ضربت النواقيس ودقت الساعة وابتدأ العد التنازلي لقيود امنيات العراقيين وباتوا على مشارف الوصول الى فوهة الصندوق وماهي الا صفنة مديون حتى نضع البنفسج فوق بندقية الأصبع ,هدوءا بعد ضجيج وصمت اعلامي بعد قيامة في النشر والترويج ,هكذا بدأت شوارع بغداد صباح اليوم في (جمعة انتخب لو كره الكافرون),شوارع شحت بالمارة بأنتظار فجر يوم جديد ,يحمل لها من ينقذها من سونامي الاهمال والتقصير ,على أمل ان يضعوها أبناءها في ذمة الأمين المؤتمن .
حتى لانحمل التأريخ الى صفحة الحاضر ولكي لا نكتب ما كتب في الأمس علينا أن نتعض من التجربة السابقة وما افرزت من تشوهات خلقية في طبيعة الكائن الخدمي ,والعراقي لايلدغ من جحره خمس مرات ,بل لا مجال للدغ هنا لأنها ستكون رصاصة الرحمة على الواقع العراقي ولست متشأئما ,بل أن عدم التروي والتفكر في تحديد بوصلة الاتجاه والى اين يسير صوتك سيضع الخارطة تحت الماء ومن ثم قد لايعرف بعدها معالم التضاريس والهضاب والسهول,والأمر متروك للمواطن في ان يختار ويحدد اتريد عرس انتخابي أو عزاء للوطن .
أننا نخوض تجربة الديمقراطية في ارض التهميش ,وهي من المعضلات الصعبة في حصد الثمار قبل كسادها ,بمعنى أن المسارات قد ابعدت عن خطوط ومديات ما يجب ان تصل به من جميع ماتحمله في عربة التغيير ,وأذا ما اردنا بالعودة الى أجواء البناء والبداية الركزة في ترسيم واقع عراقي معافى من تلك التشرذمات يجب ان ننصت الى الانتخاب والصوت الانتخابي بأعتبار أنها الالية التي تمتلك قوة الأزاحة والجلب ,أزاحة مافسد من ضمائر وجلب ما يضع الكفاءة والاخلاص في فضاء الصندوق الانتخابي .
ما أود الانتباه له والتبيه اليه علينا ان نمتلك ذاكرة جيدة تبصر في ما مضى وتتفكر فيما يأتي ,من كان في مجالس المحافظات ولم يحمل للزقاق والمحلة شئ سو التبرير والاعتذار ,ومن هو قادر على ترك تلك الخيارات التسويفية والاحتكام الى الأرادة والتحدي والمثابرة من أجل أداء الامانة التي وضعتها الارامل واليتامى والمضيومين في ذمة اللافتة الانتخابية.