17 نوفمبر، 2024 9:43 م
Search
Close this search box.

عراق بلا شيعة بدون نكهة وبلا سنة بدون طعم

عراق بلا شيعة بدون نكهة وبلا سنة بدون طعم

أنا أكثر العراقيين ابتلاءا وأكثرهم سخطا وأكثرهم ضياعا وأكثرهم تحسرا وأكثرهم امتعاضا بسبب ابتلاء بلدي بالعقلية الصنمية التخلفية المذهبية،فانا انتمي من جهة الأم العلوية إلى المذهب الجعفري الأصيل ومن جهة الأب السعدوني لمذهب أهل السنة،هذا الانتماء المزدوج وضعني في خانة التائهين،فلا استطيع أن أقف مع احدهم ولا استطيع أن اترك احدهم، كيف أقف مع أبي وأتناسى كيف إن والدتي تذهب بي إلى الأئمة الأطهار وتطوف بي وتطلب منهم أن يحفظوا ابنها،كيف أتناسى عدالة الخليفة الثاني (رض) عندما يشرح لي والدي ماهية العدالة،كيف أتناسى قصص وأحاديث والدتي عندما تذكر زهد الإمام والخليفة الرابع أبا تراب (ع )،كيف أتناسى فلسفة الإمام الصادق (ع) ونباهة تلميذه المقرب أبا حنيفة النعمان ( رحمه الله )،كيف أنسى النذور التي تطلبها العلوية من الأئمة الأطهار ومن أم البنين وتوزيع خبز العباس (ع) بعد أن أقدم لها شهادتي عندما أتفوق بالامتحانات،كيف أنسى الاحتفال الذي يقوم به والدي رحمه الله كل عام بمناسبة ولادة الرسول الأعظم (ص)،هل انسلخ من أهل العلوية أو أتبرأ من أهل الأب ،لا اعرف معنى للطائفية قبل عام 2006 وأنا من درس الفلسفات بأنواعها منها الإسلامية والحديثة والمعاصرة واليونانية والوسيطة ومن تمعن بقراءة كتب التاريخ ونظريات علم النفس والكتب التي تتحدث عن الديانات الوثنية والسماوية والكتابية واللا كتابية،كنت أتوقعها بعيدة عن واقع العراقيين لأننا متصاهرون متآزرون متحابون مقربون،يحاولون قادة الأحزاب الإسلامية الآن من إثارة الطائفية من جديد لأنهم كالطفيليات التي لا تستطيع أن تستمر بدورة الحياة إلا في الأماكن القذرة ،ليس في يدي حيلة إلا أن اجلس على التل وابتهل من الله أن يحفظ العراق ، يحفظ أهل السنة من الأبرياء،يحمي شيعة العراق من البسطاء الأبرياء،لو كان لي قرار وسلطة دكتاتورية لكنت قد قطعت لسان كل رجل دين مسيس يتكلم بالطائفية وعلى الهواء مباشرا وحينها لا اهتم إن نعتوني بالمجرم، بالدكتاتور، بالمتسلط، بهتلر العراق، لأني سأكون مرتاح الضمير عندما أشاهد هذه الألسن تقطع لأنهم ارتكبوا اكبر جريمة بحق بلد الرافدين، فالعراق يبقى بلا نكهة وبلا طعم إن كان بدون شيعته وأهل سنته.
[email protected]

أحدث المقالات