18 ديسمبر، 2024 9:46 م

“وفي التوحيد للهمم اتحادٌ…ولن تبنوا العُلى متفرقينا”
يوم (19\3\2003) بدأ غزو العراق من قبل دول النيتو بقيادة أمريكا وبريطانيا , بحجة إمتلاكه أسلحة الدمار الشامل وعلاقته بالقاعدة , وتم القبض على رئيسه في (13\12\2003) , وتبين أن الرابح الرئيسي من الحرب إيران , التي إستلمته على طبق من ذهب.
وعندما تبين عدم صحة الإدعاءات صار الهدف بناء تجربة ديمقراطية لتكون قدوة يحتذى بها في المنطقة , وبعد عشرين سنة لم تتحقق الديمقراطية الموعودة , ويقولون أنه ليس حرا حسب تحليلاتهم.
وأشاروا إلى معاناة المواطنين من الفساد وقلة الخدمات , وأن الغزو قد أتى بمن كانوا في الخارج ونصبهم على الشعب , وآزرهم لتأمين تطلعاته ومآربه , فاستحوذوا على ثروات البلاد والعباد , وصارت لهم طوابير مسلحة ومؤسسات وآليات تتحكم بالدولة , وتوطن الفساد والطائفية وتفرق أبناء البلد الواحد والدين الواحد , وصاروا يقتلون بعضهم.
ووصل الفقر إلى مستويات لا تصدق رغم أن واردات البلاد لم يسبقها مثيل في تأريخه.
ويذكرون أن نصف الشعب ولد بعد الغزو , لكن معظمهم يعانون من البطالة , ويفكرون بالهجرة إلى بلدان الدنيا الأخرى , وحسب المقاييس العالمية فهو ثالث دولة تعيسة في العالم.
وسادت التبعية وسوء الإدارة , والسلطة الدينية المطلقة والمليشيات المسلحة , وتحقق القضاء على مئات العقول بأنواع تخصصاتها , ومُنع العراقيون من بناء بلدهم , وذهبت واردات البلاد إلى غير أهلها , ولا تزال مئات البلايين لا يُعرف مصيرها , ويُقال أنها رقدت في البنوك الأجنبية , أو تسربت إلى الجارة الشرقية.
وكان الشعب يتوسم خيرا ويستبشر بمستقبل سعيد بعد تلك الفترة التي عانى منها , غير أن الذي حصل أشد فتكا بالحياة من سابقه , وما عاد للبلاد دور وقيمة وتأثير في المحافل الدولية , وفقدت المناصب هيبتها وقيمتها , وتحاصص المتحاصصون , وتفرقت الجموع وتشتت الكيان المجتمعي المتلاحم المتراحم , وصار العدوان من الدين.
فالدول التي نهضت إحتاجت لأقل من عشرة سنوات لتبني بلدانها وتصنع أمجادها , والبلاد دخلت في دوامة الخراب المشين , فدمرت ما تم إنجازه منذ تأسيس دولتها قبل قرنٍ من الزمان.
فإلى أين المسير , وهل تعلمنا آليات تقرير المصير؟!!