23 ديسمبر، 2024 11:36 ص

عراق بلا مستشفيات وأطباء بلا رحمة وموظفون بلا مسؤولية

عراق بلا مستشفيات وأطباء بلا رحمة وموظفون بلا مسؤولية

الى رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي والوزيرة عديلة حمود

لولا أن ألآرهاب التكفيري يعصف بالعراق والمنطقة  لقلت لجميع العراقيين مسؤولين وغير مسؤولين عليكم بصحة الناس حيث بات يعتدى عليها , وعليكم بالطب حيث أصبح مختطفا من قبل نفوس شرهة وعقول مريضة وضمائر ميتة لاينفع معها النصح ولا الموعظة ولا زيادة الراتب ولا أعطاء السكن ولا السيارة ولا الموبايل , فالكادر الطبي تحول الى سمسار عقارات وجاني موبيليات ومدخر في البنوك ومساهم في الشركات ومرشح في ألآنتخابات , وراكض وراء النساء الحسناوات , وبائع للمهنة والكرامة بالدنانير والدولارات , والمريض عنده بضاعة لزيادة رصيده اليومي فهو لايقبل بأقل من ” 100″ مراجع يوميا في عيادته الخاصة التي لايتوفر فيها التبريد وألآضاءة ولا الماء والمرافق الصحية  وهي أبسط الخدمات .

بعد هذه المقدمة القصيرة , أود أن أعرض مشاهدا ومواقف تحدث وتتكررفي المستشفيات وعيادات ألآطباء  مع المواطن العراقي المريض الذي ترك من قبل وزارة الصحة ونقابة ألآطباء ولجنة الصحة في مجلس النوام ” النواب ” ومجالس المقاولات وألآيفادات ” مجالس المحافظات ” الذين أصبحوا سماسرة تعيين لمدراء مستشفيات فاشلين , ولمدراء عامين فاسدين , ولوكلاء وزارات فارغين ولوزراء مغلوبين على أمرهم يدفعون الجزية لاحزابهم وهم صاغرين , ومن يستطع منهم أن يثبت عكس ذلك للرأي العام العراقي فأني أعتذر سلفا وأقبل جبين كل من يكون شجاعا ويتحلى بوطنية  وضمير حي , فبلدنا يحتضر فيه الطب بعد أن كان أطباؤنا موضع أحترام في بريطانيا وكان بعض مرضى الدول المجاورة مثل تركيا وألآردن والكويت يراجعون مستشفياتنا وأطباءنا المهرة , اما اليوم فمياهنا ملوثة , ودوائنا مغشوش , وكثير من غذائنا فاسد , وأخلاق المهنة الطبية معدومة أن لم تكن متحللة  منحرفة عن معاني وشرف المهنة ألآنسانية فتحولت الى بيع وشراء يتساوى في ذلك الطبيب والصيدلي والممرض ومن أصبح عشابا معتديا على المهنة , ومن أصبح حجاما لايعرف من علم الطب شيئا .

المشاهد والمواقف المحزنة طبيا

1-   مريضة راجعت طبيبة في بغداد فقالت لها عندك المرارة ملتهبة ويراد لها عملية جراحية تكلف مليوني دينار عراقي , وأضطرت المريضة أن تجمع مالدى عائلتها من مال وأجرت لها الطبيبة عملية أستئصال المرارة , وبعد ستة أشهر شعرت المريضة بألم في بطنها راجعت طبيبا فقال لها عندك مرارة ملتهبة ؟ قالت : دكتور أنا أجريت عملية رفع المرارة ؟ قال لها هذه صورة المرارة خذيها وأعرضيها على بقية ألآطباء , وفعلا ثبت أن المرارة لم تستأصل ؟ من المسؤول عن هذا العمل ألآجرامي بحق الناس ؟ سؤال بذمة الجميع

2-   شاب عمره “26” سنة يعاني من سمنة راجع أحد الجراحين في أحدى المحافظات فقال له نجري لك عملية ازالة الشحوم من البطن , وخضع الشاب للعملية , فمات من جراء العملية  فورا ورفعت عائلته شكوى ضد الجراح ؟ هل هذا طب أم جزارة يتعرض لها العراقيون بأسم الطب , كما يتعرضون للموت بالتفجيرات والمفخخات والعبوات وألآحزمة الناسفة من العصابات التكفيرية التي يحلو للبعض تسميتها بالمطالب الشعبية التي حركت نخوة عربان الخليج ليمدوهم بالمال أرضاءا لآسيادهم ؟

