18 ديسمبر، 2024 9:31 م

عقوبات الأتحاد الأوربي على روسيا : بضراوة النازية على اليهود

عقوبات الأتحاد الأوربي على روسيا : بضراوة النازية على اليهود

المعروف ان دول الاتحاد الاوربي تشكلت من حيث المبدأ عام 1951 وبخطوات اقتصادية , أي بعد الحرب العالمية الثانية بهدف واضح وهو ان تصنع ظلآ سياسيآ تنضوي تحته الأمم الأوربية بعيدآ عن الحروب والأفكار والآيديولوجيات التي كانت سببآ في اندلاع تلك الحروب , لذلك فالإتحاد أصبح بمثابة التعبير للشكل السلمي الجديد الذي اشترط على الدول في تأسيسه بعد تأسيس السوق الأوربية المشتركة عام 1957 أن تحترم حقوق الإنسان والأقليات وعدم التفكير مطلقآ بالحروب فيما بينهم وبين دول خارج اوربا .
ولاشك ان الأدباء والمفكرين الأوربين هم الذين دعوا الى هذا الشكل السياسي السلمي المبني على فكرة ان خرائط الدول وهي مجتمعة ستصنع ذلك الظل الوارف الذي يخلق دورآ مؤثرآ في سياسة التوازن الدولي الذي تحكم به قطبا الأتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية , وهذه من مكارم الأدباء والعلماء لشعوبهم .
إلا أن إنشاء الأتحاد الأوربي تحت جناح منظمة حلف شمال الاطلسي ” النيتو ” في 4 نيسان 1949 كان له الأثر الكبير على جميع اعضائه من حيث انه جسّد الإستراتيجيات السياسية الأمريكية التي لاتنسجم من ناحية التوافق التي تجعل من الاتحاد الاوربي ظلآ مقبولآ بين الأمم لكون هذه الإستراتيجيات انقلابية تدعو الى عسكرة الدول الأوربية من اجل اخضاعها للسياسة الأمريكية فيما بعد .
وهذا ماتم فعلآ , إذ استطاعت امريكا من خلال العسكرة ان تصنع من دول الاتحاد الاوربي جمرآ تضعه امام الاتحاد السوفيتي لتبدأ مرحلة الحرب الباردة معه , لأن امريكا لايهمها على الارض ماتدعو اليه الشعوب من مبادئ للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان , بل يهمها ان تصنع ادوات اللعبة السياسية القذرة التي تحقق لها وتضمن بها مصالحها الى عقود من الزمن , ولاترى مايطورها من اجل إخضاع الشعوب إلا من خلال تلك اللعبة ,
لأنها غير كفوءة حتى في تمثيل أي دور شريف يميزها عن الدولة النازية او الحركة الصهيونية , بل هي مثال للدولة المارقة التي تبيع وتشتري وتتصرف بحريات الشعوب من اجل الحفاظ على عظمتها وهيمنتها على العالم , من دون ان تراعي القوانين أوالشرعية الدولية والأمثلة على ذلك كثيرة , لذلك فقد جعلت مصير اوربا مرتبط بمصير النيتو وسياسته الإستفزازية , بل وظفتها من حيث تدري أو لاتدري لتكون اداة في لعبتها السياسية .
وبدأت امريكا تتكأ على النيتو في أوربا وفي استراتيجية التوسع نحو الجناح الشرقي لأوربا متعللة بالتهديد الروسي لها , فيما تتناقض مبادئ الأتحاد الأوربي السلمية مع توجهاتها , وبدا ذلك منافيآ للواقع الذي ابتغاه .
وبدا الإتكاء جليآ في الحرب الروسية – الأوكرانية التي صنعت شرارتها امريكا وفقآ للعبة السياسية ومحورها فن الديالكتيك الذي يعرف بصفة الجدل الذي يصنع الرعب بحقائق اكثرها خيالية واكاذيب على خلاف ماموجود على الأرض من أعراف وتقاليد سياسية , وبقيادة نخبة من الفلاسفة والمفكرين الذين يعملون بالخفاء بمناهج كعلم النفس وعلم الإجتماع وديناميكيته واتجاهات فلسفية عديدة كالمنهجية الشكلية والعلائقية والسلوكية .. الخ بعيدا عن الأخلاق والدين وقريبة من المغالطات والسفسطة .
