26 نوفمبر، 2024 2:42 ص
Search
Close this search box.

عصيان مقتدى الصدر سيئة لا تنفع معها حسنة

عصيان مقتدى الصدر سيئة لا تنفع معها حسنة

كثيرة هي الاعتراضات التي تصدر من هناك وهناك حول موضوع الولاية لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام والاحاديث التي تثبت وبما لا يقبل الشك ان المسلم مهما كان تدينه ومها كان التزامه بعباداته لن تكون هناك اي قيمة لها الا بشرط الاتيان بهذه الولاية والمجال لا يسع لتلك الاحاديث التي بلغت حد التواتر والتي تبين ان الموضوع لا يتعلق بشخصية امير المؤمنين عليه السلام بما هو هو وانما بما يمثله من جهة الحق وان الحق معه يدور حيثما دار وقد تكون لهذه القاعدة عدة تطبيقات يمكن الاستدلال منها على نتيجة معينة وهي (انك اذا تيقنت ان الجهة الفلانية او الشخص الفلاني هو الحق او من يمثل الحق عندها لن تكون معذورا في المخالفة حتى لو جئت بما جئت من اعمال وغيرها) وحتى لا اذهب بعيدا عن الموضوع احببت ان ابين حقيقة قد لا يخالفني فيها احد وهي تتعلق بالسيد مقتدى الصدر وطاعته وقيادته وما حصل من انشقاقات وترك لقيادته من شخصيات مهمة من اتباع التيار الصدري ومنذ 2003 حيث استطيع ان ابين الموضوع بعدة نقاط وهي :

1. اذا كان الشخص يعتقد بان السيد مقتدى الصدر هو جهة الحق فتركه معناه ترك للحق وبالتالي فالقضية لا تقبل القسمة اوالتأويل فأما ان نكون من اتباع الحق او الا .

2. اذا كان الشخص قد توهم في ان السيد مقتدى الصدر انه جهة الحق وقد اختلطت عليه الامور فاتبعه مدة من الزمن فعلى هذا الشخص الاعلان عن ذلك والتبرؤ من السيد مقتدى الصدر .

3. اذا كان الشخص يعتقد بأحقية السيد مقتدى الصدر وانه الجهة الممثلة للحق في زماننا هذا ولكنه يرى ان هناك جهة او اشخاص هم ايضا يمثلون الحق ولا اشكال في الانتماء اليهم وهذا الكلام مما لا يمكن التصديق به لان جهة الحق واحدة ولا يمكن ان تتعدد فأما هذا واما هذا .

4. قد يرى الشخص ان السيد مقتدى الصدر هو فعلا جهة الحق وهو الممثل له ولكن الدنيا ومتطلباتها قد تجبر الشخص على ترك اعتقاده خصوصا ان السيد مقتدى الصدر وقيادته لا تمتلك القدرة المالية الواسعة في توفير كل ما يطلبه الاتباع وفي هذه الحالة يكون الشخص مصداقا لقوله تعالى (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ، ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب)

5. اذا كان الشخص يعتقد ان هناك صعوبة جدا في الاستمرار تحت قيادة السيد مقتدى الصدر على الرغم من احقيته بالقيادة فيضطر الشخص الى تركه والانضواء تحت أي قيادة اخرى وعند ذلك يكون الشخص مصداقا لما قاله امير المؤمنين عليه السلام (لو ضَربتُ خيشوم المؤمن بسيفي هذا على ان يُبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على ان يحبني ما أحبني)

6. قد يكون الشخص ومنذ بدايته غير مقتنع بقيادة السيد مقتدى الصدر ولكنه يضع رجلا هنا ورجلا هناك وبذلك يكون ذلك الشخص مصداقا لقوله تعالى (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون).

اذن وحتى لا اطيل يتلخص مما تقدم ان هناك حقيقة قد لا تعجب البعض وقد يحاول البعض غض الطرف عنها وقد يحاول البعض تأويلها وتحويرها وهي ان الموضوع لا يقبل القسمة على اثنين كما يقولون فأما الاعتقاد بقيادة السيد مقتدى الصدر والاستمرار عليها وان كان دونها خرط القتاد واما ترك تلك القيادة وهو حر في ذلك وله مطلق الحرية في الانضواء تحت اي راية ولكن بشرط ان لا يحرص على اثبات انه من اتباع السيد مقتدى الصدر وانه راض عنه وان الموضوع برمته كان عبارة عن اتفاق لمصلحة معينة لا يستطيع العوام ادراك فائدتها .

أحدث المقالات