18 ديسمبر، 2024 6:59 م

عروس العواصم تعوض سنوات الحرمان

عروس العواصم تعوض سنوات الحرمان

البغداديون … عانو خلال السنوات الماضية ومنذ العام 2006 من الحرمان ومن كافة أنواع مظاهر الفرح ، بسبب الحظر الليلي تارة ، وتارة أخرى بسبب نصب الحواجز الكونكريتية ووضع العراقيل والمطبات في الشوارع مما أصاب أجمل مدن العالم العاصمة الحبيبة ( بغداد ) بالشلل وتحديد حركة الناس فيها ، بقيت بغداد خلال تلك السنوات تعاني الحزن جراء هذه الاجراءات المأساوية ، مما تسبب في ترويع وتخويف المواطنين الساكنين في عموم مناطقها من خلال المظاهر المسلحة التي انتشرت هنا وهناك ، وتوقفت الحركة تماما لتتحول بغداد الى مدينة ( أشباح ) تخلو من حركة السيارات والمارة ، وحرمان العوائل البغدادية من مواصلة زياراتهم الليلية المعتادة .

اليوم … ومنذ ذلك التاريخ تنفست بغداد الصعداء ، لتتمتع بنوع من الحرية بعد قرار رئيس وزراء العراق السابق حيدر العبادي وعقبه قرار رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي ، برفع الحواجز الكونكريتية من جميع شوارعها الرئيسية والفرعية بما فيها المنطقة الخضراء وأعتبار مناطق بغداد منزوعة السلاح ، وانهاء المظاهر المسلحة التي كانت ترعب المواطنين ، فيما جاءت المبادرة بتقليص السيطرات من الشوارع وأستبدالها بخطط أمنية جديدة تحافظ على سلامة وأمن الجميع … أن هذه القرارات الصائبة تعد قرارات شجاعة تهدف الى أعادة الثقة الى العاصمة الحبيبة بغداد ، بعد معاناة طويلة حرمت أهلها من أبسط مقومات الحياة فيها .

أن الاجراء العملي والفوري والسريع في رفع هذه الحواجز عن مدينة بغداد عزز الثقة العالية بالحكومة المركزية ، وكذلك بالقوات الامنية في أستتباب الامن ، التي بدورها تحافظ على أرواح المواطنين بهمة وعزيمة هؤلاء الرجال الغيارى ، واليوم تشهد شوارع بغداد وحسب الاحصائيات الاخيرة انخفاض بنسبة اكثر من ( 60 ) بالمائة من الازدحامات بسبب افتتاح العديد من الشوارع الرئيسية والمهمة وتقدر بالف شارع تقريبا ورفع الحواجز الكونكريتية التي كانت تحيط ببعض الدوائر الحكومية ومقرات الاحزاب والفنادق والمصارف ، والتي نصبت من قبل القوات الامريكية لحماية جنودها من الهجمات الارهابية منذ ذلك التاريخ ، فيما سهلت هذه الاجراءات التي تعتبر أيجابية في عملية انسياب السيارات بشكل طبيعي ، من اجل ان يعود ليل بغداد مزدهرا ومتألقا من جديد .

عروس العواصم بغداد تعود كما كانت في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ، خالدة في مجدها وهيبتها وجمالها ورونقها ورقيها ، واصبحت بغداد شعلة وهاجة تنير شوارعها وازقتها بالامل والتفاؤل والمحبة ، ولهذا تشهد المحال التجارية والاسواق والمولات انتعاشا كبيرا في المبيعات حتى الصباح الباكر اسوة ببقية دول العالم ، فضلا عن امتداد حركة السيارات على مدار الساعة دون توقف ، فيما انتشر باعة الورود والهدايا في الشوارع العامة مما تضفي هذه الظاهرة الايجابية جمالا اخرا لبغداد ، فضلا عن انتشار المطاعم والمقاهي والمتنزهات ومدن الالعاب وغيرها ، من اجل ان تعوض العوائل البغدادية السنوات الماضية من الحرمات .

نشد على أيدي كل من يضع مدينتنا الحبيبة ( بغداد ) نصب عينيه من المسؤولين العراقيين ، كما ندعو القوات الامنية والاستخباراتية بالعمل الجاد من اجل المحافظة على المتغيرات التي طرأت على الوضع العام لمدينة الحب والسلام ، مدينة الف ليلة وليلة ، لتكون بغداد قبلة للناظرين ، ومحط اعجاب الزائرين لها .