بدون هؤلاء لاترامب ولابايدن ولا من قبلهم بوش الأب والأبن يستطيع ان يحرك بيدقآ واحدآ بإتجاه قطع الخصم السياسية , مالم ينطقون بمالديهم من افكار, أما الرؤساء الأمريكان فليس لهم إلا التزام الصمت عند الطلب ولا مانع احيانآ من تصريحاتهم المبنية على الفهم او الحدس والتحليل بقناعات شخصية , ولكن يبقى دور النخبة من المفكرين ملزمآ في التعامل مع الحدث .
في الحرب الأوكرانية , انعكس تأثير الولايات المتحدة على الإتحاد الأوربي كأداة تشارك في الحرب بطريقة أخرى , فالخوف الذي صنعته في قلوب القادة الأوربيين جعلتهم على استعداد لدعم اوكرانيا بالمال والسلاح ليغرقوا مع اوكرانيا بالحرب القائمة على العقوبات الإقتصادية التي بلغت ضراوتها اشد من ضراوة النازية على اليهود من دون حتى التفكير بتأثيرها على أنفسهم ,
بل وعمدوا أخيرآ الى تشكيل قوة عسكرية للتدخل السريع قوامها 5000 خمسة آلاف جندي وتعبئة العشرات من الهكر ليقوموا بالسطو على المؤسسات العلمية من اجل سرقة المعلومات وتشويه سمعة أفراد الجيش والقادة , بل وتخريب تلك المؤسسات أو إيقافها عن العمل , وهذا إخلال بالمبادئ التي اعلنوها في شروط التشكيل للإتحاد .
ونظرآ للضغط الكبير الذي وقع على إقتصاد اوربا من جراء الحرب , والتي بدورها تسببت في خلق حالة من الذعر لدى المواطنين ليتدفقوا كلاجئين الى دول الجوار الاوكراني . في هذا الإطار برز التمييز بين الأجانب وخاصة الأفارقة الذين جاءوا من اوكرانيا وبين أقرانهم الأوكرانيين , إلا أنهم منعوا من الدخول في بولندا وبلغاريا بحجة ان الأولوية لذوي الشعر الأشقر والعيون الزرق الذين هم من العائلة الأوربية حسب تصريحات مسؤولين في بولندا وهذا إخلال آخر وتصرف عنصري ينافي مبادئ التشكيل .
هذه هي الصورة المخالفة التي قدمها الأتحاد الأوربي , والعلامة الجوهرية التي ظهرت في حكاية الحرب الاوكرانية التي اولها كذب وآخرها تفرقة عنصرية وسلوك وحشي لايمت للحرية ولا للديمقراطية المزيفة التي يدعوا اليها ولا لحقوق الإنسان بأي صلة .
والحرب الأوكرانية فصل آخر للولايات المتحدة الأمريكية في إشعالها للحروب بعد العراق وسوريا واليمن ودول اخرى كثيرة وعلى الطريقة نفسها في استخدام اللعبة السياسية القذرة شكلآ ومضمونآ التي بدورها خلقت مسارات سياسة اخرى للدول وتغييرآ في سلوك الحكام لصالح مستلزمات تطورها كما اسلفنا .
وختامآ فإن التستر على أفعال امريكا غير القانونية والشرعية وإعطائها الغطاء الشرعي من قبل دول الإتحاد الأوربي منذ عقود وهي ترى وتعلم جيدآ كيف توقع الحكومات الضعيفة بمشاكل من صنع يدها لتضعها تحت العقوبات أولآ ومن ثم الحرب , وتعلم أيضآ بطرقها المنحرفة وغير الأخلاقية في تحقيق مصالها البغيضة ,
وإن كانت الحرية والديمقراطية مزيفتان لاتتحققان إلا بتلك الطرق , فهي انتهاك لكل القيم الإنسانية وللآخر في ضوء هذا العالم المتقدم وتبآ للعبة السياسية القذرة التي تستخدمها امريكا لإطعام شعبها وفقآ لتصورات واتجاهات خاطئة لفئة ملحدة من المفكرين الأمريكين والصهاينة . وما ضراوة العقوبات الأوربية إلا تجسيد للكراهية الموجهة للشعب الروسي وللنازية بالسلوك والفعل وابتغاء لهذا السلوك العنصري ان يغدو ممارسة تجتمع عليه العائلة الاوربية , التي زعموا انهم عائلة , ببركات ورعاية امريكا العنصرية .