22 ديسمبر، 2024 5:16 م

عقلية “مالي منه”!!

عقلية “مالي منه”!!

مالي منه بالفارسية تعني: مُلكي
والنظام العمائمي في إيران يدين بهذا , ويحسب أن الدول العربية المجاورة ملكا مشاعا له , وأن النفط والدين والتأريخ والحضارة والبشر , وما فوق الأرض وما فيها ملكه الصرف ومن حقه التصرف بها كما يشاء , ولا يؤمن بوجود شعب ومواطنين , فالجميع عبيده ومن أملاكه وأجرائه.
ويرى أن من حقه أن يحيلها إلى سوح وغى ولا يسمح للحرب على أرضه مهما كان الثمن.
ومن واجبه الوطني أن يتحكّم بالحكومات في هذه الدول ويرهن مصيرها بإرادته , ولا يسمح بتدخل الآخرين بشؤونه الداخلية , لأنه يحكم بأمر ربه , ووفقا لنوابه أصحاب الأوامر الإلهية , فولايتهم عبارة عن تكليف ينوبون به عن ربهم الذي يعبدون أو يتصورون.
فأمرهم قضاء وقدر , ولا إعتراض عليه أو نقاش حوله , فمنهجهم يتلخص في ” نفذ ولا تناقش” , ومَن يناقش ينتهي إلى سوح التصفيات الفورية.
وعندما ثار الشعب الإيراني تم الإجهاز عليه بوحشية مروعة , وتحقق قتل المئات وإعتقال الآلاف وتشكيل محاكم عسكرية فتاكة لإصدار أوامر الإبادة السريعة بحق الشباب المطالبين بحقوقهم الإنسانية.
البعض سيقول أن هذه مقالة ضد إيران , وإنما هي لمناقشة حقيقة مريرة تهيمن على وعي الكرسي الإيراني , وتمنعه من رؤية الواقع والتفاعل الإنساني مع العصر , فالكرسي الإيراني غارق في أوهام ولاية الفقيه , وما يتصل بها من تصورات وخيالات وتهيؤات في جوهرها تهدف للقبض على مصير الناس وإستعبادهم وتطويعهم ليكونوا في مجتمع القطيع.
وقد نجحت هذه الأوهام في التمدد والتغلغل في وعي الكثير من الناس , الذين يتحقق تأهيلهم عاطفيا وإنفعاليا وزقهم بالضلال والبهتان , حتى أوهموهم بأن قتل المسلم للمسلم يعبّد الطريق إلى جنان الخلد , ويعزز الإيمان ويؤكد أن القانل من المقربين إلى الرحمن الرحيم.
وعقلية “مالي منه” , تتلخص بالمتاجرة بالدين , وإستعمال المذهب كمطية لتحقيق الأحلام الإمبراطورية المريضة , للتعبير عن العنجهية والفوقية وعدم إحترام حق الآخرين والإستهانة بقيمة الحياة , وتبرير العدوانية والإنتقامية الكامنة في نفوسهم الأمارة بالسوء والبغضاء.
ومهما حاول الآخرون فأن العلة في هذه العقلية المنغلقة التي لا تحترم الآخر , فهم الداعون إلى التمدد والإستحواذ على الآخرين بإسم المذهب والدين , وما قدموا ما ينفع الناس , بل إنتشر الخراب والدمار والفرقة وضاع الأمن والأمان.
ومن واجب الكراسي الإيرانية أن تعيد النظر بعقليتها وتتفاعل بمنظار إنساني رحماني إيماني , يؤسس للمحبة والألفة والتعاون ما بين أبناء الدول المجاورة لها , وأن تسعى بروحية إحترام سيادة الدول التي تحيط بها , والعمل معها على تحقيق المصالح المشتركة.
فهل ستخلع الكراسي الإيرانية عمامة ” مالي منه”؟!!