العراق بلد الحضارت العريقة القديمة والتي كان منها اكتشاف النار التي كانت نورا ضد ظلام الليل واداة طبخ ومن اول الألوان مع الدم لون الفحم ودليلا للمسافر الا انه في عراقنا اليوم الدخان هو كل شيء الانسان دخان والقادة والساسة وعودهم محض دخان مواقف دخان وتصريحاتهم دخان قراراتهم دخان ملوث بالدخان وكما الدخان لافائدة منه الا الضرر والاذى ويطير ولا بقاء له الجو ملوث بالدخان والخدمات كالكهرباء دخان مولدات وراتب الفقير دخان وكذلك الامن والأمان قد طار في مفخخات الدخان حتى صار الانسان عندنا دخان في دخان لاشيء له لاقرار لا امل ولاتحدي ولا حرية ولاجل ذلك كله لاحاجة لان يكون شعبنا مدمنا على دخان المخدرات تكفيه دخان السكائر والنيركيليات يكيفه أوهام وعود الساسة والطائفية كمخدر ودخان البنادق وطبعا دخان البنادق مسلسل كاوبوي امريكي قديم كنا نتابعه بشغف بالغ ونحن صغار الى درجة ان شوراع بغداد كانت تكاد خالية عن عرضه في السبعينات ولا انسى رائعة احسان عبد القدوس حتى لايطير الدخان التي فضح فيها زيف النظام الناصري حيث رفض كمال ومدحت ورؤوف أبناء الذوات الأغنياء مدمني الحشيشة إقراض صديقهم فهمي عبد الحميد الفقير المال اللازم لإجراء علمية جراحية لأمه التي تموت فيقرر الانتقام منهم . ينتهي من دراسته ويكون ثروة كبيرة بطرق مشبوهة . ينجح فهمي في الانتخابات ويتسبب بنفوذه في تعطيل صفقه فاكهة لمدحت فيضطر لبيعها بمبلغ رخيص حتى لا تفسد ، تضيق خيرية الاستقراطية بظروف زوجها مدحت المادية المتدهورة . تتقرب من فهمي الذي يشجعها على طلب الطلاق حتى يتزوجا وبذلك يحقق انتقامه منها ويتركها عندما رفضت الزوج منه من قبل لفقره. في ليلة زفافه بجارته القديمة سنية الفقيرة البائسة تفاجئ فهمي أزمة مرضية تودي بحياته . وحتى لا يطير الدخان في العراق نجد ان القادة يزاولون التسقيط أسلوبا كي لا يطير خداع الحلم بجنة الإنقاذ لان القائد قد تم إعاقة عمله من قبل الغير وكل غير هو عدو ولان القائد قد حكم على الشعب بانه مذنب في غبائه وجهله وبالتالي معصيته يجب على الشعب ان يصبر على القائد وان فاحت رائحة التعفن الى درجة لم يعد معها رش العطور مجديا في إخفاء تفسخ جثة الحلم او حتى محاولة التحنيط فيمكن ان نجعل بعض الاتباع كبش محرقة لاضير لان القائد فوق العصمة فوق السؤال فوق الخطأ وعلى التابع ان يكون مثله مثل الحمار يحمل اسفارا ومن دخان الى اخر بستمر الضجيج الا ان الدخان عمره قصير ولا بد من انقشاع سحابة دخان الخديعة وضباب النفاق مهما حاولوا اشعال نار مدخنة جديدة لان حبل الكذب قصير جدا ولا عزاء للجهلة الاغبياء.