لا أحد ينكر أهمية بعض الجوائز الادبية ودورها في تسليط الضوء على اعمال ادبية لكتاب وشعراء مهمين لم ينصفهم أحد ولم يلتفت اليهم أحد..
وبالمقابل هناك جوائز ظلمت الكثير من المبدعين وما انصفتهم قط..
ولكن أخطر شئ في الموضوع هو إن الجوائز باتت تلعب دورا كبيرا في تشكيل ذائقة المتلقي وتغير قناعاته بالكثير من الاعمال وتصادر فراءته وآرائه..
مثلا,بالامس القريب كان الكثيرون يهاجمون شهد الراوي وروايتها ساعة بغداد واليوم وبعد وصول روايتها الى القائمة الطويلة لجائزة البوكر بات البعض منهم من اشد المدافعين عنها مع العلم ان اكثرهم اعترفوا صراحة بانهم لم يقرؤوا الرواية..
ايضا لاننسى الجانب التسويقي والتجاري في المسألة ففوز اي كاتب بجائزة مهمة يعني مزيدا من المبيعات لكتبه وهذا امر لايفوت الناشرين لهذا تجدهم يحاولون بطرق نزيهة وغير نزيهة ان تحصل الكتب التي صدرت عن دور نشرهم على هذه الجائزة او تلك فهذا يعني بالنسبة لهم المزيد من الارباح..
وثمة شئ آخر مهم لقد حولت الجوائز جمهور القراء الى اشبه بجمهور كرة القدم كل يشجع ويحتفي بالكاتب المتسابق من بلده بغض النظر عن قيمة عمله الابداعية..
وهكذا بات من غير المستغرب ان ينظر للكثير من غشماء السرد وعارضات الازياء والشاعرات الشعبيات من قبل جمهور عريض من القراء على انهم هم من يمثلون الادب العراقي وينتظرون منهم ان يرفعوا اسمه عاليا في هذه الجائزة او تلك او هذا المحفل او ذاك..
حقا لقد خلطت هذه الجوائز الاوراق ..
وجعلت القراء غير قادرين عى التمييز بين السئ والجيد..
ومع ذلك مازال هناك قراء واعين يستطيعون الحكم على اي كاتب بمعزل عن الجوائز المدجج بها..وهم ايضا قادرون على اكتشاف الجمال والسحر الذي يتمتع به كتاب ما لكاتب مبدع سئ الحظ لم يحظ في حياته بأية جائزة..