18 ديسمبر، 2024 11:23 م

عراق يوسف ومخالب آل يعقوب

عراق يوسف ومخالب آل يعقوب

صِراعٌ يتواصلُ بين أبناءِ الشعب العراقي وأعدائه, بمباركةِ أيادٍ خارجيةٍ نجحتْ بكسبِ بعضِ المحسوبينَ على الوطن, وأيادٍ داخليةٍ أوصلتْ الحالَ في العراق الى منعطفٍ خطيرٍ جداً, قد يتمُ عبورُ هذا المنعطف, ولكن تستحيل العودةْ عبرَ المنعطفِ نفسه بسبب ضعف بصيرة من يدعون انفسهم ” علية القوم ” فتأجيجُ الفتنةِ الطائفية ومحاولةُ قتلِ الروحِ الوطنية وشقِ الصفِ الوطني ، هو من اهمِ الركائزْ التي بثتْ سمومَ التفرقةِ بينَ أبناءِ الوطنِ الواحد لينعمَ المأجورون الذينَ تربعوا على صدورنا بنعمةِ مشاهدةِ منظرِ القتلَ والدمارِ الذي اصبحَ كالطوفان يجرفُ العراقيينَ الذين لم يلمسوا من ديمقراطيتهم الجديدة سوى النواحِ والعويل .
العراق هو جمجمة العرب ، هكذا نسمع ومنذ ان ابصرنا الحياة ونحن نحمل فوق ظهورنا أعباء غيرنا وكأن العرب ال يعقوب والعراق ” يوسف ” فما كان منهم الا ان تركوه طعما للذئاب ، ثم اذرفوا دموعهم كذباً عليه ، وهم اعلم من غيرهم ان مصيرهم لا يقل قسوةً منه في قادم الأيام . اخوة يوسف أرادوا ان يتبرؤوا من خوتهم له ، لغيرتهم منه ولصغرهم امامه ، فتآمروا عليه واوغلوا في خيانتهم له ، حتى وصل بهم الحال ان يستجيروا بالشياطين للخلاص منه ، لسبب بسيط ، كونه اشرفهم واشجعهم وانبلهم واكرمهم ، فكانت فعلتهم ان تركوا لحمه بين انياب الشيطان .
أبناء يعقوب فعلوا فعلتهم المشينة ثم عادوا ادراجهم فرحين بما جنت أيديهم ، اما أصحاب الجُب ، فانهم استنسخوا من أبناء يعقوب الكثير، حتى بات الجميع لا يفرق بين الأصل والشبه ، فذاقوا مرارة شرابهم الذي سقوه لغيرهم ، فأصبح طعم لعاب افواههم اشد حدة من مما يشربون ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
حكومة العشر سنوات ظلت هرمة وعقيمة على الدوام ، لكننا نراها شابة يافعة خصبة في سلب أموال الشعب ، تقف مثل الطود في زرع بذور الفرقة وتنحني حد القدم امام القرش الحرام ، حليفة للشيطان ، عدوة للرحمن ، يتكلمون بالديمقراطية، ولا يطبقون ابسط مقوماتها، يتمتعون بأقوى الامتيازات، ويحاربون من لا يمتلكها، يتكلمون بالنزاهة، بينما يركبهم الفساد من شعرهم حتى اخمص قدميهم ، هذا هو حال العراق اليوم بفضل صناع الديمقراطية الجدد ، من بلد ذات سيادة الى ارض وسماء منزوعة الإرادة .
اصبح العالم له قبلتان لحج الناس ، قبلةً يحج اليها من يطلب العفو والرحمة والغفران وقبلةً تجمع كل من يحمل بين يديه راية الرحمن ، في كلا المكانين تذرف دموع الانسان ، على ارض مكة تذرف الدموع خشية واستغفاراً وفي العراق تذرف الدموع انهارا على فلذات الاكباد الماً وحسرةً وفراقاً ، في النهاية الجميع سيبكي على يوسف وعلى قميصه ، وأولهم ال يعقوب ، فانهم سيبكون كالنساء على شقيق لم يحافظوا عليه كالرجال .