23 ديسمبر، 2024 1:05 ص

عزة الشاهبندر … أرفع لك القبعة

عزة الشاهبندر … أرفع لك القبعة

لست من محبي عزة الشاهبندر ولا من مريديه لكن من الحكمة والإنصاف والعدل أن تذكر محاسن الخصم أو العدو, فعلى الرغم من التقاطع الفكري والسياسي مع عزة الشاهبندر, لكن أكن له الإحترام على موقف شجاع واحد تميز به عن جميع المشتركين بالعملية السياسية في العراق بكل أديانهم ومذاهبهم وطوائفهم وقومياتهم.

فكل المشتركين بالعملية السياسية الآن من كتل وأحزاب ومستقلين منبطحين كل الإنبطاح لمرجعية السيستاني, وهم مستعدين على تحمل أي مسؤولية بدون أن يتعرضوا لمرجعية السيستاني بشيء من النقد أو تحميلها مسؤولة ما يجري الآن في العراق بشكل عام والعملية السياسية بشكل خاص, بل إنهم مستعدين على تحمل أخطاء تلك المرجعية وتدخلاتها اللامسؤولة التي جرت العراق لما عليه من أزمات أمنية وإقتصادية وسياسية.

لكن الشخصية السياسية الوحيدة التي قالت كلمة الحق عند هذا المرجعية الجائرة هو عزة الشاهبندر وحمل مرجعية السيستاني مسؤولية ما يحصل في العراق خصوصاً ما بعد حكم المالكي, وهذا هو واقع الحال, فما وصل له العراق اليوم هو بفعل تدخلات تلك المرجعية بالعملية السياسية, وهنا نرفع القبعة لعزة الشاهبندر لانه لم يكن منبطحاً كباقي السياسيين لهذه المرجعية الإستبدادية.

وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن موقف هؤلاء الساسة الذين يدعون العلمانية والمدنية وإنهم يفصلون الدين عن السياسية, لماذا يظهرون الإنبطاحية للسيستاني ومؤسسته الدينية التي كانت ولا زالت سبباً في إقصائكم من العملية السياسية بشكل عام  ؟ لماذا لم نسمع منهم كلمة تشابه على أقل تقدير كلمة عزة الشاهبندر ؟ أليس السيستاني هو من تسبب في فشل العملية السياسية في العراق, كونه ومن خلال فتواه سلط المفسدين والسراق والفاشلين على رقاب العراقيين جميعاً .

أليس السيستاني من بذل الجهد الكبير وقدم الدعم الهائل من أجل إنجاح التصويت على الدستور المفخخ كما يصفه الشاهبندر والذي خطته أيادي غير عراقية, حتى وصل به – السيستاني – الأمر أن يفتي بوجوب التصويت عليه بنعم, وهذا الدستور يمثل المشكلة الكبرى في الأزمة السياسية الحالية وهو من ساعد المفسدين على فسادهم والطغاة على طغيانهم, والسيستاني ساهم في جعل هذا الدستور الملغوم هو الدستور الرسمي للعراق, وهو بذلك يتحمل المسؤولية كاملة على كل ما يحصل في العراق, فلماذا لم يخرج أحد ويقول كلمة الحق كالتي قالها الشجاع عزة الشاهبندر ويحمل السيستاني مسؤولية ما يجري في العراق.

فتشخيص العلة الحقيقة يساهم في إيجاد الحلول والعلاج الناجع لكل مرض وأزمة, وعزة الشاهبندر شخص العلة الحقيقة, فهل هناك من السياسيين سيتخذ مثل هكذا خطوة ؟ أم سيستمر الإنبطاح والتملق لمرجعية السيستاني من أجل الحصول على رضاها ؟!.