19 ديسمبر، 2024 2:10 ص

عزيزي الناخب اﻷحمر أو اﻷخضر إسمع قبل أن تتهور !

عزيزي الناخب اﻷحمر أو اﻷخضر إسمع قبل أن تتهور !

واحدة من اﻷمثال البغدادية الجميلة ذات المغزى قولهم (مصخم بعدك بالطولة ) وخلاصة المثل أن رجلا كان يدعى – بغل – جريا على عادة بعض العراقيين ممن كانوا يسمون أبناءهم من الذكور بعد إسقاطات ووفيات عدة بإسم مستقبح لحمايته من الحسد والعين التي أجهضت من قبله – هكذا كانوا يعتقدون – فينذرون بتسمية المولود الجديد بأسماء مستهجنة نحو – زبالة ، مظلوم ، جريو الخ ” حفاظا على حياته .
إنزعجت زوجة – بغل – بمرور الوقت من سخرية الجيران والمعارف وطلبت منه تغيير إسمه وبإلحاح والا فالخلع هو الحل ، وبعد ان إجتمع مع أقاربه وأصدقائه ومخاتير المحلة ووجهائها قرروا جميعا تغيير إسمه الى – كديش – فعاد الرجل مسرورا الى زوجته وأخبرها بإسمه الجديد الذي سيرفع عنه العار الذي لحق به طويلا وقال لها أبشري يا أم فلان لقد أصبحت كديشا …فقالت له ” مصخم ..بعدك بالطولة !!”
وشاهدنا أن تدوير العديد من الفاسدين المعروفين بل والمقرين على أنفسهم بذلك وبإصرار عجيب لدورة انتخابية نيابية جديدة فيه نوع كبير من ” الإستحمار، الإستبغال ،اﻷستدكاش ” اذا جاز التعبير وعذرا لهذه المخلوقات الوديعة المسالمة من التشبيه ، وﻻ إعتذار الى المخلوق المصر على ان يركب الفاسدون ظهره ﻷربع مقبلة داخل – الحظيرة – ،برغم كل مايحملون بأيديهم من شهادات – حقيقية أو مزورة – وقوانين لايطبقون منها شيئا على أرض الواقع – فقط للكشخة – ، والتشبه بالحمار الذي يحمل أسفارا ﻻيفقه منها شيئا قط كما تعلمون قد ورد ذكره في القرآن الكريم .
وهاهي الحملة الإنتخابية النيابية في العراق قد بدأت فعليا وسط أجواء من التفاؤل لبعض الناخبين وهم قلة قليلة جدا ، وأجواء من التشاؤم تحيط بالسواد اﻷعظم منهم هذه المرة بخلاف المرات السابقة وبنسبة تفاوت كبيرة جدا حتى أن بعضهم قاطع الانتخابات برمتها ليأسه منها ومنهم أجمعين ، والمؤشر السلبي الخطير يكمن في أن البداية كانت غير موفقة حيث إن تمزيق اللافتات والبوسترات ماضية على قدم وساق في جميع محافظات العراق ، فقي ديالى على سبيل المثال مزقت 500 ﻻفتة بظرف أيام معدودة ولتحالف إنتخابي واحد فقط ، أما في المناطق اﻷخرى فقد رفعت صور من ضحوا بحياتهم بجبهات القتال ووضعت بدلا منها صور المرشحين ، فما كان من ذوي الضحايا إلا أن مزقوا الصور الجديدة وأحرقوها كما حدث في محافظة ذي قار وأعادوا صور أبنائهم بدلا منها ثانية ، أما عن شراء بطاقات الناخبين فحدث ولا حرج ولعل اﻷنبار ضربت رقما قياسيا في ذلك ، وكذلك الإعتداء على الشباب العاطل الذي يتولى تعليق اللافتات مقابل دراهم معدودة في بعض المناطق من قبل محسوبين على تيارات أخرى في ظاهرة سوداوية جديدة تزيد المشهد قتامة .
وبرغم أن المادة 35 من قانون الانتخابات رقم (45 ) لسنة 2013 المعدل تنص على “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة او بغرامة لا تقل عن مليون دينار و لا تزيد على خمسة ملايين دينار او بكلتا العقوبتين كل من تعمد الاعتداء على صور المرشحين أو برامجهم المنشورة في الأماكن المخصصة لها لحساب آخر أو جهة معينة بقصد الإضرار بهذا المرشح أو التأثير على سير العملية” إلا أن عمليات التمزيق متواصلة وبلا توقف وأغلبها يجري تحت جنح الظلام ، وبرغم أن المادة 34 من القانون ذاته نصت على أنه “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر او بغرامة لا تزيد عن مليون دينار كل من علق البيانات او الصور او النشرات الانتخابية الخاصة خارج اﻷماكن المخصصة لها” فإنك تجد العشوائية والفوضوية اللافتة للنظر في تعليق تلكم الدعايات في كل مكان ومن غير ضوابط تذكر بعلم أو من دون علم المرشحين حتى وإن كانت فوق كومة أزبال أو وسط الشارع ، أو في طريق المارة ، أو على اﻷرصفة والجزرات الوسطية ما شوه منظر المدن بشكل مثير للاستهجان ولسبب بسيط جدا خلاصته ” ان ليس هناك أماكن حضارية مخصصة أساسا لتعليق اللافتات وان وجدت فإنها لن تستوعب هذا الكم الهائل من المعلنين بغية الظفر بالمناصب تحت شعار الاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد و…بقية الاسطوانة المشروخة التي لم تترجم الى واقع حال حتى الان يرقى الى مستوى الطموح ولو بالحد اﻷدنى “.