3-    مريضة قيل لها أنها مصابة بسرطان الثدي , خضعت لجراحة رفع الثدي , ثم اعطيت جرعات كيمياوية , وعندما سافرت الى لبنان وأعيدت لها الفحوص المخبرية والنسيجية وألآشعة  لم يظهر وجود سرطان عند المرأة ؟ من يتحمل مسؤولية ذلك العبث بصحة وحياة الناس ؟

4-   شاب تعرض لحادث فقطع رابط عضلة من عضلات ساقه , راجع مستشفى حكومي تعليمي , أدخل الساعة العاشرة صباحا في قسم الطوارئ وكان مليئا بألآطباء المقيمين والممريضين , والى الساعة الثانية عشر ظهرا لم تقدم له ألآسعافات الاولية , وبعد أتصالات مع مدير الصحة وبعض المسؤولين لم تجرى له عملية ربط وخياطة العضلة ألآ الساعة العاشرة مساءا ؟

5-  مريض يعاني من ماء في عينه راجع طبيب عيون فأجرى له عملية في مستشفى خاص فخرج من العملية فاقدا لبصرة ؟ وكثير من هذه الحوادث تتكرر في العراق مما جعل المرضى مضطرين يذهبون الى الهند وأيران ولبنان وعمان

6-  عائلة راجعت مختبرا لاجراء فحص ” أج اي في ” وهو فحص سيرولوجي يستغرق 72 ساعة بينما قام صاحب المختبر بأعطاء النتيجة بعد خمس دقائق وأخذ ” 40 ” الف دينار مما يعني أنه لم يقم بالتحليل وأنما أكتفى بسحب الدم وكتب على ورقة التحليل سالبا وهو نوع من الكذب والغش وسرقة مال المرضى , فمن المسؤول عن ذلك والى متى يظل الطب بيد مرضى النفوس بلا حساب ولا عقاب , علما بأنه من الناحية الشرعية ألآسلامية يسجن ألآطباء الجهلة ؟

7-   من يطلع على ردهات المستشفيات الحكومية بعد الظهر يجدها لاتختلف عن محطات كراجات السيارات والمزارات الدينية , فبعض المرضى يفترشون ألآرض ؟

8-  المستشفيات الخاصة أصبحت تسمى مستشفيات ألآكرامية نتيجة مايعانيه أقراباء المرضى من طلب ألآكرامية من كل العاملين في المستشفى نتيجة غياب المسؤولية والتنظيم الصحيح فضلا عن التسعيرة المزاجية التي لاتخضع لضوابط  ؟

9-  صالات العمليات الجراحية في أغلب المستشفيات تسودها الفوضى وعدم توفر النظافة وهي أشبه بالخانات والمقاصل منها الى صالات عمليات مكيفية ومعقمة وذات نظام صارم في الدخول والخروج

10-  صالات الولادة في المستشفيات الحكومية بعد الظهر تخضع للقابلات الاتي يأخذن أجورا لاتقل عن ” 200 ” الف دينار ؟ فكيف يحدث هذا ؟ وأين المسؤولين ؟

هذه بعض المشاهد المحزنة والمخزية  وهناك مشاهد فحص النساء خمسة خمسة في عيادات الطبيبات النسائية , وفحص المرضى خمسة خمسة في عيادات ألآطباء نتيجة غياب المراقبة وموت الضمير المهني الطبي , وهناك الصيدليات التي تدار من قبل غير الصيادلة وهي جريمة تضاف الى جرائم الممارسة الطبية غير القانونية , وهناك أطباء الرقابة الصحية والمفتشون ممن يتعاقدون مع المطاعم بتزويدهم طعام عوائلهم مجانا وهي ممارسة هابطة أخلاقيا ؟ هل رأيتم كما قلت لكم لولا ألآرهاب لكان الوضع الصحي أولا من غيره بالعناية وألآهتمام ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق ؟