22 ديسمبر، 2024 11:16 م

عراقي ميز نفسه بوضع الأمان ..فمات من الضحك نشوان !

عراقي ميز نفسه بوضع الأمان ..فمات من الضحك نشوان !

إشتعلت النيران بعشوائية أحد الفقراء المعدمين بسبب مدفأة- ستوك أم الدخان – تصدقت بها عليه إحدى المنظمات – الخيارارارية – وليس الخيرية ، فقام الجيران – فزعة – بإطفاء الحريق بمياه بركة آسنة قريبة في طريقها ﻷن تصبح نهرا ثالثا مليءبالاطارات وهياكل السيارات ومخلفات المفخخات وملايين الهوام والحشرات ، ما أسفر عن إصابة رب اﻷسرة من جراء مياهها الملوثة بالتيفوئيد الحاد ..فمات ، مصداقا للمثل اﻷفريقي بلغة الهوسا التي يتحدث بها 50 مليون أفريقي ونصه بالعربية ” إن مياه إطفاء الحريق ليست بالضرورة أن تكون نظيفة” !
هذا المثل اﻷفريقي المستل من دستور الغاب حيث البقاء للمخلب والناب والقصة الواقعية التي تطابقه إن كانا يصدقان على أحد ما حول العالم فإنما يصدقان على الشعب العراقي بسنتهم وشيعتهم ، بعربهم وكردهم وتركمانهم ، بمسيحييهم ومسلميهم ، من زاخو الى الفاو وﻻيغرنكم من يمثلونهم برلمانيا او محليا ، جلهم بلا طعم وﻻ لون وﻻ رائحة ، وشعارهم تقديم المصالح المليارية على المواطن بإستثناء أصابعه البنزركية لبضعة أيام إنتخابية فحسب ومن ثم ( انت منو ، وين بيتكم ،من يا عمام ، وين تزين ، شلون حصلت رقم الهاتف النشال ، منو دزك علينا ، شتريد بالضبط ، قدم طلبك بسرعة ﻷن عندي إجتماع مهم جدا ، سجلوا اسمه بالورقة و أعطوه 10 الاف دينار وخل يولي !!!).
بالأمس القريب فجعت بغداد الحبيبة بتفجيرين انتحاريين إجراميين مزدوجين في ساحة الطيران ما أدى الى مقتل وإصابة العشرات فميز الكثير من أصدقاء الفيس بوك أنفسهم جريا على العادة بوضع اﻷمان لطمأنة أصدقائهم ومعارفهم ، سلوان العراقي كان أحد المميزين أنفسهم كونه من النشطاء الفيسبوكيين ومن عشاق اللايك والشير .
اتصل به صديقه نشوان العراقي المقيم في السويد منذ سنين بعد نجاته من الاغتيال أيام الطائفية بناء على الهوية ومن ثم إنقاذه من الغرق وسط البحر إثر انقلاب قاربهم المطاطي في طريقهم الى أوربا شأنه شأن الاف العراقيين قبله وبعده من الفارين من أتون الحروب والكروب التي لاتنتهي محليا ، وقال له ضاحكا إن وضع اﻷمان إنما إبتكره ” مارك زوكربيرغ” للشعوب التي تشهد أحداثا طارئة كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة ” اعصار ، زلزال ، حرائق غابات ، عواصف ثلجية وقتية ونحو ذلك ” ولم يخترعه للشعوب التي تفتقر الى كل عوامل اﻷمان يوميا وعلى مدار العام ، وبناء عليه فأني أنصحك وكل مستخدمي مواقع التواصل في بلاد مابين النهرين اذا ما إستثنينا بقية اﻷنهار اﻵسنة التي تحيط باﻷحياء الفقيرة إحاطة السوار بالمعصم والتي تأبى أمانة بغداد فضلا عن مجالس المحافظات – شفطها وتجفيفها – ربما لإدراجها ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر بحيرات آسنة في تأريخ البشرية ، باﻵتي :
اذا تناولت صدور الدجاج الصيني المسببة لسرطان الدم والتي أدخلها التجار الى العراق بعد منع دخولها عن طريق البصرة بأغلفة أردنية مزورة عن طريق سورية عبر سنجار فبغداد ، أو الدجاج المصاب بأنفلونزا الطيور والذي أعدم – بحسب المشاع إعلاميا – اﻵلاف منه في ذي قار وديالى وبابل ولم يتسرب الى اﻷسواق المحلية خارج المحاجر الصحية ، حيا يرزق أو ميتا مزرق ،واذا ما تورطت بقلي أو سلق البيض اﻷوكراني المخالف للمواصفات وغير صالح للاستهلاك والقادم من اسرائيل بحسب بعض المصادر الفلسطينية، ونجوت من آثار اللحوم الهندية الملوثة بالكلور وأرزها المستورد المعفن وأسماك البحيرات المسرطنة ذات الرأس المقطوع الفيتنامية منها والأرجنتينية التي تملأ الاسواق ، فضلا عن الشاي المخلوط بنشارة الخشب والطحين الاسترالي المخلوط ببرادة الحديد ، فميز نفسك بوضع اﻷمان عزيزي سلوان !

