23 ديسمبر، 2024 12:52 ص

لا تتجاهلوا ولا تسخروا ولا تستغربوا فما أمر به من ألم وإغتراب ووحدة ووحشة ليل وتيه نهار يدفعني لتمني الموت والهروب نحوه بأقصى سرعة غير أن ما يمنعني هو إنه ليس بيدي بل هو من شأن القوة الأولى الكاملة قوة الرب الذي حدد موعدا أجهله لنزول الملاك الذي سينظر في عيني كلتيهما ويقول : هل أنت مستعد للرحيل ؟ وحينها لا يعود ينفع أن أقول : نعم أو لا ففي الحالين هو مأمور بإنتزاع تلك الروح المتألمة من الجسد المنهار المتكسر وتركه جثة هامدة يسارع الناس أو من لديه الإستعداد منهم لمواراتها الثرى ورميها في أقرب حفرة ليقول : البعض رحمه الله ثم لتطوى السيرة ويكون النسيان والتجاهل والإنشغال بشؤون الحياة وسباق المصالح على قاعدة الحي أرقى من الميت .
أنا الآن في النهايات خطوات قليلة تفصلني عن الموت وسأرحل غير مأسوف علي ولن يذكرني إلا القلة من الأصدقاء الأكثر رحمة فغالب الناس في هذا الزمان والأزمنة التالية يميلون إلى القسوة والتنمر وتنحسر همومهم في تحصيل المكاسب والمغانم غير عابئين بالإختبارات والإمتحانات الآلهية فقد حولتهم قسوة الحياة القصيرة إلى وحوش يظنون أنهم خالدون فيها وينسون أن الرحيل ممكن في الوقت الذي يشاء الرب وحينها لن تنفعهم أموالهم ولا أولادهم ولا البيوت ولا العقارات ولا غيرها من ممتلكات ليوقفوا ويسألون عن صغار الأمور وكبارها وقد لا يجدون شفاعة من أحد لفرط ما إرتكبوا من أخطاء ومارسوا من رذائل وموبقات .
أستعد للرحيل وحيدا ولا أجد حولي من أحد والذين ألتقيهم لا يبدو عليهم أي علامة من علامات السعادة فالخوف من الإصابة بكورونا تمنعهم من إبداء أي مرونة ويحاولون التخلص من الأعباء بما فيها أعباء الصداقات والعلاقات العابرة خشية العدوى ووسط كل ذلك لا أجد ما يرغبني في البقاء في هذه الحياة وأود اللحاق سريعا بقافلة الذين مضوا من قبلي فالدنيا لم تعد مكانا صالحا لي وقد أكون أنا ذلك الغير صالح لها ولا ترغبني ولا تريدني .
أتمنى الموت ولعله يباغتني في مسكني الكئيب الموغل في الوحشة في ساعة من ساعات الليل و النهار ولا أمانع في القول إنني بالفعل أنتظر عزرائيل ملك الموت . [email protected]