شكلت معركة الموصل لحظة تاريخية فاصلة في حياة العراقيين ،لانها تعد الان مفتاحا لتحرير العراق من رجس الاحتلال الامريكي والايراني معا،وبغض النظر عن من قام بهذا الفعل البطولي وازاح جيشا جرارا كان يجثم على صدور اهل نينوى ،مستخدما معهم ابشع وارذل وارخص الاساليب الطائفية والعدوانية والانتقامية ،فأن الوضع المأساوي في المدينة نتيجة تصرفات جيش المالكي اللاخلاقية كان مهيئا لاستقبال المخلصين لهم حتى لو كانوا من المريخ ،لذلك كانت فرحة اهل نينوى بهروب جيش نوري المالكي عارمة ومتشفية ،بالرغم من ان اهل نينوى لم ينتقموا ممن اساء لهم ،بالعكس زودوهم بال(دشاديش)،وذهبوا غير مأسوف عليهم،لكن هذا كان ايذانا بولادة مدينة جديدة لاتوجد فيها سيطرات ولاحواجز كونكريتية امام كل بيت وفرع وحي في الموصل،ناهيك عن الاهانات والانتهاكات والاعتقالات والاغتيالات المنظمة التي كان يشرف عليها شخصيا المجرم مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى واستخباراته، كما اثبتت كتب الاستخبارات التي عثر عليها بعد الهروب الكبير المخزي لهم ،في مقر عمليات نينوى ،ومن هؤلاء المغدورين الشهداء الابرار الشيخ محمد طاهر العبد ربة رئيس قبيلة الجبور في العراق والشيخ رشيد الزيدان رئيس قبيلة اللهيب والشيخ برزان البدراني رئيس قبيلة البوبدران والاعلامي واثق الغضنفري وقحطان سامي وسعد زغلول مستشارو محافظ نينوى وعشرات غيرهم وجلهم قادة للحراك الشعبي واعتصامات ساحة الاحرار بالموصل ،اذن كل هذا ساعد المسلحين لدخول مدينة الموصل دون مقاومة تذكر وشاهد العالم كله تخاذل وجبن جيش نوري المالكي امام هؤلاء الثواروهروبه بليلة ظلماء،تاركين شرفهم العسكري في ارض المعركة من اسلحة ودبابات وطائرات وصواريخ وثكنات محصنة وهمرات ،وهكذا انطلقت ثورة الشعب العراقي من نينوى التاريخ والحضارة الى بقية مدن ومحافظات العراق ضد ظلم وطغيان ودكتاتورية حكومة نوري المالكي ،لتحرير العراق من رجس الاحتلال الايراني الصفوي ،بعد ان هزمت المقاومة العراقية الباسلة الاحتلال الامريكي وطردته من ارض العراق ،اليوم معركة العراقيين جميعا مع الاحتلال الايراني وليس مع الشيعة الا من تخندق مع احزاب ايران وحكومتها ،حتى وان كان من السنة (سنة المالكي وهم كثر غير ماسوف عليهم)،لذلك توسعت الثورة وتحررت محافظة صلاح الدين والحويجة ومدن كثيرة في محافظات ديالى(جلولاء والسعدية واقضيتها وغيرها والان هي استحكمت الطوق كاملا على المحافظة باكملها امام ضربات وانتصارات الثوار)،وكذلك الانبار واقضيتها ونواحيها وحزام بغداد،الان المعركة الاخيرة هي تحرير بغداد وهي قاب قوسين او ادنى بفعل تصاعد عزيمة الثوار الابطال ،وقد ساعد الثورة وثوارها فشل العملية السياسية وصراعهاتها مع بعضها البعض،والذي وصل اقصى مداه بين نوري المالكي والتحالف الكردستاني ،وهذا الصراع المخجل ليس على وحدة العراق وانقاذه من وضعه الكارثي في القتل والفساد والحرب الطائفية وتهجير الملايين من ابنائه الى الشتات وانهاء الاحتلال الايراني بحرسه الثوري وفيلق قدسه وميليشياته الطائفية ،وانما صراعهم