رؤوسنا تصدّعت , من كثر مانسمع ان غاية العشيرة , سلامة الانسان والامان في الديرة . العزة والكرامة والشرف تصونها العشائر , هذا هو شعارهم في البيت والشارع والمنابر .
مذ خلق الله العرب وهم باسم القبيلة يحلفون , يتفاخرون على الامم , ويل لمن يجرؤ ان يسبها او صدفة يقطع رِجل كلبها او يرعب الخراف في الحضيرة , فدمُّها حامٍ هي العشيرة .
قانونها الغى قوانين الله , يسري على الصغير والكبير والضعيف والقدير للابد , دوما ودون حد .
اذعن للتشريع في العشيرة الجميع , مثقفون , جهّال . خوفا لئلا يلقبوا – بلا عشيرة – المنسوب للّقيط والغريب من الرجال .
انتسب لها أو تضيع , ولا تكن كمن شذَّ عن القطيع . احفظ لقبك , اكتبه , وثقه في شهادة الميلاد والجنسية , وفي الدوائر الرسمية , فانه الهوية , حاذر من الاسم بلا علامة فانها القيامة .
يُعتَبَر الرجال للعشيرة العَمَد , وعندما يمر في شارعنا واحدهم تظنّه اسد , شَواربٌ مفتولةٌ , كوفيةٌ وعقال وبردةٌ تُضفي لمن يلبسها مهابة الرجال .
تبنى البيوت في ديارنا اساسها اللقب , مادام من بني فلان هو , ومن بني فلان هي , فلا سؤال بعدئذ عن اي شيء ولا عتب , فكلها تهون … لاجل هاتيك الذقون .
اما النساء في العشيرة , فثقلها كعُملةٍ حقيرة , تُبعَثُ – فصليّةً – للغريم ان ثبت الجرم على المعتدي الاثيم . او غيلة تذبح كالاضحيّة في عالم الاخطاء والافساد والخضوع للزنيم .
في شرعة الكوفية والعقال , المرأة كالظلال , ليس لصوتها صدىً فيُسمع , الا الذي يعود بالنفع على الرجال .
ورغم كل ماجرى ويجري , تحمّلت نسواننا تسلط العشائر , لعلَّها تكون حصناً حاميا ممن بلا ضمائر . او علَّها تُرجع ما استبيح من كرامه , فالشيخ حامٍ لحمى – عَمامه – .
لكنها المفاجأة !!! اتت وفي جبينها من دمنا خضاب
{ ان الشواذ في القرى المجاورة تعتقل الشباب , تخدعهم ,تأسرهم , تذبحهم , تدفنهم … وفي وجوه شيوخنا تحث باقي التراب } .
فتصمت العشيرة !!! ولم نرَ لقولها او فعلها اثر , شيوخنا كأنهم قد اُلقِموا حجر ,
لا ثار لا نار ولا استنكار , صمت رهيب كأنهم لايعرفون العار
العار للساكت عمن سفكوا دماءه , وعن بغاة هتكوا نسائه
تجرّؤوا , تجسّروا , داسوا على العقال …
فأين في رجالنا الرجال …