19 ديسمبر، 2024 1:12 ص

(عرس الجليلو) .. ينبيء !

(عرس الجليلو) .. ينبيء !

خارج كل (الهيصة ) التي نعيشها في (عرس الجليلو) هذا ,المتعلقة بالإعداد للإنتخابات , نقف عند تقارير مراكز الدراسات وتوقعات الصحف الأمريكية , من أن (ولاية ثالثة) في طريقها الى (المالكي) !

وبالرغم من الجزم بأن هذه التوقعات , ستكون لها ردود أفعال حد الصدمة , لدى قطاع واسع من الوطنيين العراقيين خارج الأحزاب الملوثة , بما قدمته السلطة من فرص السرقة, وتنفيذ الإرتكابات التي وصلت مستوياتها حد جرائم الخيانة الوطنية ! الاّ اننا يجب ان نواجه الواقع !

ولانريد شرح الأسباب الموضوعية,التي استندت اليها هذه المصادر, فقد استنفذت الكثير من كتاباتنا وكتابات غيرنا ..ولكننا نرى أن ذكر حقيقة أن (الولايات المتحدة الأمريكية) و(ايران) ,على اتفاق ضمني.. “من أن وجود (المالكي) على رأس الحكومة في العراق, يمثل العامل الهام في ضمان مصالح الدولة الكبرى والدولة الإقليمية النافذة في المنطقة” ! ولا تبتعد عن الإعتبار ظروف المنطقة السياسية , ذات الأهمية وليست الأولوية , بالنسبة (للولايات المتحدة) , كما هو الوضع في( سورية) , وكيفية السير بعملية التفاوض (الفلسطيني- الإسرائيلي) بعد تعثرات واضحة تفتعلها (اسرائيل) !

ان أية ملاحظة دقيقة , لإستماتة (المالكي) من أجل الفوز بولاية ثالثة , تخبرنا ان لذلك اسباب عديدة , في مقدمتها خوفه من  محاسبة مؤجلة , بشأن ظروف سياساته المختلفة ! وهو من يمتلك السلطة والمال, وقرارات التعيين, وتوزيع الأراضي ,واعتماد شبكة نشطة من (مفاتيح) الأصوات ,  تضاف الى ذلك تجربته في لي القوانين , كما حصل في المرحلة الماضية .. وتعيين رئيس جديد لمجلس القضاء ..كل هذا وغيره سوف يفسح الطريق ب(عقبات بسيطة) للمالكي ! الذي سيعمل على تغذية كتلته ببعض الوجوه المؤيدة له , من المجموعات التي تدعي أنها مثل (السّنة) , وهي تلك التي افرزتها ارهاصات الأحداث الدامية المؤسفة في (الأنبار) و(ديالى) ! مع ظني بان الوجوه القديمة المستهلكة من هذا المكون ستتراجع الى حد ملحوظ , وستظهر وجوه جديدة , لن يكون لها دور أفضل من دور الوجوه القديمة, التي  كان دورها مشاركا ومسببا لكثير من المواقف الطائفية , التي قادت الى ماعاشته وتعيشه (الأنبار ) و(ديالى) !

أما هذا العدد الكبير من الطامحين  ,وبينهم من اعلن استقلاله ,ولكنه يبطن الإنتماء الى تيارات وعقائد سياسية , وكثير منهم حملتهم الموجة الى طبع البوسترات ونشرها في الشوارع , عازفين على مختلف المعزوفات ! في وقت فقد الشعب الثقة بهم جميعا ,وبات يبحث عن من يمتلك مقومات التغيير !

التغيير.. لايمكن أن يتحقق من دون ايجاد سلطة تشريعية تستوعب مهمات المرحلة القادمة من حياة العراقيين, وهي ترنو الى الكثير ..فقد أتى الإحتلال الغاشم ,على البنية الإرتكازية لدولة عراقية حديثة عمرها 90 عاما ..لتسلم الى أشباه متعلمين , تشدهم ثقافات غير معاصرة,وغيرمستلهمة لمهمات البناءالإقتصادي والإجتماعي في عالم متغير ومتحرك, لاتعرف فيه السياسة غير المصالح !

