19 فبراير، 2025 9:01 ص

عقوبات ترامب على أيران ستحرق العراق صيفا!؟

عقوبات ترامب على أيران ستحرق العراق صيفا!؟

من المعروف أن العداء الأمريكي الأيراني ليس بجديد ، فقد بدأ منذ نجاح الثورة الأسلامية في أيران عام 1979! ولا يزال الى يومنا هذا ولحظتنا هذه ، وتعمق الصراع بينهما ليتحول الى صراع نفوذ على المنطقة! بسبب الظروف السياسية والدولية التي عصفت بالمنطقة العربية، وتحديدا بعد سقوط النظام السابق ، واحتلال العراق من قبل أمريكا . بعد الأحتلال الأمريكي للعراق ، أصبح العراق جزء من الصراع الأمريكي الأيراني رغما عنه ، بل هو صار حائط الصد بين الطرفين! ، لا سيما بعد فشل سياسة مسك العصا من الوسط بين طرفي النزاع ، والتي أنتهجتها الحكومات العراقية الضعيفة على مدى العشرين سنة التي مضت! ، حيث كانت الحكومات ومع الأسف أضعف من أن تعلن وبشجاعة ولائها وأصطفافها مع هذا الطرف أو ذاك من أجل مصالح العراق الوطنية والقومية العليا ، وذلك لأفتقادها الى البوصلة الوطنية الحقيقية!. تعد الكهرباء عصب الحياة في العالم ، وبدون منظومة كهربائية مستقرة وقوية تغطي كل مساحة البلاد ، ستتعقد مفاصل الحياة اليومية وسيعمها الفوضى والأرتباك ، وكأنها تسيرعلى عكاز! وهذا هو حال العراق وصورته مع موضوع الكهرباء منذ الأحتلال ولحد الآن! . الغريب في موضوع الكهرباء والذي يعرفه الكثيرمن العراقيين ، أن أمريكا منعت أعادة بناء وتأسيس المنظومة الكهربائية للعراق!؟ ، لا من قبل شركاتها الكبيرة والضخمة ولا بشركات دولية أخرى ( وهذا ما أعلنه الدكتور الجلبي رحمه الله في أحد اللقاءات حينها!) ، بل طلبت من الساسة العراقيين الأعتماد على المتوفر من الأمكانيات في المنظومة الكهربائية ، رغم علمهم أنها متهالكة وقد عفا عليها الزمن!. وأمام هذا الوضع الملتبس والمعقد والذي عليه العشرات من علامات الأستفهام ! ، لم يكن أمام العراق من مفر ألا الأعتماد على الغاز الأيراني لتشغيل محطاته الكهربائية القديمة ، وهنا لابد من الأشارة أن (كلفة أستيراد الغاز من أيران يتراوح من 9 الى 10 مليار دولار سنويا!) ، وهذا مبلغ كبير جدا لا تفرط به أيران وتستقتل! من أجل الحفاظ عليه وديمومته ، كما لم تسمح لأحد بمنافستها عليه! في ظل العقوبات الأقتصادية المفروضة عليها من قبل أمريكا! ، ناهيك عن باقي الواردات الأخرى ، حيث يبلغ حجم تبادلها التجاري مع العراق أكثر من 22 مليار دولار سنويا! . أيران الآن دولة قوية وصلبة ومعروفة بالعناد! ، فهي لن ترضخ للتهديد الأمريكي ولا للعقوبات ، وجعلت من العراق سدا منيعا لها لأية حماقة قد تقدم عليها أمريكا ، وأية عقوبة تفرض عليها! ، وبالتالي صار العراق بين مطرقتين وليس بين مطرقة وسندان!. من جانب آخر اعتبرت أمريكا أن عدم أستطاعت الحكومة العراقية التأثير على فصائل المقاومة المسلحة الموجودة في العراق والتي تهدد المصالح الأمريكية ، ليس ضعفا منها فحسب ، بل اعتبرته ولاء لأيران! ، وبناء على ذلك أصدر الرئيس الأمريكي (ترامب) ، قرارا بوقف السماح للعراق بأستيراد الغاز والكهرباء من أيران! ، مما وضع العراق في مواجهة مشكلة صعبة ومعقدة ، حيث أن العراق ليس له أية بديل عن الغاز الأيراني! في تشغيل محطات الكهرباء ، وأن توقف وصول الغاز الأيراني للعراق معناه خروج مايقارب 35% من مجموع الطاقة الكهربائية حسب رأي الخبراء!! ، بالوقت الذي يعاني العراق أصلا شحة في الكهرباء ، قبل فرض هذه العقوبة! ، فلنتصور ماذا سيحدث للعراق ، والصيف العراقي المعروف بشدة حرارته بات على الأبواب؟ ، أن قرار الرئيس الأمريكي (ترامب) بمنع أستيراد الغاز من أيران ، بقدر ما يلحق الضرر بأيران ، فأنه سيلحق الضرر بالعراق أكثر وأشد!. ومن الطبيعي ستكون ردة فعل أيران أزاء قرار (ترامب) والذي أراه ردا طبيعيا! ، هو أنها سوف لم ولن تسمح لأي بديل يمكن ان يكون بديلا عن الغاز الذي كانت تصدره للعراق مهما كلف الأمر!! ، فهي أمام صراع بقاء ووجود وتحدي! لا توجد فيه أية رحمة ، فالسياسة لا ترحم الضعيف بل تستغله وتمص دمه وترميه!. من جانب الحكومة العراقية فلا أعتقد أنها قادرة على فعل أي شيء سوى مواجهة المشكلة! بواقعها المرير والصعب وهي مكتوفة الأيدي ، وبالتالي عليها أن تتحمل غضبة الشارع العراقي في لهيب الصيف الذي بات قريبا ، بسبب من سياستها الفاشلة في كيفية أدارة ملف الكهرباء الذي نخره الفساد على مدى أكثر من 20 عاما!.