يغترف سُلافَه وزُلالَه من حبق اليقين المُصطلي بفوح افق مُحتقن بشآبيب الاستياء. زمزمةُ تصرخُ، تبني عشّاً للزنابير، تضغط على زناد المغامرة، تسبقُ وميض الصباح الأول. تلقحُ شعرَة َالنُعاس ، تُضرمُ فيها لغة الموسيقى. للأشياء أسماء ُوهمٍ ٍ ،وعنواناتٌ مجهولة تُراوغُ ، تُناورُ ، تلفُّ ، تدورُ في بُؤر ناحلة . النهارُ العسجدُ يُريقُ دمعَه على ما مضى، يَمدُّ ضوعه لعشّاقه المُتيمين بحسيس الحكمة تُتلى مفردة دُعائه على ذهول الملأ تجرفُ ضُحى غفلتهم .
عندي سبعُ تفاحات ، سأوزّعها على عشرة أفواه، فتضيعُ لديّ نعمةُ العدل .كنتُ أقفُ فوق جدار الوهم شبحاً من الدُّخان تتطلّع اليّ المقلُ. اتجحفلُ بمكري، أكرّ عليهم، أسلبهم فرصَ المغامرة.
الخيالُ زهرةُ خَبَل تستنجدُ بدهاء التجربة المارّة على هياكل الأزمنة: عصفوراً، صرصاراً، جرادةً، زلزالاً، طوفاناً، محارة ، جاراً أريباً، يقطيناً تزدرده أفواهُ الأرانب، عروساً أحمقَ أغار لصوصٌ على عُرسه ، سلبوا عروسته ،غيرَتَه ،خيمته …. تسربلَ بدخان خيبته . فحبطَ عزُّ عزيمته .
……..
الظلالُ تتعرّجُ تعرُجُ جراحُها المُراقةُ على تُرْب الدرب. أفق ُالرؤية عابسٌ مُضبّبٌ ، بضآلة شأوها. .. لكنّها… عندليبٌ يسيلُ نغَمُ غنائه. تتكيءُ حُنجرتُه على الابداع فلا تتخاذلُ .
. فوهةُ الأمل نائية كنجمة تحتفلُ
أطوّاسٌ
بللتِ الهيبة ُاملاقي المُتهدّل .
ومنهلي يصدحُ ، يجرفُ زوغانَ باصرتي.
سربٌ من حماقة الخيبة يتموّج في مماشي النعمة .
أنت لم تكبرْ بعدُ، تنقصُك سلاسةُ الرقص على الحبل.
جئتُ من وجهة تتنسّاني ، تُشيّدُ هالتي على الجدار. مرفوع الكتفين أجري في ساقية الزمن. عارياً أتوقفُ، استلطفُ سيلانَ ظلي على أسفلت النسيان. الجسدُ مأوى الزنابير والصراصر، والعناكب واليرقات والبراغيث الواثبة بين مساحات النظر. أفيقُ من ذهولي، أنفضُ دبق ليلي، وغبار حلمي الطائش، أشوّشُ معايير المنطق ، ارى الوقت يندلقُ من بين أصابعي.
هم أصدقاء العمل، لا المحبّة، جمعتنا ساحةُ النهار، لكنّ ليالينا مختلفة. أرى وجوهاً تشهقُ، تنبشُ الماضي، تسترجعه دخاناً ،ضباباً. عتاباً ، وحيناً بكاءً يحزّ خاصرة الأمن. لديّ رفيقٌ الغربة، كمَنْ جاء من كوكب أبعد. يكتظُّ حلقُه بالعتاب والضجر ، يبدو لعيني يباباً يعرجُ. …وجهُه ُ ، كان بلا وجه. مستغرقاً في بلَه فوضويّ . دوماً أراه مُدّثراً بغيمة عابرة بلا هطل. حيفٌ ان يكون لك جارٌ من دبق الوهم.
……..
كنا معاً، تضمُّ هياكلنا شراكة ُ المصير. كأسنان المشط نصطفُّ ، نتبادلُ مواقعنا ، نجرعُ من كاس ٍ واحدة، لنا الحولُ والبأس ، بسنان المحبّة نقطعُ الخطر حين تُوصدُ علينا أبواب الأمل.
هديلُ الغبار
نزولاً ، صعوداً أضلّلُ عقلى بالغواية، فيُسمعني هديلُ المرايا هسيسَ الشغف.
تُتمتِمُ خوافقُنا قصّتنا الأولى، ضربتَها في الصميم.
لها نستجيبُ، فنحملُ غِلّنا لقطع الأرب، لا الحطب..
نمرّ على الخطر، نشدُّ على يديه المُتلبستين بجمر الصبوات والصلوات والصواب يغتسل باليقين.
قي ظلّ عباءتك يا نهرُ قمرٌ أخضرُ ، وعمرٌ أطولُ من فرح. ليلنُا الأبهجُ أبلجُ يتسربلُ بعقل خصيب ٍ خُطاه ذهب، فيئُه سعد. أُفقُه خيمة ُياسمين . ووجهي بين هذا التناقض أرجٌ مُزهرٌ. سارح يجتابُ بين المناجل والخناجر وكركرات ماجنة تستشرفُ الأفق.
المدى طوعُ النظر،
خلّي خلخالَك تحت وسادتي يُسمعني نشيدَ خُطاك. فأنا مُذْ وجدتُك لصقَ أنفاسي تلويتُ ، أمضيتُ سهري جائلاً بين ضلوع التّياه، أروم قطفَ نظرتك .سنفترقُ، نحتفي بوحدتنا بين ضباب المدى ، لكَ صراطٌ ٌ تعرفُه، ولي مثلُه يعرفني. فما كنا غرباء ، أنت في المغرب ،أنا في المشرق,. شتانَ ما بيننا .
