19 ديسمبر، 2024 12:42 ص

عزيز العراق تجربة ندمنا على رحيلها

عزيز العراق تجربة ندمنا على رحيلها

تجارب تاريخ العراق تدعونا دائماً للتوقف، وإعادة النظر بمواقف آنية يرتكبها بعضنا ونندم عليها لاحقاً، ونشعر بحاجتها،كشعورنا اليوم الى شراكة الإدارة وتقاسم الصلاحيات الأمنية والإدارية، وحاجة البلد الى تفسير مواطنة وقوانين بهوية وطنية مشتركة؛ تفصل سياق السلطة عن الدولة، وتضمن حقوق متساوية، وقوانين إتحادية فدرالية تزرع الثقة الوطنية؛ لحشد الشعب مناطقياً ومركزياً للحفاظ على سيادة الدولة.تاريخنا ممرغ بالمآسي والإنحرافات الفكرية، وتهددنا انياب تقص إنطلاق المشاريع، وسمات بناء الدولة سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً.قد نكون من الشعوب التي أيقضهتا القنابل، وفواجع المقابر الجماعية، وتراكمات الدكتاتورية، على إبتكار معاصر سمي بدولة المواطنة الباحثة عن رفاهية شعبها، فما كان الشعور عند البعض؛ إلاّ إنطلاق الى الفضاء تخلصاً من قوة قسرية طاردة مركزية،

فتساقطنا كالأشياء بحسب أثقالنا وتاريخنا وما نختزن من تجارب وعِبر وقراءة موضوعية، وخرجنا من الكهوف الى ربوع العالم الناقم من حرية الشعوب والطامع ببرميل البترول، والمراهن على شق صف شعب موزائيكي التركيب، عظيم الإختلاط بفوائد جمة؛ يُراهن على جعلها متفككة مضرة ببعضها.كنا نحتاج الى دستور بأيادي عراقية، وتجاوز عقد الماضي والإيحاء الى التعثرات السياسية المحتملة، وإيجاد مشتركات ننطلق منها للأطر الوطنية، وتحالف وطني راعي للوحدة الوطنية وبوصلة التحركات السياسية؛ رادماً للهفوات والمساحات والتوقعات والتدخلات، ومستذكراً للتضحيات والأطروحات التي تتبنى مشروع دولة قائم على غلق الصفحات السوداوية، ومرتكزاً على الدماء وتطلعات الجماهير التي تهم بالحرية.تحدث السيد عبدالعزيز الحكيم عن مشاريع عدة واجهات مزاجات سياسية، وطلب أن يكون التحالف الوطني مرتكزاً للعمل السياسي، ومتحداً على صياغة قوانين لا تخرج بصورة فردية أو مزاجات شخصية وحزبية، لتجاوز عقدة العودة الى قبضة الدكتاتورية والقمعية والنظرة الأحادية،

التي تستخدم الأمن والإقتصاد والفكر في تشويه فكر الشعب، وإشغالها بحروب جانبية تفتح المساحات لدخول الأجندة الخارجية، وأصر أن يكون مؤسسة تتخذ القرارات بلجنتها السباعية بصيغة الأغلبية، وحساب النتائج على رصانة القرار.إن المنطلقات التي تحدث بها السيد عبدالعزيز الحكيم؛ كانت واضحة الإدراك والتنبأ لمآل مستقبل العراق، وقد شدد على وحدة التحالف الوطنية، وبناء علاقة متوازنة بين الحكومة المركزية والمحافظات، وتوزيع الصلاحيات العادلة، وفيما يخص الظروف الآنية طرح مشروع اللجان الشعبية، التي تشكلها المناطق للإشراف على حفظ الأمن والإستقرار في المناطق، وتكون معرفة من الحكومة وغير خاضعة لجهة حزبية، وطرح مشاريع ندمنا عليها وسكت بعضنا لأغراض حزبية فئوية.تعرض السيد الحكيم الى مظلومية الدكتاتورية، وسوء فهم من لم يستطع التخلص من ركامها. تحدث السيد عبد العزيز الحكيم(قدس) عن وقائع مبكراً، وخطط لدولة مدنية بإدارت محلية لا تحكمها هيمنة حزبية، وخطط محكمة لإدارة الأمن باللجان الشعبية كالحشد الشعبي الذي يتحرك لدوافع وطنية، وضمان السيادة بالمشاركة الواسعة للجماهير في إتخاذ القرارات، ومنع التدخلات الأجنبية من خلال رص صفوفنا الوطنية، ونندم اليوم بفقدنا عزيزاً كان بوصلة التحالف الوطني، وأدركنا أن سبب مشاكل العراق الأمنية والإقتصادية؛ ناجمة من خلافات سياسية؛ تفتقد للبوصلة التي تأثر على نفسها لحساب المصلحة الوطنية، وسنخلده كما نخلد والعظماء والقادة والمفكرين بالإستذكار والندم بعد رحليهم، والأهم أن نستفيد من دروسه بتجرد إلاّ من الوطنية.