7 أبريل، 2024 6:13 ص
Search
Close this search box.

عراق الأخطاء والخطايا…!

Facebook
Twitter
LinkedIn

العراق الذي دخل في دائرة مفرغة من الأخطاء والخطايا منذ عام 2003 , وما تعلم ساسته أو إرعوى واحد منهم ورأى بعيون الوطن ومصالحه وإحترام شعبه , وتوفير أبسط الخدمات الإنسانية لهم , فلا يزالون يعانون من أزمة الكهرباء والنقل وغيرها من الخدمات الضرورية والأساسية , فالجميع مشغولون بغنائم السلطة والثروة , والخطة معروفة ومرسومة وتجري وفقا لجداولها الزمنية. وإلا لا يمكن أن يُعقل بأن الجالسين على الكراسي بهذه السذاجة والعمى الوطنى , وفقدان الحس الإجتماعي وفهم ما يجري في البلاد , ذلك أن جميع الخطوات التي إتخذتها الحكومة مبنية على تنمية المشاكل وزيادة الخطايا. فمنذ 2003 وحتى اليوم قتل مئات الآلاف من العراقيين وشُرد أضعافهم , وتحوّلت البلاد بأسرها إلى ثكنات عسكرية , تنتشر فيها نقاط التفتيش والبوابات أينما تذهب , وما إنقطعت الإنفجارات والدمارات , بل أنها بتزايد وإنتشار , وما تم إنجازه السجون والمعتقلات , ومسيرات الدموع التي لا مثيل لها في أي مجتمع في هذه الدنيا. دائرة أخطاء وخطايا , قتلت الفرح والأمل وأمعنت في زيادة الفساد والفقر والجريمة , والمعتقلين والأيامى والثكالى والأرامل , وتفننت في محاربة الإنسان العراقي في كل مكان , فلا إبن الجنوب ينعم بالأمن والرفاهية ولا إبن الوسط , ويشذ عن ذلك إبن الشمال. واللغز المحير أن الذين يتسيّدون على القرار في البلاد قد أمعنوا بالتبعية للآخرين , وكأنهم الدمى التي تنفذ الأجندات ويتم تحريكها عن بُعد , وبقيت السيادة مُصادرة والحرية ممنوعة , والتغني بالديمقراطية المُخادعة على أشده , حتى تحولت إلى إنتخابات وحسب , وبيع وشراء للأصوات والذمم. وقد كتب الأخوة الكتاب الكثير جدا من الدراسات والتحليلات , ولم يدخر المثقفون العراقيون جهدا في تناول جميع ما يخطر ولا يخطر على بال من التوقعات والنتائج والتداعيات , ووضعوا الحلول وقدموا التوصيات والرؤى البحثية العلمية والعملية , ولا مَن يقرأ أو يسمع.
ولا أظن المثقفين العراقيين جميعا قد قصّروا بتقديم الأفكار والحلول لجميع المشاكل والعقبات ومنذ البدء , وبقيت كتباتهم وأفكارهم مهملة ومتهمة ومحسوبة على ما لايجب أن تحسب عليه , وقلنا مرارا إنها إستشارات وطنية مجانية يجب أن يَسعد بها مَن هم في الحكم , ولكن هيهات أن يسمعوا أو يدركوا , فلا حياة لمن تنادي. إنه لمن المؤلم والمفجع , أن يُصاب البلد بما يُصاب به , وفيه جمهرة من المفكرين والمثقفين القادرين على إيجاد الحلول لأصعب المشكلات والمعضلات. ويبدو أن أدوارا إنتهت وأخرى بدأت , وستكون التداعيات على أشدها وأقساها , والخسائر لا يمكن تصورها , والمآسي لن يتوقف ناعورها , والمقص بدأ بتقطيع بدن البلاد , والله تعالى أدرى بما يتوطن رحم المستقبل , وعاشت الفئوية والنعرات الطائفية , التي إجتثت الوطن والمواطنة والوطنية…!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب