يبدو ان العملية السياسية في العراق قد اخذت منعطف خطير جدا هذه المرة وخاصه بعد التصريحات التي تصدر من هنا وهناك من بعض الجهات السياسية المتنفذة فاليوم المشهد السياسي في الشارع العراقي يقرا على انه مشهد صمت ولكن المتوقع خلفه شيء مخيف.. حتى وان كان هذا الشيء مخيف لبعض السياسيين فقط فالأمر برمته اليوم متوقف على قرار واحد من احد الاطراف بعدها سوف يرى العراقيون تغيير شامل أشبه ببيان رقم واحد ولكن هذه المرة بطريقه ديمقراطية تحافظ على الماء الوجه الامريكي الرافض لأي تدخل او تغيير عسكري داخل المنطقة الخضراء.
ان المشهد السياسي في العراق اليوم اشبه بحرب نفسيه بين اطراف متصارعة على السلطة تكون عواقبها ونتيجتها اما زج كل الفاسدون في السجون واما تكون كل هذه العملية مفبركة ونتيجتها الضحك على الذقون وكلنا يعرف ان الديمقراطية الهشة في هذا البلد قد تم بنائها على اساس طائفي او قومي ويكون فيه المكون الشيعي هو الذي يدير دفة الحكم في ما يشاركه المكون السني والذي اعطي له مجلس النواب وهو اشبه بمن يجامل اخيه الاكبر شيخ العشيرة في ما منح المكون الكردي رئاسة الجمهورية وهو منصب رمزي فقط. لان الاخوة الكرد لا يعنيهم من الحكومة المركزية سوى حصة الاقليم من الموازنة المالية والحفاظ على امن واستقرار الاقليم اما موضوع المناصب فينظرون له بعين ثانوية غايته المشاركة في العملية السياسية وتذكير الحكومة المركزية دوما بحصة ووجود الاقليم بصفته المستقلة… وان ما نلاحظه اليوم وخاصه في الشارع الشيعي من انقسام واضح واختلاف في الرؤى والتوجهات السياسية ويشمل هذا الاختلاف في علاقه العراق بدول الجوار واعادته الى الصف العربي وهذا الموضوع تجد الاقبال عليه بين مؤيد ومعارض خاصة في ما يخص الدول العربية المجاورة للعراق والتي كانت مواقفها هشة جداً ولم تبدي معارضتها تجاه اسالة الدم العراقي وماحصل من تدهور امني كبير في اغلب المحافظات العراقية….
ان المشهد السياسي المتوتر اليوم بين كتل رئيسية مشاركة في العملية السياسية الجديدة منذ بدايتها ينبئ بان القادم مبهم بعض الشيء للشعب العراقي فالخيار بين الكتل اصبح صعب جدا والمحافظة على التوازن بينهم غير ممكن وهذا سوف يقودنا الى تكوين حكومة جديدة خالية من اغلب اقطاب الامس.. عندها سوف يكون عدة اطراف خارج العملية السياسية وهذا اشبه بالموت بالنسبة لمن لا يستطيع الحصول والثبات في مكانه.. فهل سوف تتحقق نبوءة العرافة اللبنانية بحصول تغيير جديد في الساحة العراقية والذي سوف تختفي وجوه كثيره فيه من المشهد السياسي واذا ما حصل هذا فهل سوف يكون بطريقه ديمقراطية وشفافة ام بطريقه الامر والنهي وهذا ما لا يتمناه اغلب العراقيين الذين عاشوا وعانوا من الصراعات والانقلابات العسكرية في البلاد ورغم ان قسم من السياسيين اصبحوا اليوم اكثر تخوفا على وجودهم في الساحة لانهم يعرفون خطورة الموقف. اما نحن فأننا سوف ننتظر ما سوف تؤول به الايام وماهو شكل الحكومة الجديدة وهل سوف تكون نهاية عهد لكل الفاسدين بمختلف قومياتهم ومذاهبهم ونحن نعرف ان عزائنا فيهم قريب…