على المناصب والمكاسب والغنائم والنفوذ(يا لبؤسهم ولؤمهم)،فالانتخابات المزورة قد اوقعتهم في شر اعمالهم واعمى بصيرتهم المال والنفوذ ،ومضى على انتهاء الانتخابات اشهر ولم يستطيعوا تشكيل حكومة او رئاسات بسبب التناحر والخلافات ،وهكذا انشغلوا بالصراعات السخيفة على المناصب وتركوا الشعب بين مهجر وقتيل ومعتقل ومحروم،والدماء تملأ شوارع العراق ،لذلك كانت الثورة حبل انقاذ للشعب العراقي وهاهو يلتف حولها ويؤازرها ويراها المنقذ الوحيد له من حكومة جائرة فاسدة طائفية حاقدة ،تضرب ابنائها بالبراميل المتفجرة والصواريخ والراجمات والطائرات والمدفعية ،وهاهي الثورة تحقق اهدافها العسكرية بسهولة على جيش منهار تقوده الميليشيات الايرانية وحرس الثورة وفيلق القدس الايراني ،دون ان يكون للقادة العسكريين فيه الى الخنوع والخضوع لاوامر سيدهم الايراني والادلة كثيرة جدا ولم تعد سرية بل العكس ايران تتباهى بتواجدها في العراق وممشاركة جيش المالكي معاركه ضد شعب العراق ،والقتلى الطيارين وغيرهم خير دليل على ذلك وقبلها تصريحات رئيس وقادة ومرشد ايران الوقحة ضد شعب العراق ،اذن المعركة الان لم تعد بين جيش نوري المالكي والثوار كما يصورها الخبثاء والطائفيين وانما هي بين شعب العراق وثواره وبين ايران ومحرسها الثوري وفيلقها وميليشياتها واحزابها في العراق ،هكذا نرى المعركة وهي معركة مقدسة بامتياز لانها دفاع عن الارض والعرض والمباديء والتاريخ والهوية والحضارة ،انها باختصار قادسية ثالثة ،اما من يسميها خاسئا دواعش وبعثية وصدامية ووهابية وسعودية قطرية تركية فلينطح راسه باقرب حائط ،وماذا يسمى فتوى المرجع السيستاني للجهاد الكفائي ،وماذا يسمي ارتداء عمار الحكيم وحسن روحاني وقادة الاحزاب الطائفية ملابس الخاكي وماذا يسمي الميليشيات المسلحة التي تتجول في العراق وتقتل على الهوية وتهجر العراقيين من سنة واكراد، فلماذا حلال عليهم تدخل ايران وحرسها وفيلقها وميليشياتها ويحرم على الاخرين مساعدات عربية واقليمية ان وجدت ،لقد وصلت معركة الموصل اطراف بغداد بل ودخل الثوار الى اعماق بغداد انتظارا لساعة الصفر المتفق عليها قريبا جدا ،بعد استكمال انتصاراتها في بعض الاقضية والمدن المحيطة ببغداد ،والثورة عراقية لاانتقامية ولاطائفة هي ثورة كل العراقيين المحبين للعراق بسنته وشيعته وكرده وعربه وتركمانه وشبكه وايزيديه ومسيحييه وليست لمكون بعينه ولاتفردا في الحكم ،لان العراق لكل العراقيين ،وشعارها عفا الله عما سلف،نعم الثورة ماضية نحو اهدافها الوطنية لتحرير العراق من براثن الاحتلال الفارسي اولا ومن عملائه ثانيا ،الثورة انطلقت ولن تتوقف حتى التحرير الكامل واسقاط حكومة الاحتلال الاحتلالين الامريكي والايراني خونة العراق وسراق ماله وقتلة شعبه ،انه عراق مابعد معركة الموصل فلينتبهوا الحكام العرب وليساندوا الثورة العراقية ،كي لايصلهم الغراب والخراب الايراني الصفوي ويزيل عروشهم ،ساندوا السد العراقي المنيع ضد الاهداف المد الايراني الصفوي على دولكم ،ولاتفرطوا بها كما فرطتم من قبل ولايلدغ المؤمن من جحر مرتين ..