يمتاز العراق بميزات، ينفرد بها عن شعوب المنطقة، من حيث الموقع الجغرافي، حيث يربط بين آسيا وأوربا، يشكل نقطة تلاقي بين العرب والدولة الأكبر والاهم، بالمنطقة إيران، حيث يشترك معها بالعقيدة والحدود، ومعهم بالقومية، كذا الحال مع تركيا من حيث الجوار، وهما اكبر دولة المنطقة والشرق.
المجتمع العراقي؛ يتشكل من قوميات واديان ومذاهب مختلفة، بالمقابل يشترك بالنسب العشائري والقومي، الذي يجمع المختلفين مذهبيا.
أرض العراق منجم لثروات متنوعة، يشترك وينافس بها دول الجوار، أرضه خصبة وصالحة؛ لإنتاج كل أنواع المزروعات، وتربية الحيوانات، وجود نهري دجلة والفرات، فضلا عن الثروة البشرية المنتجة.
ينفرد عن دول المنطقة العربية بالتحديد، بأقدم ارث حضاري، من أرضة انطلقت أول الحضارات، يمتاز أيضا بتكامل أجزائه جغرافيا.
محط أنظار الدول الكبرى في العالم، منها طامع به، وأخرى طامعة له، فالأولى تريد أن تسيطر على مقدراته وثرواته، لتضيف لنفسها ميزه مهمة، تمكنها من الشرق والغرب.
الأخرى تريد للعراق؛ أن يأخذ دوره، ليحجم دور قوى ناشئة، تهدد مصالح الغرب في المنطقة.
الأغلبية الشيعية في العراق، لديها إمكانية؛ أن تمتلك قرارها، لوجود مرجعية مستقلة تقودها.
ميزات العراق هذه، كانت عامل فشل، لمن تصدى لحكمه، منهم من دفعته هذا الميزات إلى التخبط، فأصبح صيد سهل بيد الخارج، مما جعله فريسة لمصالح متنافسة، وأخر منحته هذه الميزات قوة، لم يحسن إدارتها، لذا أمضى حكمه، في صراعات لم تجلب للبلد؛ إلا الدمار والخراب.
إذن العراق يحتاج إلى قائد استثنائي، يعرف كيف يستثمر ميزاته، قائد يمتلك حكمة وحنكة، بحيث يحرك كل هذه الأوراق التي بيده، لتنتج بلد مزدهر، يسود منطقته، بل يتحكم بها.
السيد عبدالعزيز الحكيم من هذا الطراز، عمل بهدوء، لغرض إبراز هذه المقومات، تمهيد لتفعيلها، وتمكين العراق من مقدراته.
منذ بداية التغيير كان يتحرك ضمن خطة مدروسة، كانت خطوته الأهم؛ إبراز دور المرجعية، لتعريف المحتل والقوى الأخرى الفاعلة في الساحة العراقية، بمفصلية دور المرجعية، والتلويح بهذا الدور، كميزة ينفرد فيها الشيعة، عن مكونات الطيف العراقي الأخرى.
جمع القوى السياسية الممثلة للأغلبية في قائمة واحدة، تسير على نهج المرجعية، وتأتمر بأوامرها.
تحرك على المجتمع الدولي؛ لغرض حصول العراق على استقلاله، من خلال إخراجه من الفصل السابع.
طرح إقليم الوسط والجنوب، لغرض الإسراع بالنهوض بالواقع الخدمي، في هذه المحافظات، التي كانت تعاني من الحرمان والمظلومية.
طرح تشكيل اللجان الشعبية، لإنشاء قوة؛ يمكنها حماية المناطق، وقطع دابر الإرهاب؛ الذي أريد له؛ أن يكون ورقة ضاغطة، تقف بوجه أي حالة نهوض للبلد.
اليوم؛ عندما نتابع خطوات وأطروحات السيد عبدالعزيز الحكيم، نجدها تتحدث عن حلول دائمة لكل مشاكل البلد، فضلا عن كونها خطوات، تقود العراق إلى موقعه الحقيقي، لو قيض لها، أن تنفذ على ارض الواقع.
زهد بها بعض ساسة الأغلبية، واختاروا الفوضى والعشوائية، لتأتي النتائج كما هي الآن.
أن التفكير المحدود وقصر النظر، لأغلب من حكم العراق، وتصدى للمسؤولية، حرم المنطقة والعالم، من لاعب مهم؛ كان يمكن أن يكون نقطة تلاقي وتوافق، بين دول المنطقة، واللاعبين الكبار فيها، كان يمكن للسيد عبدالعزيز الحكيم؛ لو امتد به العمر، أن يضع العراق في موقعه الحقيقي، ليتجاوز الهامشية التي هو فيها منذ انطلاق الدولة العراقية…