وأنصح الناخبين وقبل وقوع الفأس بالرأس كما في كل مرة وعلى مدار 15 عاما مضت باﻵتي :
-كل مرشح يعد بتعيين العاطلين عن العمل ..كاذب.. ﻷن لاتعيينات في موازنة 2018 !
كل مرشح يعد بتثبيت المتعاقدين وأصحاب اﻷجور اليومية ..كاذب ..ﻷن لاتثبيت في موازنة 2018 !
كل مرشح يعد بزيادة رواتب المتقاعدين والمشمولين بالرعاية الاجتماعية ..كاذب ..ﻷن الموازنة لاتحتمل أية زيادات بوجود عجز كبير فيها يبلغ 10.6 مليار دولار!
كل مرشح يوزع سندات أراض زراعية أو سكنية بين الناخبين ..كاذب .ﻷنها بمثابة وهب ما لايملك لمن لايستحق وهي عبارة عن حبر على ورق ، بمعنى – نكعها واشرب ميها – !
كل مرشح يستند الى صور مراجع دينية أو سياسية أو عشائرية ..مفلس ..وﻻشيء عنده ليقدمه الى ناخبيه والدليل انه يتكئ على صورهم ﻻ على برنامجه وﻻ حتى على برامجهم !
كل مرشح يراهن على قرابته من شخص فاعل أو إعلامي مشهور أو وطني معروف سابق او حالي ..زاحف ..وﻻشيء عنده بأستثناء الإتكاء على مجد المشاهير !
كل مرشح يطرح برنامجا خياليا بسقف عال من الطموحات ليس بإمكان – ابو ابوووه – أن يحقق عشر معشارها ..كاذب ..ولو كان صادقا لكان واقعيا في طروحاته !!
كل مرشح يكثر من تسقيط اﻵخرين كبوابة لصعوده ..فالصو ..ولا برنامج حقيقي للاصلاح لديه وهو يراهن على بغض الناس لمن يشوه صورتهم وسيرتهم للتسلق على ظهور ناخبيه ..وبعدها باي باي حضرة الناخب افندي !!
كل مرشح يخلط بين المفردات والمصطلحات في برنامجه وﻻيفرق بين “الفدرالية والكونفدرالية ، بين العلمانية واللادينية ..الليبرالية والراديكالية ، بين حرية الثقافات واحتراب الولاءات …على سبيل المثال، مشوش .. ومسؤول حملته أكثر تشويشا منه وهو الذي صاغ له البيان – رقم واحد – مقابل وجبة عشاء في مطعم !!
كل مرشح ﻻ ذوق عنده في تعليق صوره وﻻ أحساس …مشوه …يعد برفع النفايات وتوفير الخدمات وإصلاح اﻷوضاع فيما يعلق صوره فوق كومة نفايات أو على جدران المدارس والمستشفيات واﻷماكن العامة غير المخصصة للنشر بكل بجاحة ما يعكس فوضويته من الان فكيف به بعد المنصب ..والحديث يصدق على ممزقي لافتات المنافسين …فهؤلاء كلهم عبارة عن جعجعة من غير طحين !!
المرشح الذي يهديك كارت ابو الخمسة أو ابو العشرة أو موبايل ..فشنك – فهو أول من سيغير رقم هاتفه بعد الفوز وآخر من سيجيب على مكالماتك للاستماع الى شكواك ..ﻻحقا !!
المرشح الذي يكثر من مدح نفسه وتعظيم ذاته نحو ” انتخبوا (ابو الفقراء والايتام ، ابو المساكين ،ابو المشردين .. أبو المساجد ..أم الهند) ” ألعبان وثعلب ماكر ، ولقد فاته ان خير الخلق اجمعين صلى الله عليه وسلم قال لشخص ارتبك حين وقف بين يديه ” هون عليك فإني ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة” ، ثم تأتي انت – جنابك الكسيف – وتقول انك – ابو العاطلين – وهل جنابك يعلم قبلا ان العاطلين في العراق 2.5 مليون عاطل عن العمل معظمهم من حملة الشهادات ….لو لا ؟!
مرشح يهرف بما لايعرف ويهذر في الوعود ” سأتبرع بنصف راتبي ، سأقتطع نسبة من النفط للمحرومين ، سأضمن سكنا ﻻئقا للمساكين ..امضوا معي لتضمنوا مستقبلكم ” زوبعة في فنجان !!

المرشحة التي تظن نفسها كليوباترا زمانها وتراهن على مكياجها و على شفتيها المنفوختين – بوتكسيا – و لون عينيها – عدساتيا – وطول رموشها – اصطناعيا – وشقار أو سواد شعرها – بنتلايتيا – وميوعتها صوريا واسترجالها واقعيا …نرجسية ..تداعب غرائز الناخبين للفوز بالمنصب او تحويل أصواتها الى – عرابها – وهي أتفه من التفاهة وإياه وأحط من أن تمثلك وإياه مستقبلا !
المرشح الذي يكثر من العزائم والولائم في حملاته الانتخابية بزمن العسرة الذي نعيشه حاليا – 10 ملايين عراقي تحت خط الفقر – إنما يقيس الناخبين ببطونهم ﻻ بعقولهم وبالتالي فهو يستغفلهم من اللحظة وﻻيرتجى خيره بمعنى هواء في شبك !اودعناكم أغاتي

أحدث المقالات

أحدث المقالات