23 ديسمبر، 2024 2:36 ص

عراق عراقان … عراقي …؟

عراق عراقان … عراقي …؟

عزيزي القارئ الكريم، فيما يخص عنوان المقال، الذي هو اسم العراق حين يصرف، لكنه هنا وقف الصرف في مكانين ووضعت محلهما الأصفار، وتركت التأنيث والتذكير، بمعنى أن اسم العراق غير عربي لذا غير قابل للصرف وفق علم التصريف في اللغة العربية؟. يعنى أنه دخيل على لغة العرب كما أن العرب دخلاء على الأرض التي تحمل هذا الاسم غير العربي إلا وهو العراق؟. لمن لا يعلم، إن طريقة الصرف في اللغة العربية تكون بهذه الصيغة: مثال اسم البيت، المفرد بيت، المثنى بيتان، الجمع بيوت، النسبة بيتي، التصغير بويت، انصرف الاسم بشكل سليم لأنه اسم عربي لا غبار عليه.
بادئ ذي بدء أعتذر من المتابعين لكتاباتي، لأني أحياناً أكرر ما قلته في مقالات سابقة، وذلك بسبب جهل الإعلاميين والسياسيين العرب وتحديداً العرب في الكيان العراقي بماضي وحاضر الشعب الكوردي العريق.أو أنهم يعرفون الحقيقة، لكنهم بسبب العنصرية المقيتة، التي تربوا عليها منذ الصغر يستحمرون أنفسهم حتى يقلبوا الحقائق الناصعة التي لا تخدمهم وتخدم الشعب الكوردي. مثال ذلك الإمعة المدعو عدنان الطائي، المذيع في قناة دجلة الفضائية.. في كل حلقة من حلقات برنامجه الإسود الذي بلون قلبه يتهكم بالشعب الكوردي الجريح. وفي آخر اجترار له حين حاجج مستشار برلمان كوردستان الأستاذ (طارق جوهر) بأن الكورد جاءوا إلى كوردستان في قرن التاسع عشر، وادعى أن كاتباً كوردياً قال هذا. استحقره الأستاذ طارق ولم يرد عليه، فقط قال له من أين جئت بهذا الكلام الخرافي. يا عدنان، يفصلنا عن القرن التاسع عشر قرنان، بمعنى أن قائل هذا الكلام لم يكن موجوداً حينه، فعليه إذا يريد أن يكون صادقاً في ادعائه هذا وجب عليه أن يذكر المصدر الذي استقى منه هذه الأكذوبة الرخيصة، أنا كباحث في الشأن الكوردي والكوردستاني متأكد كل التأكيد أن ذلك الذي ادعى أنه كوردي ألف هذه الأكذوبة المفضوحة من خياله المريض. ثم يا عدنان، مثلما تبحث في صفحات الانترنيت وتأتي بمثل هذه الفزورات الرمضانية اذهب واقرأ مقالات وأبحاث وردود محمد مندلاوي التي تجاوزت الـ2000 صفحة على النيت عنده استحوذ على عقول مشاهديك بكلام ذلك الكاتب الكوردي اللقيط، عليه ما يستحق. أنا ومن هنا، أتحداك أنت وأمتك العربية والأعاجم الذين يحكمون العراق الآن بفوهات بنادق الحرس الثوري الإيراني المعروف شعبياً باسم حرس خميني أن تناظرونا عن تاريخ الشعب الكوردي ووطنه كوردستان في قنواتكم الصفراء، لكن قبل أن تقدموا على هذا، كي لا تنصدموا وتؤلمكم الحقيقة التي لم تعتادوا على تقبلها برحابة صدر،اذهبوا واقرؤوا كتاباتي في هذا المضمار حتى تعرفوا جيداً أنكم فارغون وجعبتكم خالية في هذا الموضوع الهام، الذي يخص حقيقة وجود الشعب الكوردي في عموم وطنه كوردستان الذي يبدأ من البحر إلى البحر.
دعونا الآن نخوض في ما تناقلته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة هذه الأيام عن إقليم كوردستان وشعبه المناضل، والهجمة الشرسة التي تقوم بها السلطة الشيعية الأعجمية في بغداد برئاسة حيدر العبادي، ذلك القزم الخبيث، طول متر و يحچي فَتل. عزيزي القارئ، اليوم لا نتحدث عن تاريخ كوردستان القديم، لأننا كتبنا عن هذا الموضوع مئات الصفحات وفق مصادر عالمية معتبرة ومن ضمنها المصادر العربية القديمة والحديثة عن وجود الشعب الكوردي في بلاد بين النهرين وكوردستان قبل الجميع، أكرر وأشدد على هذا قبل جميع الذين جاءوا إليها من جهات العالم الأربع. كما أسلفت اليوم نتكلم بشكل مختصر عن كوردستان وتحديداً جنوبي كوردستان منذ بداية قرن العشرين إلى يومنا هذا، لأن في الربع الأول من هذا القرن اللعين ألحق جنوبي كوردستان بفوهات بنادق البريطانيون بالكيان الذي استحدثوه وسموه العراق.
الذي لا يعلمه الكثيرون أن ما سمي بولاية موصل التي تشكلت عام 1879م كانت تسمى كردستان. أدناه خارطة الدولة العثمانية لممالكها في قارة آسيا تحمل تاريخ (1892م) كنت قد نشرتها سابقاً، ومكتوب عليها بالخط العريض كردستان، لكن القوم لا يتابعون ولا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون ولا يستوعبون. عزيزي القارئ الكريم، إذا لم تظهر الخارطة في سياق المقال اكتب في حقل الجوجل (Google): الخارطة العثماني، عندها ستظهر لك على الشاشة وانظر بنفسك ماذا كانت تسمى ولاية موصل، حتى اسم موصل ليس عربياً اسمها في الأصل مووسيلا هذا ما ذكره القائد اليوناني “كزنفون” حين مر بقربها في القرن الخامس قبل الميلاد ولم يذكر غير الكورد هناك باسم الكردوخيين:

