الى رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي والوزيرة عديلة حمود
لولا أن ألآرهاب التكفيري يعصف بالعراق والمنطقة لقلت لجميع العراقيين مسؤولين وغير مسؤولين عليكم بصحة الناس حيث بات يعتدى عليها , وعليكم بالطب حيث أصبح مختطفا من قبل نفوس شرهة وعقول مريضة وضمائر ميتة لاينفع معها النصح ولا الموعظة ولا زيادة الراتب ولا أعطاء السكن ولا السيارة ولا الموبايل , فالكادر الطبي تحول الى سمسار عقارات وجاني موبيليات ومدخر في البنوك ومساهم في الشركات ومرشح في ألآنتخابات , وراكض وراء النساء الحسناوات , وبائع للمهنة والكرامة بالدنانير والدولارات , والمريض عنده بضاعة لزيادة رصيده اليومي فهو لايقبل بأقل من ” 100″ مراجع يوميا في عيادته الخاصة التي لايتوفر فيها التبريد وألآضاءة ولا الماء والمرافق الصحية وهي أبسط الخدمات .
بعد هذه المقدمة القصيرة , أود أن أعرض مشاهدا ومواقف تحدث وتتكررفي المستشفيات وعيادات ألآطباء مع المواطن العراقي المريض الذي ترك من قبل وزارة الصحة ونقابة ألآطباء ولجنة الصحة في مجلس النوام ” النواب ” ومجالس المقاولات وألآيفادات ” مجالس المحافظات ” الذين أصبحوا سماسرة تعيين لمدراء مستشفيات فاشلين , ولمدراء عامين فاسدين , ولوكلاء وزارات فارغين ولوزراء مغلوبين على أمرهم يدفعون الجزية لاحزابهم وهم صاغرين , ومن يستطع منهم أن يثبت عكس ذلك للرأي العام العراقي فأني أعتذر سلفا وأقبل جبين كل من يكون شجاعا ويتحلى بوطنية وضمير حي , فبلدنا يحتضر فيه الطب بعد أن كان أطباؤنا موضع أحترام في بريطانيا وكان بعض مرضى الدول المجاورة مثل تركيا وألآردن والكويت يراجعون مستشفياتنا وأطباءنا المهرة , اما اليوم فمياهنا ملوثة , ودوائنا مغشوش , وكثير من غذائنا فاسد , وأخلاق المهنة الطبية معدومة أن لم تكن متحللة منحرفة عن معاني وشرف المهنة ألآنسانية فتحولت الى بيع وشراء يتساوى في ذلك الطبيب والصيدلي والممرض ومن أصبح عشابا معتديا على المهنة , ومن أصبح حجاما لايعرف من علم الطب شيئا .
المشاهد والمواقف المحزنة طبيا
1- مريضة راجعت طبيبة في بغداد فقالت لها عندك المرارة ملتهبة ويراد لها عملية جراحية تكلف مليوني دينار عراقي , وأضطرت المريضة أن تجمع مالدى عائلتها من مال وأجرت لها الطبيبة عملية أستئصال المرارة , وبعد ستة أشهر شعرت المريضة بألم في بطنها راجعت طبيبا فقال لها عندك مرارة ملتهبة ؟ قالت : دكتور أنا أجريت عملية رفع المرارة ؟ قال لها هذه صورة المرارة خذيها وأعرضيها على بقية ألآطباء , وفعلا ثبت أن المرارة لم تستأصل ؟ من المسؤول عن هذا العمل ألآجرامي بحق الناس ؟ سؤال بذمة الجميع
2- شاب عمره “26” سنة يعاني من سمنة راجع أحد الجراحين في أحدى المحافظات فقال له نجري لك عملية ازالة الشحوم من البطن , وخضع الشاب للعملية , فمات من جراء العملية فورا ورفعت عائلته شكوى ضد الجراح ؟ هل هذا طب أم جزارة يتعرض لها العراقيون بأسم الطب , كما يتعرضون للموت بالتفجيرات والمفخخات والعبوات وألآحزمة الناسفة من العصابات التكفيرية التي يحلو للبعض تسميتها بالمطالب الشعبية التي حركت نخوة عربان الخليج ليمدوهم بالمال أرضاءا لآسيادهم ؟
