23 ديسمبر، 2024 7:44 ص

عقوبات ترامب على ايران والموقف العراقي المتشظي

عقوبات ترامب على ايران والموقف العراقي المتشظي

لم تكن العقوبات الاولى التي يتم فرضهاعلى ايران فمنذ سقوط نظام الشاه نهايةسبعينيات القرن الماضي وإقدام الامامالخميني رحمه الله على تسليم السفارةالإسرائيلية الى السلطة الفلسطينية التيكانت حينها المؤشر وناقوس الخطر علىالصهاينة مما جعل اميركا تتبنى الدفاع عنالكيان الصهيوني وتعمل في كل الاتجاهاتمن احل تحشيد الجهود الدولية بغرضالانتقام من ايران وصورتها الاسلاميةالحديثة ومنذ ذلك الحين توافق مع هذهالرؤية بعض دول الخليج ومنها على وجهالتحديد المملكة العربية السعوديةوالإمارات وحتى قطر ذلك الوقت قبل انيعاديها النظام السعودي في العام الماضيوالى الان لتعود وترتمي بين احضان ايرانالتي دعمتها ووقفت معها في محنتها التيصنعتها الاخوة العربية وابناء عمومتهم.

توالت العقوبات على ايران تارة دولية وتارةاخرى فردية من طرف واحد وهي الولاياتالمتحدة الامريكية وفقا لمزاجية الرئيسالامريكي في حينها لكن ايران رغم كل ذاكاثبتت للعالم اجمع قدرتها على تجاوزالصعاب وكل انواع الحصار بل اكثر منذلك التقدم والتطور والقدرة العلميةوالعسكرية ووصولها لتكون رقما صعبا فيالمنطقة يصعب تجاوزها حتى جلس العالمكله معها ليتفاوض على برنامجها النوويبما فيها اميركا المتصلبة في موقفها تجاهسياسة ايران فاستطاعت الاخيرة ان تبرماتفاقا نوويا مع دول العالم وهي تحتالحصار ما ازعج كثيرا اسرائيل ومعها دولةعربية مساندة لموقفها وهي العربيةالسعودية التين استغلتا مجيء رجل متهورسياسيا كرئيس أميركي يريد ان يثبت فقطانه يفي بما وعد في حملته الانتخابيةوليس ضيرا عنده الى ماذا والى اين يأخذاميركا بقراراته تلك فنفخوا فيه كثيراودفعوا كل الملفات الممكنة والاموال التيتجعله ان يتخذ قرارا فرديا أمريكيا وليسأمميا بمعاقبة ايران بعد انسحابه منالاتفاق النووي الذي أقره سلفه اوباما .

لقد تباينت المواقف تجاه هذه العقوباتوهناك رفض دولي واسع لها من كبارالدول ولكننا رأينا الموقف العراقي يختلفتماما حيث جاء سريعا على لسان السيدرئيس الوزراء بالتعاطف مع الإيرانيين منجهة والالتزام الكامل بالعقوبات من جهةاخرى وما كان عليه ان يطلق قراره الانوبهده السرعة حتى لو احرجه سؤالالصحفي فيمكنه ان يؤجل الجواب فهيتحتاج الى قرار عراقي واضح والى رؤيةاقتصادية واضحة فلا برلمان لدينا ولاحكومة تمتلك كل الصلاحيات وهو(العبادي) بذلك في موقف يحسد عليه لانبلائنا الكبير في برلماننا العتيد الذي مرتجميع دوراته وتركوا ابقاء مرور كل ما نبيعهمن نفط وصادرات اخرى عبر البنكالفدرالي الامريكي DFI بعملة الدولارالذي ألزمونا به الأمريكان في عام 2003 ولكوننا كنّا تحت البند السابع ،، وللاسف لازال هذا الامر قائما الى الان ، وهنااستغرب لماذا لم يعملوا على استصدارتشريع يلغي هذا القرار الاحتلالي الامريكي لان الاحتلال انتهى وخرجنا من تحت البندالسابع أمميا منذ سنين فما هو الغرض منأن نبقى تحت رحمة اميركا وترامبالمعتوه .

للاسف ممسوكين من اليد التي تؤلمنابسب تقصير برلماننا صاحب المناكفاتوالصراعات الحزبية والفئوية وكان علىالسيد العبادي ان يوضح هذا الامر للرأيالعام العراقي لا ان يترك البيانات وردودالأفعال تتوالى ضده فيخرج الموقفالعراقي مشتت بهذا الشكل الذي برز خلالاليومين الماضيين وكان يجب ان يكونموقفا يتناسب مع ما قدمته ايران كدولةوشعب في وقوفها مع العراق منذ العام2003 وحتى يومنا هذا مع عدم القبولبالتدخل في شؤوننا الداخلية وفي ذاكموقفي عبرت وكتبت عنه منذ سنين ، فلمتفعل دولة على وجه الارض ما فعلته ايرانمعنا يضاف انها في الجغرافية هي الثابتالحقيقي للعيش على الارض بإمتداد اكثرمن 1200 كيلومتر طولا ولابد من موقفقوي للعراق كدولة ان تقفه بوجهه عنجهيةوجبروت الادارة الامريكية وتبيعاتهااسرائيل والسعودية فدماء من سقطت علىارض العراق ممن ساعدنا من الإيرانيين هياطهر وأسمى من كل هذه الدول الخبيثةفلا يمكن القبول بتجويع شعب مسلم يمديد العون لكل المستضعفين في العالم حتىالذين يختلفون معهم في العقيدة والدينمن فلسطين الى لبنان الى سوريا الىالعراق الى اليمن ومناطق اخرى في العالمايام مجازر البوسنة والهرسك وغيرها .

ستنحني ايران قليلا لضغوط تلك العقوباتلكنها لن تنكسر ابدا على المدى القريبوستتفاعل سياسة الاحتواء الايرانيةالمعتمدة منذ عشرات السنين للتغلبعلى تلك الصعاب على الأقل لحين الفترةالقادمة من عمر ولاية ترامب التي توجدمعارضة قوية له من الداخل الامريكينتيجة طيشه وقراراته المستعجلة التيخلقت مشاكل جمة على مستوى منطقتناالعربية والعالم والوضع على شفا حروب قدتستعر ولا نعلم نهايتها.