إلى فجر الوجود الإنساني الساطع!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب