19 ديسمبر، 2024 12:12 ص

عصور المعلوماتية… حروب عميقة !!!

عصور المعلوماتية… حروب عميقة !!!

” المعلوماتية مع الحكمة غاية في كمال الحكم… وكي تنعم بالحكم شعوبنا… فعلينا أولا بالزعامة الرقمية !!! ”
الحروب المعلوماتية ما هي إلا بحار من المعلومات التي لا نهاية لها ومواجهات في الطاقات الرقمية بين عناصر نظامين متنافسين أو أكثر على مستوى واعي وغير واعي وقيادي وفوضوي للتواصل بكفاح لأجل الأولوية في المجالات العسكرية والاقتصادية والجيوسياسية والاقتصادية للمعلومات في الفضاء اللانهائي متعدد الأبعاد، وأن المواجهة المعلوماتية لها تأثير معقد على الدول والحكومات السياسية والعسكرية للجانبين الموافق والمعارض وعلى قيادتها العسكرية السياسية، وان الهدف الاستراتيجي منها هو خلق ميزة معلوماتية للحفاظ على التفوق في الاقتصاد العالمي والبناء العسكري والتقني، كما تنطوي على عقد أحداث خاصة تهدف إلى تدمير أو تسوية أنظمة التحكم واتخاذ القرارات عبر السيطرة على شبكات الكمبيوتر وموارد معلومات الخصم المحتمل، وان الحروب الإعلامية فيها أكثر الوسائل والأساليب الفعالة المحققة لأهداف الإستراتيجية والتكتيكية كالسلوك المعقد للمعلومات الخاصة والعمليات النفسية المنسقة في المكان والزمان وقنوات التأثير بالإضافة إلى تحكها بتطوير واستخدام أسلحة المعلومات النشطة لحل المشكلات الداخلية والداخلية فلذا ترتكز تلك الحروب على تشويه وتدمير وسرقة أنظمة الحماية لاختراق نظم المعلومات والاتصالات أو تعطيل الأداء الطبيعي لها ولذلك يمكن تحقيق التفوق الجيوسياسي والاقتصادي من خلال التوسع في المعلومات الخاصة بمساحة معلومات المنافسين والتشكيل والتوزيع الشامل عبر قنوات المعلومات الخاصة بالعدو أو الشبكات العالمية للمعلومات الخاطئة أو المعلومات المغرضة والأثر على تقديرات ونوايا وتوجه السكان وصانعي القرار، كما
وان أهم عناصر التأثير فيها تكون عبر التحكم بألاداء الوظيفي والاداري لشبكات الاتصالات وشبكات المعلومات والحوسبة المستخدمة بمؤسسات الدولة، وبالبنية التحتية للمعلومات العسكرية وحل مشاكل السيطرة على القوات ومعلومات الهياكل المؤسسية والإدارية للمصارف ومؤسسات النقل والمؤسسات الصناعية ووسائل الإعلام الإلكترونية.
وأن اختصار الأسس المفاهيمية لاستراتيجيات الصراع للفوز بحروب المعلوماتية لقوى إرهاب محتمل عدائي وإرهابي دولي ففي رأيي من الممكن التمييز بين اربعة أهداف إستراتيجية رئيسية لمواجهة المعلومات وتحييدها، فيكمن الهدف الاول الرئيس في المجال السياسي بإنشاء معلومات وشروط سياسية لاستقرار الوضع الاجتماعي والسياسي في البلاد وتحييد محاولات العملاء العميقة الجذور لاختراق وتوحيد الهياكل السياسية والأيديولوجية للمجتمع والدولة، وان الاستمارات والأساليب التشغيلية الإعلامية لعرقلة النفوذ الاقتصادي والسياسي ووكلاء “الأحداث العميقة” للتأثير على شخص الرئيس واستقرار المسار السياسي للدولة باستخدام الأساليب غير التقليدية، بينما الهدف الثاني الرئيس فيكمن في مجال المعلومات وهو اعتراض مبادرة قيام اية إستراتيجية فرضية مع القوى العدائية المحتملة وتحييد قنوات التأثير السلبي المعلوماتي والنفسي على العقل الباطن للمدنيين والجيش والقيادة العسكرية والسياسية للدول وخلق ظروف مواتية لخلفية المعلومات والدعاية لاتخاذ تدابير للمواجهة وتحييد المدمرة الدعاية الخاصة، واما الهدف الثالث الرئيس فيتعلق بالمجال المنظم عبر إنشاء وتحسين أشكال وأساليب المواجهات التشغيلية لتحييد القوى العدوانية للعدو المحتمل وتوطين الوضع السلبي للمعلومات ومنع انتشار الدعاية الأيديولوجية العدائية في الأوساط المجتمعية، والهدف الرئيس الرابع نجده واضحا عبر الاستيلاء على مساحة المعلومات والاحتفاظ بمبادرة معقولة وخلق خلفية دعاية مواتية وافتراضية للاختراق المجمعي الكامل للأهداف السياسية والعسكرية والاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية مع زعزعة استقرار الوضع السياسي والاقتصادي الداخلي بنشاط وإضعاف ومحو وعي الناس وأغراق شعور الواقع لديهم وصرفه عن مهمته في تحديد أفعالهم تجاه أي حالة.
