23 ديسمبر، 2024 3:28 ص

عشية ذکرى الانتفاضة التوتر يسود في إيران

عشية ذکرى الانتفاضة التوتر يسود في إيران

لم تمر الذکرى السنوية الثانية لإنتفاضة 15 نوفمبر2019، في أوضاع وأجواء إعتيادية هذه الايام بل إنها مرت في ظل أجواء بالغة التوتر وفي ظل أحداث وتطورات ملفتة للنظر من أهمها إستمرار الاحتجاجات الشعبية في سائر أرجاء إيران مع ملاحظة إتساع دائرتها والنشاطات التي قامت وتقوم بها وحدات المقاومة الشعبية التابعة لمنظمة مجاهدي خلق بمناسبة الانتفاضة والتي غطت بفعالياتها عشرات المدن منها طهران ــ مشهد ــ كرج ــ تبريز ــ إصفهان ــ جيرفت ــ نيشابور ــ أردبيل ــ رشت ــ سراوان ــ أراك ــ بهبهان ــ بروجرد ــ عبادان وبوشهر وغيرها…، أكدت عزمها على الإطاحة بنظام الملالي، وعلقت اللافتات ونشرت ورسمت الشعارات المعادية للنظام القائم، وقد احتوت هذه اللافتات والشعار على صور ومقولات للسيد مسعود رجوي، والسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. هذا بالاضافة الى نشاطات واسعة النطاق للجالية الايرانية من أنصار مجاهدي خلق ضد النظام بهذه المناسبة شملت 10 مدن کبيرة حول العالم حيث قاموا بتظاهرات کبيرة طالبوا فيها بمحاكمة المرشد الاعلى للنظام، وإبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية، حيث تظاهروا في وقت واحد في واشنطن ولوس أنجلوس بالولايات المتحدة، وتورنتو وفانكوفر في كندا، وأوسلو في النرويج، وكوبنهاغن في الدنمارك، ولاهاي في هولندا، وروما في إيطاليا وبوخارست في رومانيا.
الملفت للنظر بأنه کما کانت الاوضاع غير طبيعية على الصعيد الشعبي ضد النظام فإنه وعلى صعيد الاجواء الرسمية فإن النظام يواجه أيضا أوضاعا وأجواءا يغلب عليها التوتر والقلق ذلك إنه وبينما ادعى مصطفی قمری، مدیر العلاقات العامة في البنك المركزي الإيراني، أنه تم الإفراج عن جزء من أرصدة إيران المجمدة في الخارج؛ يقول خبراء اقتصاديون إن مسلسل الإعلان عن الافراج عن هذه المبالغ دون تقديم أي إثبات يندرج في إطار محاولات التأثير النفسي، لمنع انهيار العملة الإيرانية مجددا بعدما ارتفع سعر الدولار، يوم الأحد الماضي، إلى 28 ألفا و700 تومان. المثير هنا هو إنه وکما قد نقلت وكالة “إيسنا” عن خبراء اقتصاديين، أن إعلان الحكومة الإيرانية عن الإفراج عن بعض الأرصدة المجمدة ما هي إلا محاولات متكررة من أجل “التأثير النفسي الإيجابي” بهدف خفض أسعار العملات الأجنبية والسيطرة عليها.
والامر لم يقف عند هذا الحد إذ أن عملية محاکمة المسٶول السابق في النظام حميد نوري بتهمة ضلوعه في مجزرة عام 1988، والتي تم نقل جلسات منها الى ألبانيا من أجل الاستماع الى شهادات الشهود، قد ألقت بظلالها على الاوضاع في إيران ونفس الشئ بالنسبة الى المحاکمة الشعبية الدولية في لندن للمسٶولين المتورطين بقتل أکثر من 1500 متظاهر خلال إمنتفاضة 15 نوفمبر2019، ومن الواضح إن القلق يتزايد بين أوساط النظام من إحتمال أن تٶدي کل هذه الامور التي ذکرناها الى إشعال نار إنتفاضة عارمة ضد النظام.