18 ديسمبر، 2024 8:33 م

تناولتُ في مقطع فيديو حديث مقتضب حول عزوف الشباب عن الزواج وطبعا أقصد شبابنا العراقي، والأمر أيضاً يخص الشابات وبشكل عام فإن كلاهما له نظرة سلبية تخص الزواج وهذه النظرة هي نتيجة سلبية.. لأن كل مايحدث هو رسائل تصل الى المجتمع، و حسب علم النفس والتنمية البشرية فإن الطفل أو الشخص الى حد سن 18 تقريباً يستقبل 148 ألف رسالة سلبية، وإن 80 % من أفكار الإنسان هي سلبية وذلك بسبب المحيط الذي حوله، وعليه نحن نعيش وسط عالم يفرضه علينا من حولنا عن طريق الرسائل وتلك الرسائل مثل السم في العسل.. تصل إلينا فنصدقها أو نقتنع فيها عن رضا أو بالإكراه ونجد أنفسنا نتأقلم معها والأسوأ من ذلك أن البعض يدافع عنها رغم أنها سبب تعاسته لكنه لايدرك أنها ليست إلا زيف مصنوع من مواد بشرية وليس مقدس مثلما يظن .. ومن تلك الرسائل أن الصبي يُعامل منذ الصغر بأنه ملك زمانه وله قيمة أكبر من قيمة البنت وأن البنت أقل أهمية وجاه منه في العائلة وذلك لأن الأسرة الأبوية صنعت القدسية للرجل منذ طفولته بل بعضهم يصبح الصبي المدلل الذي ينال مايطلب دون تعب، ومثل هذا الأسلوب يُنَّمي عند البعض شعور اللامسؤولية ولذلك فيما بعد يكون غير قادر على تحمل مسؤولية الإرتباط وبناء أسرة ورعاية أولاد، وتلك عزوبية لا إرادية تفرضها الرسائل السلبية من المحيط العائلي والمجتمعي، وربما يحدث العكس وتكون تلك الرسائل سلبية الى حد السواد فتخلق شخص يعاني شعور النقص فلا يستطيع أن يُقدم إلى الزواج.. وماأقوله هنا إحدى الأسباب الكثيرة التي تجعل الشباب تترك طريق الزواج ، لكن السبب الأهم والأكبر هو تجارة الزواج التي أيضا تفرضها الأسرة الأبوية ومنها فرض ضريبة الزواج على الشاب .. فيعاني غالبية الشباب من هذه المشكلة التي يمارسها البعض ظناً من والد البنت أنه يصنع كرامة وجاه لأبنته لذلك هنا يتحول الموضوع من قضية إنسانية إلى تجارية ويصبح الزواج بيع وشراء وهذا ليس بشيء جديد علينا لأننا في المجتمع العراقي نعتبر الزواج ليس عقد شراكة بل عقد تملك .
إذن مصاريف الزواج أو الشروط المفروضة أحياناً هي عبأ ثقيل لايتحمله الشاب فيتأخر في الزواج أو يؤجل الإرتباط خاصة في ظل الظروف الإقتصادية والإجتماعية العصيبة.. والنتيجة أتت بها كل تلك الأسباب التي ذُكرت والتي لم تذكر في هذه المقالة.