22 ديسمبر، 2024 7:45 م

عزّلنه وفدوه لخصيانك

عزّلنه وفدوه لخصيانك

هناك أحاديث كثيرة عن تاريخ الهوسة في العراق وخصوصاً في مناطق الفرات الأوسط، ومن أشهر الهوسات تلك التي قوبل بها ملك فيصل الأول في مناطق الفرات الأوسط، اذ استقبله المهوس في منطقة آل فتلة بالسوارية من ارض المشخاب بقوله ، (هالتاج العدك من ذوله)، إشارة الى ان تاجك وجلوسك على العرش، انما أجلسك عليه هؤلاء الذين أمامك، وهو تلميح الى أبطال ثورة العشرين التي أتت بفيصل لعرش العراق، وهناك هوسة نظمها وانفرد بها اهل الحلة حيث خرجوا لاستقبال العلامة الشربياني بعد ان كان سببا في غلق محالهم التجارية، فاستقبلوه وهم يهوسون: ( عزّلنه وفدوه لخصيانك)، وأنا استعرض أسماء المرشحين للانتخابات المقبلة رحت اردد هذه الهوسة، وانا متيقن ان العراق سوف( يعزل) بهذه الأسماء التي لا تمتلك تاريخاً سياسياً وليست لديها خبرة في ادارة مؤسسة بسيطة، والأمر الآخر انهم ليسوا في شيء من التكنوقراط الذي نادى به العبادي إبان الأزمة التي رافقت تظاهرات الشعب العراقي، واقسم انني اعرف البعض منهم ممن يتهرب من الدوام والحضور في مؤسسة تربوية بسيطة، فكيف به اذا ما كان نائباً او انه تسنم مسؤولية مهمة.

في بعض الأحيان اداري افكاري بالقول: ( بعد الوحل جدّام يلتمشي علراك)، وبعدها استغفر الله واحاول ان اتفاءل بالخير، لكن للأسف جميع التكهنات لا تبشر بالخير، هؤلاء قوم صرحوا بانهم يريدون الفائدة ولاتهمهم خدمة العراق في شيء، مميزات المرتب ومغريات الطعام والسفر والسكن بالخضراء هي التي تدفعهم للترشيح، فثقافة الوطن اختفت بعد 2003 وحل محلها نفسي والباقون الى الطوفان، ونحن نحاول جاهدين ان نخفي هذا المفهوم في كتاباتنا ، ولم يجرؤ احد ان يقول ان الخمسة عشر عاما الماضية غيرت بنية الشعب العراقي وجعلت منه شعباً يفكر بالمغنم فقط، ان كان سياسياً او موظفاً عادياً خلا البعض الذي تربى على مفاهيم الوطن والوطنية وهؤلاء قليلون جداً، وحتى الشرفاء يكونون دائماً تحت ضغط التصفيات والتنكيل والفصل والمؤامرات، وانا اعرف الكثيرين من هؤلاء الذين راحوا ضحايا لنزاهتهم، منهم من سقي السم من فناجين القهوة ومنهم من مات موتاً فجائياً لم تعرف اسبابه ومنهم من صدمته سيارة مجهولة، ومنهم من اتهم بشرفه دون ادنى وجه حق، وعلى هذا فالذي لديه استعداد للسكوت او مواكبة مسيرة الفاسدين هو من سيفوز بالغنيمة، اما الشرفاء فربما ينأون بانفسهم عن هذا المعترك القذر الذي ملىء بالقاذورات حتى صارت رائحته تزكم الانوف.

هذه هي الانتخابات لا تشبه أية انتخابات في العالم، فالتيار الفلاني يرشح أتباعه والتيار العلاني يرشح أتباعه، وليتهم يستحقون الترشيح، اسماء ما انزل الله بها من سلطان والجميع ينظر من بعيد الى حجم المغانم التي سوف يجنيها، انها مشكلة كبيرة وربما خلت الارض وعقمت ان تنجب من يحب هذا الوطن ماعدا الفقراء الذين ربما اجبرهم الفقر على حب الوطن، وربما لو انهم رأوا الاموال لسال لعابهم وانحرفوا عن جادة الصواب ، وعليه فقد عزّل العراق لخاطر خصى من اتى بعد 2003 وغير ماغير من اخلاق العراقيين ليصبحوا مافيات ومؤسسات فساد كبيرة لا اميركا ولا ايران ولا السعودية تستطيع القضاء عليها ولسان حال البسطاء من العراقيين يقول: (عزّلنه وفدوه لخصيانك).