23 ديسمبر، 2024 5:24 م

عراق اللا دولة المفاجيء!!

عراق اللا دولة المفاجيء!!

مجرد متابعة ما ينشر من أخبار و تحليلاات و مواقف على ” الطريقة الايرانية” يكتشف العراقي نفسه بدون دولة أو قوات مسلحة و بالتالي بلا وجود، فالجميع يتحدث عن تدخل في العراق لانقاذه من سطوة داعش، فالطيران الفرنسي يعود الى العراق بعد ربع قرن على قصف جزيرة خرج الايرانية و نتائج سمها الشهير، و المقاتلات الأمريكية ليست بحاجة الى تصريح عمل في الأجواء العراقية وكذا الحال بالنسبة لكل ” آهل النخوة الأوروبية”، بينما لا نسمع حسيسا للموقف العراقي الرسمي،و كأن الاحتلال بات ماركة مسجلة للعراق حتى على المستوى الشعبي فردود الأفعال على استباحة سيادة الوطن لا ترى بالعين المجردة، بعد ان كان العراقيون يتقدمون الصفوف في محاربة الأمبريالية و التدخل الأجنبي!!

غريب هذا الزمن فقد انتقل العراق من حال الى أخر ، من الصوت الأقوى في رفض الهيمنة و التسلط الخارجي الى العبد المطيع في تنفيذ الأوامر الخارجية التي وصلت حدود الاستهانة بقدرة العراق في الدفاع عن نفسه، حيث يقول وزير الخارجية الايرانية محمد ظريف ان المساعدة الايرانية العاجلة للعراق منعت سقوط الحكومتين العراقية واقليم كردستان بيد تنظيم “داعش” ، بينما يعترف الجعفري في مجلس المن باستباحة سيادة العراق.

لانريد الاضافة على قول ظريف أي شيء فهو واضح في نفاذ صلاحية القرار العراقي، لكن مطلوب منا التساؤل عن الأسباب و القوى التي تقف وراء مهمة تحويل العراق الى طالب فاشل في امتحانات القدرة و الكفاءة و المطاولة!!و الجواب لا يتحمله العراق ككيان و جغرافيا و مؤسسات مدنية بل يقع وزر كل ما جرى و يجري على عاتق مطبلي الاحتلال و أخواته، الذين تركوا الوطن و ركبوا قارب الهزيمة صوب المال و الفساد، لذلك وقع المحظور لأن البخيل لن يكون شجاعا و العميل يراقب ظله، فما هو الحل كي ينهض العراق!!

نحن لا ندعي معرفة بالوصفات الجاهزة لعلاج الشيخوخة و انفصام شخصية القرار، لكن ما تعلمناه في رحلة الزمن هو ان الدول تتقدم بالقيادة المنسجمة و سيادة القضاء و حرمة المال و القرار الوطني، و بعكسه تتحول الى دولة فاشلة يعطف عليها من هب و دب و الأمثلة كثيرة، و لأن العراق ركيزة الأستقرار في المنطقة و العالم وأن عدم هدوء جبهاته منذ ربع قرن أنجب تناقضات غير متوقعة، فانه حان الوقت للاتفاق على ثلاثية حكم قبل عض أصابع الندم، لأنه بدون سيادة القرار العراقي على قاعدة من الشراكة الحقيقية و تجاوز عقدة الماضي، وبدون التباهي بالحديث عن العراق و التشرف بحمل مسؤولية القرار فيه، وقبل قهر اسباب التخندق العرقي والطائفي بكل عناوينه، نقول بدون هذه الثلاثية لن يجلس العراق في مكانه الصحيح، فهل هناك من رجل رشيد يقود البلاد و العباد نحو بر الأمان بعيدا عن الفواجع و المآتم و نهب المستقبل من عيون الأطفال!!

أعتقد أن العراق يمتلك كل شيء لكنه بأمس الحاجة الى قيادة تأخذ عزتها من تضامن أبناء شعبها لا التحالفات الدولية التي تزرع الشر لتحصد موارد البناء في بلدانها على حساب الخراب عند الضحية.. و العراق نموذجا فيما يجري فلنتكاتف للمحافظة على وحدته لا تفتيت المتبقي منها بجيوش ثانوي و بنادق مستوردة و مقاتلات لا تعرف الرحمة!!

*[email protected]