الفوانيسُ
أغرقتني انفاسُها تجيء سراباً جُزافاً ملءَ عيني وكفّي.
فيُزهرُ العفنُ في لا جدوى صُراخي ثمّ يحتقنُ ويختزن سُمَّ زعيقَه المرتهن في عُلب النقاهة.
موجزاً يقرأ صفحة الخبَل .
الوترُ الناعسُ ينشرُ وهلاً بلون تباريحه الصبيّة النبيّة ، تدكُّ غصنَ صلابته الضالعة قي وشم جباهنا بخيوط الجهل. كنْ زللاً، افيوناً، خسارة ، رميمَ جسر ، ثقبَ غموض. مُضغة ً في حُنجرة الوقت. كنْ ما تكونُ، لكنْ تمترَسْ بالحيلة فالوقتُ لا يؤتمَنُ. لذْ باللغز ، بالاشارة لا بالابانة ترهنْ قيامتك لدن المُرابين ِوالشياطين وغُلاة الضلال. أنا في ضاحية التيه أبحثُ عن عمل، فمنحني المدبولي عملاً خارج الأوراق والتقاويم ، فهل مارستُ دوري؟ انفصم بيننا الخيط ُوتناءينا. كان الختامُ وجبةَ نسيان مضغناها على مضض . مضى كلُّ أحد ٍ الى حنية.
أنا تلقتني أضراسُ متاه ، وتلقفه بيْنٌ أبعُدُ من الخيال.
…………………
يهتزُ ليلي وذيلُ ثوبي وأعرافُ خيلي وحيلتي وصيرورتي وصبابتي وصباي وغيبوبتي وصحوي :
غدرُ غزلٍ، غشاوةٌ ضرَر ، اسمٌ كالوشم على كلماتي، يتسامقُ في السرّ
حلقي مُحتقنٌ بدخان أغنية ما زلتُ أحفظها من حقل طفولتي.
لؤلؤة ٌ
بين الفأس والكتاب مسافةُ حدس هامس.
لكنّنا نسيل معاً في دروب المعنى.
نسقطُ تباعاً على قارعة المُحاولة ، نجازفُ في انجاز غير المُمكن. نغدو وعداً هُلّباً تسقينا الريحُ أسفلتَ معناها الخزفي. والمصائرُ غدائرُ تتطائر في الضوء الضرير. المصاعدُ صعود ونزول.
فوق البرج يترنّحُ تعبُنا وغيابنُا وهلعُنا وعقلنا المحشوُّ بالقشّ. زحاماً، زؤاماً صِداماً صُداعاً صراعاً نقرعُ كأس الدلس. نستبسلُ في حلقات الكذب، نسلبُ لقمة الفقير حتى تُتخَمَ جيوبُنا وجُنونُنا بالحرام. أغلالٌ لا مرئية ٌ في الحناجر والخواصر والخواط . أعذبةٌ نتجرّعُ مرّ زقومها. وأيامٌ تمرُّ خيطاً فخيطاً. الحائطُ كلحَ جبينُه وتصدّعَ. النهارُ جُثةُ زوبعة تنسلُ من سريرها ، تتعرّى تحت صرير الحرّ. الحريقُ جارُنا الأليفُ يُضاجعُ راحتنا .المدائنُ تنام في جيوبي، طوبى لها ، وهي منطوية تحت غطاء الصمت. أمشي بها بين الخواطر والحواضر وأودية سِلمٍ تخضلُ بفيء الأمان.
……
لملكوت العشب ذاكرةٌ قرمزية هي من دمع حيرتي. ولهم خزينُ مثلبة لا يجلبُ لهم سوى غار العار والفشل
ضوعُكَ
بمقدار ملعقة أو أقلَّ.
ومنشأُ شانئك شائنٌ يتمرّغُ في الاشاعة، في أسن المنسيات طيَّ التباس اليقين. اليمامةُ تتخفّي ، تتدثّرُ بخشية الخشوع ، لا الخنوع ِلمُسوِّغات الشِّجار. بعضُنا يعتقلُ منظوره العقلاني في دير مهجور. وآخرُ يصفّقُ لمنجزه الفرداني الهشّ. اليوم كتب عن معرضه، أمسِ نشرَ معلومة عن كتابه، هو يصفّق لنفسه وينفخ في بوقه لعلّ سربَ فئران يتبعه. قرقوز في فضاء الأدب. فلا شأنَ لنا به فليرقصْ ويُهرّج تحت بصمات جنونه. لكن أياك أن ترشق سواك بسوء.
…..
هذا الكتاب مُتخمٌ بالنصح ، بمستلزمات تسوّر الذاكرة .فتأتي النبوءاتُ لترجمَ يوافيخنا المُسطحة.
لكننا… نُصيخ الى شدو الهزار يُلامسُ بريقَ الحزن، وابتسامة الشفاه. ففيه سلطانُ الشفاء وقسطرة الألم. دعْني المسْ خريرَ انبهارك . أرسمْ وجهك يخترقْ سنا غربتي وذهولي.
…………..
لي المُعجمُ المُفعمُ بالحكم . ولك العجينُ تصنعْ منه أقماراً تضرسه أفواهُ الجياع . لهم الصاعقة ُ تسوّقُ غيثاً، ولها العصا تهشُّ بها على مخازي ديدنها.