3- مريضة قيل لها أنها مصابة بسرطان الثدي , خضعت لجراحة رفع الثدي , ثم اعطيت جرعات كيمياوية , وعندما سافرت الى لبنان وأعيدت لها الفحوص المخبرية والنسيجية وألآشعة لم يظهر وجود سرطان عند المرأة ؟ من يتحمل مسؤولية ذلك العبث بصحة وحياة الناس ؟
4- شاب تعرض لحادث فقطع رابط عضلة من عضلات ساقه , راجع مستشفى حكومي تعليمي , أدخل الساعة العاشرة صباحا في قسم الطوارئ وكان مليئا بألآطباء المقيمين والممريضين , والى الساعة الثانية عشر ظهرا لم تقدم له ألآسعافات الاولية , وبعد أتصالات مع مدير الصحة وبعض المسؤولين لم تجرى له عملية ربط وخياطة العضلة ألآ الساعة العاشرة مساءا ؟
5- مريض يعاني من ماء في عينه راجع طبيب عيون فأجرى له عملية في مستشفى خاص فخرج من العملية فاقدا لبصرة ؟ وكثير من هذه الحوادث تتكرر في العراق مما جعل المرضى مضطرين يذهبون الى الهند وأيران ولبنان وعمان
6- عائلة راجعت مختبرا لاجراء فحص ” أج اي في ” وهو فحص سيرولوجي يستغرق 72 ساعة بينما قام صاحب المختبر بأعطاء النتيجة بعد خمس دقائق وأخذ ” 40 ” الف دينار مما يعني أنه لم يقم بالتحليل وأنما أكتفى بسحب الدم وكتب على ورقة التحليل سالبا وهو نوع من الكذب والغش وسرقة مال المرضى , فمن المسؤول عن ذلك والى متى يظل الطب بيد مرضى النفوس بلا حساب ولا عقاب , علما بأنه من الناحية الشرعية ألآسلامية يسجن ألآطباء الجهلة ؟
7- من يطلع على ردهات المستشفيات الحكومية بعد الظهر يجدها لاتختلف عن محطات كراجات السيارات والمزارات الدينية , فبعض المرضى يفترشون ألآرض ؟
8- المستشفيات الخاصة أصبحت تسمى مستشفيات ألآكرامية نتيجة مايعانيه أقراباء المرضى من طلب ألآكرامية من كل العاملين في المستشفى نتيجة غياب المسؤولية والتنظيم الصحيح فضلا عن التسعيرة المزاجية التي لاتخضع لضوابط ؟
9- صالات العمليات الجراحية في أغلب المستشفيات تسودها الفوضى وعدم توفر النظافة وهي أشبه بالخانات والمقاصل منها الى صالات عمليات مكيفية ومعقمة وذات نظام صارم في الدخول والخروج
10- صالات الولادة في المستشفيات الحكومية بعد الظهر تخضع للقابلات الاتي يأخذن أجورا لاتقل عن ” 200 ” الف دينار ؟ فكيف يحدث هذا ؟ وأين المسؤولين ؟
هذه بعض المشاهد المحزنة والمخزية وهناك مشاهد فحص النساء خمسة خمسة في عيادات الطبيبات النسائية , وفحص المرضى خمسة خمسة في عيادات ألآطباء نتيجة غياب المراقبة وموت الضمير المهني الطبي , وهناك الصيدليات التي تدار من قبل غير الصيادلة وهي جريمة تضاف الى جرائم الممارسة الطبية غير القانونية , وهناك أطباء الرقابة الصحية والمفتشون ممن يتعاقدون مع المطاعم بتزويدهم طعام عوائلهم مجانا وهي ممارسة هابطة أخلاقيا ؟ هل رأيتم كما قلت لكم لولا ألآرهاب لكان الوضع الصحي أولا من غيره بالعناية وألآهتمام ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق ؟