23 ديسمبر، 2024 2:49 م

عشرة ليرات لفك الحصار عن البغدادي

عشرة ليرات لفك الحصار عن البغدادي

من المؤكد أن الروابط بين العشائر العراقية وثيقة، والتاريخ يشهد لها، وما جرى على البلد بعد سقوط البعث المقبور، هو محاولة لتمزيق هذه الروابط التي تصل إلى المصاهرة، بين العشائر العراقية، في المناطق الجنوبية والغربية والشمالية، وامتدادا من ثورة العشرين، وبعد اعتقال الشيخ شعلان أبون الجون في الرميثة، عامله الاحتلال البريطاني بقسوة.
طلب الشيخ؛ من رجاله أن يجلبوا له عشرة ليرات، على وجه السرعة.
امتد لهيب الثورة إلى خانقين، وبعقوبة، ومندلي، والخالص، ومناطق اخرى، وترددت اصوات الثوار (ثلثين الطك لهل ديالى) وفي كركوك، واربيل، وصلاح الدين، والفلوجة، وعانة، والحلة، وبغداد، واجه ابناء شعبنا المحتل، بالفالة والمكوار، بشجاعة أثبتت قوة الموقف، المدعوم من المرجعية، بتلك الفتوى الرشيدة، بالجهاد ضد المحتل، والوقوف بوجهه، واخراجه من ارض العراق، لاستعادة استقلاله، وطرد الغاصب.
بعد فتوى المرجعية (حفظها الباري)، أصبح الأمر واقع، للدفاع عن كل الاراضي العراقية، والبغدادي، واحدة من المدن التي استنجدت بأبناء الحشد الشعبي، الذين يمثلون عشائر الوسط والجنوب، لفك الحصار عنها، وتحريرها من داعش.
أصبح الأمر يسير وفق خطوات، منها الواجب الشرعي، وما يحمله من دوافع أيمانية مقدسة، لدى الشباب المتفاني من أجل عقيدته، والجانب الأخر النخوة العربية بكل معانيها، التي تعبر عن اللحمة الوطنية لأبناء الشعب العراقي.
وحدة العشائر متجذرة، فتاريخهم مشرف وحافل بالشواهد، ولولاهم لما بنيت الدولة العراقية الحديثة، تلك التغيرات التي جرت نتاج لثورة العشرين وأبطالها، أبناء العشائر، من أجل نيل الحرية والاستقلال.
رجال ذلك الزمان، لم تذهب أسمائهم أدراج الرياح، بل الذي حمل فكرهم وشجاعتهم، يقاتلون في المناطق الغربية، فهم أحفادهم، وأحفاد رجال الشيخ، الذين فكوا أسره من البريطانيين.
في الختام؛ العشرة ليرات، رجال (تفاكه)، بوزن الذهب، كما وصفهم ابو جون (رحمه تعالى برحمته).