23 ديسمبر، 2024 1:06 ص

“عِشتية” , من “عِشتي” , وفي اللهجة المحلية تعني الذي “يضرب ضربته ويمشي” , أي لا يعنيه من الأمر إلا ما يتعلق بمقدار ما يمكنه الحصول عليه أو “هفه” أي أخذه بلا حق.
ومعنى “عِشتي” , بالعربي الفصيح , هو الشخص الذي يتحين الفرصة ويغتنمها ليأخذ ما يستطيعه من حقوق الآخرين , أيا كان ذلك الحق , مالا أو غيره , و”العِشتي” يتربص بالآخرين , ويمتلك مهارات خطف ما عندهم بأساليبه المتفقة وأية حالة.
وهي ظاهرة سلوكية مترافقة مع البشر منذ الأزل , وتكون ذات وضوح فاضح حول الكراسي ومراكز القوة , في أي مجتمع تجد فيه فرصتها للتعبير عن سلوكها الأناني الجشع , المجرد من القيم والأخلاق والضمير.
فنسبة كبيرة من حاشية الكراسي ينطبق عليها توصيف “عشتية”!!
ويأتي في مقدمتهم فقهاء الكراسي وأقلامها وإعلاميوها , الذين يمجدون ويبررون ويسوغون , ويرتلون آيات القابعين في كراسي المآسي والويلات , فيصورونها للناس على أنها في مساوئها الأقدار وفي فضائلها المكارم والأنوار.
ومن أخطر الذين ساهموا في تدمير الأمة وتقويض قيمها ومبادئها العشتية المعممون , والذين يكتبون بهدف تضليل الناس وتدويخهم وتحويلهم إلى أتباع , يدينون بالسمع والطاعة للكرسي المبجل ولي نعمة العشتية الحاذقين.
فعمائم وأقلام العشتية لعبت دورها السلبي في تعطيل العقول وتنويم الأجيال , ومنعهم من التفاعل المعاصر مع التحديات , وإستسلامهم لإرادة المستلبين لحقوقهم الإنسانية , وإن طالبوا بحق بسيط ومشروع إعتبروهم من أعداء الأمة والدين.
تلك حقائق قائمة في بعض المجتمعات المنكوبة , التي يتفرعن عليها العشتية ويقبضون على مصيرها , بأساليبهم العدوانية على المواطن والوطن , والذين تؤازرهم إرادة الكراسي المناوئة للشعب والناكرة للوطن , لأنها تنتمي لمعتقداتها البهتانية الفاعلة في وعيها والمقررة لسلوكها المتعالي على البشر , والمعزَّز بالنار والتبعيات والخنوع لأسيادهم الذين يدينون لهم بالولاء والإكبار!!