من بين المرشحين , بضع شخصيات , يعرف عنها ما يمكن اعتباره مؤهلا للتغيير المنشود ! ولكن هؤلاء بعددهم المحدود خمسة .. عشرة أو أكثر.. كيف لهم الوقوف أمام هذا السيل العارم ,من المرشحين ذوي التجربة السابقة التي اثبتتت أذاها للشعب العراقي! قبل أن تثبت ولائها للقيم والمعايير المعتبرة اخلاقيا وقانونيا واجتماعيا ..وأنّى لهذه المجموعة المحدودة الخيرة  ,التي قد نجدها بين المرشحين ,ونحن نفرزها من بين الكتل المتصارعة, أن تقاوم (الحيتان) من امثال هؤلاء المرشحين ,الذين يمتلكون السلطة والمال والتجربة في (الخباثة) ! والإعتماد على 45 قناة تلفزيونية تتبنى ترشيحاتهم ! في وقت  يكتفي مرشحون وطنيون من أمثال صباح الساعدي و هاني عاشور وموسى فرج وميسون الدملوجي وتوفيق الياسري وعروبة اسماعيل ومعاذ عبد الرحيم  وبعض المرشحين عن التيار الصدري ..هل ننتظر مثل هذه  الثلّة الخيرة  ,او غيرهم وهم قليل حتى انتخابات قادمة ليصبح عددهم خمسون أو مائة ؟ هنا يصدق المثل “جيب ليل وأخذ عتابة “! وبين (الليل والعتابة) المزيد من الدم وهدر الأموال العامة , واعاقة تطور البلاد, وسوء معيشة العباد !

لمحت في ذهني فكرة  ! قد يجد فيها البعض أنها غير تقليدية ولاتتناسب مع قشور الديموقراطية , التي ينثرها (الديموقراطيون) الجدد على رؤوسنا, وكأنها قشور بصل  ..الفكرة تقوم على حق الشعب في تنصيب من يشاء ! وهذا حق شرعي ودستوري .. وبما ان تجارب الإنتخابات السابقة ,لم  تحقق الأهداف المبتغاة منها ..واذا افترضنا ( بعيد الشر ) ! صحة التسريبات الأمريكية . فان الشعب العراقي سيكون في آتون مرحلة جديدة من الصراعات المستنفذة لدماء الأبرياء . وان كانت اليوم تجري في (الأنبار) و(ديالى ) , فهي يمكن ان تشمل  انحاء كثيرة من العراق , بعد ان اجتهد (المالكي) في شق صف (التحالف) و(كسب ) أعداء جدد له يمثلون قواعد ارتكاز لما يدعى ب(العملية السياسية), انطلاقا من العوامل التالية :

1: وصول العلاقة بين (المالكي) والتيار (الصدري) وكتلة (المواطن) الى حد التقاطع الكامل, بعد نقض الأول لعدة اتفاقات للتهدئة !

2: مقاطعة السيد (مقتدى الصدر) ل(المالكي) بما في ذلك تياره ذي الجماهيرية الواسعة !

3: بقاء حرب (الأنبار) على أوراها , وعدم الوصول الى موقف ايجابي,  يحسم القضية لصالح وحدة العراق , وحقن دماء العراقيين الأبرياء.

4: الكذب ا(لأمريكي) و(الإيراني)  في عدم وقوفهم مع أحد من المتنافسين, حيث تؤشر الحقائق على الأرض غير ذلك تماما !

5: بناء شبكة واسعة  من الموظفين والمكلفين بخدمات عامة مؤثرة في الحياة الإجتماعية ,ارتبطت مصالحها بوجود (المالكي) ! فالرجل لايتحرك اليوم كما كان يحرك  قبل أربع او  ثماني سنوات , فهو اليوم يدير مؤسسة تتوفر لها امكانيات كبرى, لاتصل اليها امكانيات اي من المرشحين الآخرين! وفي حقيقة الأمر ان الديموقراطيات المعاصرة , لاتسمح لمن يتولى السلطة بالترشح الى انتخابات, ما لم يكون خارج السلطة , باستقالته مثلا ! كما ان السماح للقوات المسلحة بالإقتراع  , ظاهرة لاتتناسب مع الشفافية المفترضة في بلد ديموقراطي , وهي صالحة لبلدان تسيطر عليها انظمة دكتاتورية او شمولية !

6: اعلان المرجعية الدينية في (النجف الأشرف) عن عدم تأييدها لأي من المسئولين والمرشحين , بعد ثبوت ارتكاباتهم المقترنة بفشلهم في ادارة الملفات الهامة في حياة العراقيين .