وهذه الولاية أعني كوردستان وفق اتفاقية “سايكس بيكو” اللعينة كانت من حصة فرنسا؟؟ وهذه خارطة التقسيم أضعها أمامكم حتى لا تشككوا بكلامي. إذا لم تظهر لك الخارطة أكتب في حقل الجوجل: كتاب جديد يكشف: الصراع على النفط وراء نشوء القضية الفلسطينية:

نقول لكل من يقف مع ادعاءات بغداد الباطلة، لما لم نسمع ولم نرى وثيقة يتيمة من ذلك التاريخ تقول أن كوردستان التي سميت فيما بعد بولاية موصل عراقية ولا نقبل أن تقضمها فرنسا وتدمجها مع سوريا ولبنان اللتين كانتا من حصتها وفق الاتفاقية المشار إليها أعلاه!. وفيما بعد استطاع رئيس وزراء بريطانيا المكار “لويد جورج” في اتفاقية “سان ريمو” عام 1920 أن يخرج ولاية موصل من قبضة فرنسا مقابل 25% من نفط المنطقة (نفط باباگرگر) مع اعتراف بريطاني بالحكم الفرنسي على سوريا ولبنان. قيل حينها للمفاوض الفرنسي لا تتنازل لبريطانيا عن كردستان (ولاية موصل) إنها غنية بالنفط، لكنه لم يعرف حينه أهمية هذه المادة الحيوية كمصدر أساسي للطاقة. قال مازحاً: إذا احتاجيت لها سأشتريها من الصيدلية. وبعد أن استحوذت بريطانيا عليها من خلال ألاعيبها الخبيثة. فرض الحلفاء في مؤتمر “سان ريمو” الانتداب على بلاد بين النهرين. وفي العقد الثاني من قرن العشرين كان في جنوب كوردستان بمعزل عن بلاد بين النهرين المبعوث الخاص لبريطانيا تحت اسم حكومة الهند ينسق مع ملك (محمود الأول) ملك مملكة جنوب كوردستان واسمه “إي. دبليو. سي.نويل”. لكنه البريطانيون وعملائهم من الملكيين وعلى راسهم المقبور فيصل كعادتهم غدروا بالشعب الكوردي رغم تعهداتهم العديدة له بأنهم يعترفوا بحكومة كوردية الخ. حتى جاء عام 1932 عندما قبل فيه الكيان المستحدث بعصا الساحر البريطاني المسمى العراق عضواً في عصبة الأمم، لكن قبل أن يُقبل كعضو في هذه المنظمة الدولية وقع ممثل العراق نوري السعيد على الشروط التي فرضها المجتمع الدولي على العراق مطالباً إياه بمنح الشعب الكوردي كافة حقوقه القومية، إلا أن سلطات العراقية العنصرية، منذ اللعين فيصل الأول وحتى القزم حيدر العبادي لم تلتزم بتلك الشروط ولم تطبقها كما يجب، وبسبب هذه التجاوزات العنصرية الخطيرة على الشعب الكوردي وصل هذا الشعب الجريح إلى حالة من اليأس مع هؤلاء الأوباش لا تطاق، فعليها اتخذ قراره الصائب في 25 09 2017 وذلك باستفتاء شعب جنوب كوردستان، هل سيقبل بالبقاء مع الكيان العراقي شريكاً ضمن اتحاد شكلي؟ أم يفك ارتباطه معه ويؤسس دولته الوطنية أسوة بدول العالم؟ كما شاهد العالم في ذلك اليوم المشهود، اتخذ الشعب الكوردي قراره التاريخي بنسبة 92,7% بفك ارتباطه القسري الذي كبل به مع الكيان العراقي المصطنع، الذي لا زال يغتصب نصف مساحة جنوب كوردستان، وإعلان دولته الوطنية التي لم يرق للأعاجم، حكام بغداد الجدد، فعليه جندوا جميع عصاباتهم الإجرامية من الميليشيات الوقحة إلى الأقلام الصفراء والأفواه المغرضة التي تنطق سموماً ضد الشعب الكوردي المسالم. لقد شاهدت أحدهم بأم عيني على اليوتيوب وهو شويخ.. زعم من على المنبر الحسيني بعد أن هجم هجوماً ضارياً وواسعاً على الشعب الكوردي وقيادته المتمثلة بالرئيس (مسعود البارزاني)، زعم: أن للتر كمان في طوزخورماتو ثلاثة نواب في برلمان العراقي وليس للكورد نائب واحد فيه عن هذه المدينة. حقيقة لم تنهضم عندي هذه الكذبة السخيفة التي زعمها هذا الرافضي..، على أثره ذهبت إلى الانترنيت، وبحثت في الموسوعة التي فيها معلومات عن طوزخورماتو وإذا بنفوس خورماتو حسب إحصاء عام 2014 (119000)، للعلم أن الحصول على مقعد واحد في البرلمان العراقي يحتاج إلى (100000) صوت، هل علمت الآن عزيزي القارئ الدجل والتدليس الذي يسطره ويبوح به هؤلاء الدجالون السفاحون. حقاً يا شيخ أن لقبك الطفيلي قياس عليك لأنك فعلاً طفيلي، أنت شخص رخيص جداً يا شيخ. إذا سمح الوقت سأفرد له مقالاً للرد على كل ما اجتره في محاضرته العدائية، التي دلس فيها إلى حد التقزز والاشمئزاز، كل هذا التلفيق الذي قام به ذلك الطفيلي من أجل الاستحواذ على عقول وأفئدة عوام الشيعة وتحشيدهم ضد الشعب الكوردي المسالم في كوردستان وتحديداً في مدينته التاريخية خورماتو. ليس هذا الشيخ الطفيلي فقط قام بهذه المسرحية الفاشلة، هناك عدداً من الشيوخ والمواكب الحسينية قاموا بأداء أدوارهم.. التي أوكل إليهم من قبل أحزابهم السياسية المغلفة بغلاف الدين والمذهب. حقاً أن هؤلاء غير عاقلون كما شهد به القرآن: لعلكم تعقلون.
30 09 2017