23 ديسمبر، 2024 10:00 ص

عقدة الإنسان من الشيطان

عقدة الإنسان من الشيطان

(( لا أعرف ما هو سبب كره الإنسان للشيطان في زمننا هذا المثقل بالمشاكل والهموم والصعاب ومتغيرات واقع الحال لحياة الفرد والمجتمع معا بعد ما وصل إلى كينونة جديدة جسمانية وفكرية وأستطاع الإنسان أن يتفوق على الشيطان وأساليبه وأخذ يتصاغر بأعماله أمام ممارسات البشر من تغير نفسي وفكري ليزول بذلك الصراع المستديم بينهما على ضوء المتغيرات والمستجدات على الصعيد الواقع الذي كان بين الإنسان والشيطان على مر العصور حيث كان الشيطان هو وجنوده المتهمون والأكثر ضررا لأن الإنسان كان ضعيفا أمامه وهو الخاسر في الدنيا والآخرة ولا يملك إزاء قدرته إلا اللعن والشتم والسباب للشيطان واتهامه بالتظليل والمكيدة وحين زال هذا التنافر وتطابقت وجهات النظر والرؤى والأساليب المتبعة في الأعمال والنيات التي تطورت مع تطور عقود من الزمن وما ملكه البشر من إمكانيات فاقت توقعات الشيطان حيث أصبح البشر يمتلكون كل الوسائل الشيطانية التي جُبل عليها منذ الأزل وابتكارات جديدة مستحدثة بتطور العصر وسرعة عجلة زمنه لم يعهدها إبليس ولا ذريته ولا جنوده من قبل ولا سيعرف شبها لها في المستقبل القريب أو البعيد لذا بدأ كثيرا من ذرية الشيطان يحزمون حقائبهم وأمتعتهم وحبائل شراكهم وهم يغادرون الأرض مهاجرين صاغرين بأساليبهم القديمة الغير مجدية لهذا الإنسان الجديد المتطور والمسلح بابتكارات حصينة منه وامتلاك سلاحا واقيا ضد همز ولمز ووسوسة ونفث الشيطان على العكس ما كانوا يعلموننا في الأحاديث بأن ( الشيطان وجنوده أول من يدخل الأسواق وآخر الخارجين منه ) أما الآن فأن الأغلب والأعم من الناس بصيغهم وصفاتهم وأخلاقهم وحياتهم وممارساتهم اليومية في المجتمع قد أزالوا الكرب والهم والنَصب عن كاهل الشياطين وأزاحوا عن وجوههم القترة والتعب وأسفروا عن وجه الشياطين أساريره وبهجته يرون هذا البديل الجديد من الإنسان وهو يتبوأ مقاعد عالية الرتب في الشيطنة وأزال العقدة القديمة والصراع والجفاء والمماحكات والسباب واللعن بين الطرفين حين وجد الإنسان هذا الصراع والقتال بين بني جنسه وغياب الضمير وترك القيم الإنسانية والابتعاد عن العقيدة والدين والتوحيد وتحول من صفة ( من الجِنةِ والناس ) المتخفون بين المجتمع بمعسول الكلام وعباءة  الدين وشعار المظلومية المزيفة والنفاق العلني والعمائم المزيفة على حساب الدين ومصادرة القيم الأخلاقية والاجتماعية للفرد والمجتمع الإنساني والتجرد في بعض الأحيان عن ثوبه الإنساني البشري وتحول إلى شيطان بفعله وعمله لكن بشكله البشري في التعامل مع مجتمعه وأبناء جنسه بالأسلوب الذي أتبعه ورسمه الشيطان الأكبر العالمي المهيمن على سياسة وقيادة مجتمعات العالم الجديد والأخذ بيده إلى مستنقع الهاوية )) .