أيها السادة

هل من بينكم من يظن ان هذه الإنتخابات سوف تجري بيسر وسهولة وشفافية ؟

أنا شخصيا لاثقة لدي بكل هذه (الهيصة) ! وأن هذه الإنتخابات لاتخرج عن كونها شرعنة جديدة للفساد, ونهب المال العام والعجز عن ادارة الدولة .. وقناعتي هذه لاتنطلق من أي موقف عدائي من (المالكي) او كتلته, ولا من موقف مناصر لأي من هذه الكتل ..بل أني وغيري من الوطنيين العراقيين ,الذين صارت كلمة الحق ديدنهم من اجل الشعب العراقي ,وهم لاينتظرون منّة  أو منحة , فقد اغنانهم الله عن ماسواه ..ونقول :

أن كافة الكتل السياسية من خارج كتلة (المالكي) , سوف لن تمرر عليها بعد الآن الأساليب الملتوية التي مورست في الإنتخابات الماضية !  حيث همّشت قوى وطنية وخبرات عراقية فذة , كان يمكن ان تسهم بعلمية ونهج حضاري في بناء العراق !

واني على يقين, ان هذه الكتل بعد أن يأست من احداث التغيير فيما لو فشلت في الفوز بالإنتخابات , سوف لن تقف مكتوفة الأيادي لتنتظر أربع سنوات أخرى , يصول ويجول فيها (المالكي ) ,وفق ذات السياسات المؤسفة في تشظية وحدة الشعب العراقي ,وحماية من نهب وينهب المال العام, والعجز عن تسيير اوضاع البلاد السياسية والإقتصادية والإجتماعية .

ونقولها بكل صراحة ووضوح أن مستقبل العراق يقف ثانية على كف عفريت فيما لو فاز (المالكي) بولاية ثالثة !

وخشيتي من أن تتحول التقاطعات التي وصلت  المكوّن الواحد من  الكلام الى شحذ سكاكين القتال , لعلمنا أن جميع هذه الفئات تتوفر على الميليشيات المعدّة لحسم المواقف , وقد كتبت منذ أربع سنوات في هذا الأمر !

وأظن أن لاأحد يختلف معي من خارج (مؤسسة المالكي ), في أن على الشعب العراقي , أن يعي مسئوليته في انقاذ العراق  ! وفي حالة فوز (المالكي) , على الجماهير ان تخرج عن بكرة أبيها, في يوم واحد أو أكثر, لتعلن خلالها الإعتصام حتى اعادة الإنتخابات , بعد جعل مطلبها الأول ,عدم ترشيح من اضطلع بعضوية (مجلس النواب) في دورتيه الماضيتين ,  والدعوة لإنتخابات جديدة تجرى باشراف (الأمم المتحدة ) , وهذا لاغيرما يوقف الإنهيار الأشمل في (العراق) .وان عجز الشعب العراقي عن تنفيذ ذلك  ,فليقرأ على مستقبله السلام ! ولتخرس الألسنة الطويلة المتشدقة , التي لم يجن منها الشعب العراقي غير الخيبة !

ورود الكلام …

ماما حنينة !

يا الهي ..(ما أحن قلوب هؤلاء المرشحين للإنتحابات ,على الفقراء وضحايا سلطتهم وجبروتهم وبيروقراطيتهم , ونزوعهم الى المال الحرام ,والإمتيازات الفريدة ) بعد نزعهم لأرديتهم القديمة ووعودهم المعلنة  ..لاهون بحساباتهم المصرفية , وكيفية غسيل اموالهم المحرمة , وانتقاء العقارات في حواضر العالم .. بعد سرقة معظمهم عقارات الدولة وقصورها .. فليعيدوا  قصور وبيوت صدام حسين وعدي وقصي ورغد وطارق عزيزوسعدون شاكر وعدنان خير الله ,  وقيادات النظام السابق وقادته العسكريين  وتجاره ومريديه ,فهي اموال وعقارات شيدت من المال العام ,وليس من جيوب اولئك .. وان كان بينهم من شيد داره عن ارث او بجهد شخصي ,فليعاد له حقه , وان عجز عن اثبات ذلك , فخزينة الدولة احق بها ,وهي اموال الشعب الجائع  وغير المكتفي معيشيا ! ياحسرتي على تلك الدماء الزكية التي روت أرض العراق ..كل العراق .. وياحسرتي على نضالات شعب عرف بقوميته ووحدة اثنياته وبنخبه الفكرية , وبأن جامعاته تخرج الدارسين في ذات المناهج الطبية والهندسية للجامعات الرصينة ..وياحسرتي على قيم المحلة والمدينة !

لاننتخب من جربناهم و(شفناهم فوك وشفناهم حدر) , فلم نر الا (حرامية الدار ) !  ولنثق ( أن اللي استحوا ماتوا ) !