تتواصل الحروب عبر حشد المعارضات وبناء الأحزاب الباهظة والتخريب وإنشاء مرجعيات إعلامية جديدة يتم التعبير عنها في افتتاح قنوات تلفزيونية جديدة والصحف والمجلات والإذاعة ومواقع وروابط وشبكات ووكالات الكترونية والتي يسيطر عليها اقتصاديًا وأيديولوجيًا عبر المنظمات العدائية أو الإرهابية المحتملة، إضافة إلى الشروع في زعزعة الاستقرار والفوضى في الدول نتيجة لتدفقات الهجرة غير الشرعية والأزمات المالية والطاقوية والنزاعات العسكرية الإثنية الداخلية وانهيار المعلومات والأعمال الإرهابية المستهدفة الموجهة ضد السكان والسيطرة على التدفقات المالية الداخلية والخارجية باستخدام المجالات المعلوماتية والنفسية، وان التغيرات في مستوى الوعي الجماعي عبر التأثيرات النفسية والمؤثرات العقلية والصوتية والجينية واللغوية العصبية والنفسية والتحليلية والاستيلاء على الموارد الوراثية والطبيعية وخلق وهم افتراضي بوجوب العمل لدفع الأحزاب السياسية والمنظمات العامة وتحت غطاء حفظ السلام والأغراض الإنسانية للسيطرة على القرار السياسي باستبدال الهياكل الحكومية وتشويه سمعة وصورة رجال الدين باعتبارها المصدر الرئيسي لدفق إيمان الأغلبية والأخلاق والروحانية والإيديولوجية الوطنية والوحدة، فهذا كله كان من الضروري إدراكه واستيعابه لتحقيق أهداف النصر بتلك الحروب بوضع حلول شاملة تتمثل في إنشاء وتحسين خدمة الحروب المعلوماتية والتي على المستوى المهني ستقوم بتنسيق جميع أنواع التهديدات المعلوماتية والنفسية والتنبؤ بها وتقييمها وتنفيذها وتخطيطها وتنفيذها كما يجب أن تتمتع بقدرات تقنية واستخباراتية كبيرة لتنظيم التنبؤ التشغيلي الاستراتيجي والتخطيطي للمعلومات القتالية الخاصة والعمليات النفسية وتدريب المتخصصين لمسائل الذكاء التحليلي والمالي وإنشاء واستخدام أسلحة المعلومات النشطة للتخطيط التشغيلي والبحث وجمع وتحليل المعلومات التشغيلية وتركيب وتحديد المعلومات وتجهيزها والعمل على التدمير النفسي لقوات العدو المحتمل، ولذا يجب أن يكون للخدمات الصحفية للوزارات والإدارات والهيئات والمنظمات سياسة إعلامية مشتركة وأن يتم تنسيقها من مركز رئاسي واحد بجمع وتحليل المعلومات التشغيلية وتركيب وتحديد الأشياء والمعلومات وتفعيل توجيه وتنشيط أساليب ووسائل الضرر النفسي بصبها في أتجاه العدو المحتمل.
من الضروري اليوم تحسين أشكال وأساليب نشاط البحث التشغيلي في مجالات الحروب المعلوماتية ويجب أن يحصل موظفو العمليات الشباب الذين يعملون على خط المواجهة الإعلامية على تعليم صحفي متفرغ وأن يتم توزيعهم للعمل في مراكز الإعلام والصحافة في الوزارات والإدارات والأحزاب السياسية والحركات العامة وهذا سوف يسمح للدول لحل ثلاث مهام استراتيجية للتمويل والوعي التشغيلي الكلي وتحقيق أقصى قدر من التقارب، كما يجب تحديد موقع القيادة وبأن يكون الناس في الميدان وايضاح ادوارهم لهم ولابد أيضا من أن يكون نمو المهارات التشغيلية على نحو العمل المباشر في البيئة المعلوماتية وإذا حصل هناك تحسن تحليلي وأدبي للموظف فأنه سيلغي الحاجة الملحة لتوظيف وتشكيل عدد كبير من الأجهزة السرية وسيسمح بتنفيذ عمليات إعلامية ونفسية خاصة في مجالات تحييد المعارضة المدمرة داخل الدول ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتنفيذ قضايا المحاسبة التشغيلية عبر وزارات الداخلية والثقافة والمخابرات وهيئات الاستخبارات والمعلومات لتحقيق الدعم النفسي للمشاريع والبرامج الحكومية وإجراء التنسيق الضمني بين الدوائر الصحفية للوزارات والإدارات وجميع المؤسسات الوطنية.