إذا حاولت زوجتك صناعة الخبز بالتنور الغازي أو الطيني من الطحين المستخلص من حنطة “شركة كاركل الاميركية” المخلوطة بمادة “بلت” العلفية الحيوانية والتي دخلت الى العراق أطنانا بعقد أصولي عبر الباخرة (أفريكانو) والتي أفرغت في ميناء “ام قصر ” ثم أرسلت الى المطاحن تمهيدا لطرحها في اﻷسواق ،أو صناعة عصير ومربى من الفراولة المعاملة جينيا ، واذا أعدت الى دارك مرغما – طمعا بصوتك الانتخابي – بعد سنين من الغربة والنزوح داخل المخيمات ولم ينفجر عليك كونه مازال مفخخا ولم يعالج بعد فميز نفسك بوضع اﻷمان أغاتي سلوان !

اذا خرجت من أحد المولات أو اﻷسواق الشعبية المكتظة ، غانما مكرما وسالما منعما ، ماتزال محفظة نقودك وموبايلك في جيبك وحقيبة زوجتك في يدها ولم تسطوا عليها عصابات الدراجات النارية الشهيرة شرقي بغداد ، واذا ماعاد أولادك من المدرسة ذات الدوام الرباعي من دون جروح في الرأس وﻻ كسور في الساق وﻻرضوض في الكتف ومن دون حبة بغداد وﻻ حمى مالطا وﻻ – ابو خريان – وﻻ نكاف وﻻحصبة ، بعيدا عن عصابات الاتجار بالبشر التي تخطف اﻷطفال ﻷغراض شتى منها التسول وبيع اﻷعضاء ومنها طلب الفدية واﻷغتصاب ، واذا ما عادت ابنتك من الثانوية او الكلية من دون ان تتعرض للتحرش والكلمات النابية الخادشة للحياء ،واذا ما سافرت في رحلة داخلية على الطرق الخارجية المليئة بالحفر والمطبات ولم تنقلب الحافلة التي يقودها سائق حاصل على إجازة مرور – دليفري – بكم في طريق الإياب أو الذهاب أو التعرض للتسليب و الإختطاف على يد مسلحين مجهولين ، واذا ما صدم نجلك أحدهم خطأ صدمة خفيفة ولم تأت عشيرته بمختلف انواع الاسلحة للمطالبة بالفصلية وإلا فأن عبارة ( مطلوب عشائريا ) ستخط باللون اﻷحمر القاني على جدار منزلك ومحلك وكل ماله صلة بك ، واذا مافاز المنتخب العراقي بكرة القدم ولم تصبك رصاصة طائشة بأسلحة المحتفلين بالفوز ، أو الممتعضين من الخسارة ، فميز نفسك بوضع آآآآمن ، عضيدي سلوان !!

اذا اضطرتك حالتك الصحية أو أحد أقاربك المقربين الى الدخول لأحد المستشفيات الحكومية فعليك الاستعداد ماديا ومعنويا وإضبط اعصابك قبلا ﻷنك ستخبر حتما بأن أجهزة المفراس، الرنين ، اﻷشعة ،الايكو ، الدوبلر ، لاتعمل وانها عاطلة منذ شهرين – لماذا هي عاطلة ، لماذا لم يصلحها أحد ؟ ﻻ تضيع وقتك بهذا النوع من اﻷسئلة المحرجة ﻷنك قد تطرد فورا أو تحال الى مستشفى آخر بذات المواصفات الرديئة حيث النعال البرتغالي الطبي المخصص للعمليات بسعر 27 دولارا بمعنى أغلى من سعر برميل النفط بعد بيعه ضمن جولة – الجعاميص – الى الشركات الاحتكارية اﻷجنبية ، وإعلم أنه وفي حال سكوتك على المأساة وباﻷخص عن طعام المرضى المليء بالدهن والمعجون والملح وكأنه مطبوخ أساسا للعاملين وليس للمرضى الراقدين وهذا ما يرجحه المراقبون ، فسيتم نقلك بسيارة إسعاف الى مستشفى حكومي ثان مقابل – 25 الف دينار على أقل تقدير – لإجراء الفحوصات اللازمة المفقودة بالمستشفى اﻷم ، مع التأمينات وشراء معظم اﻷدوية والمستلزمات الطبية من الصيدليات الخارجية واﻷكشاك المحيطة والبسطيات القريبة ومعظمها اكسباير نتيجة سوء التخزين وطول مدة الشحن والتسويق وغير خاضعة للتقييس والسيطرة النوعية ومن مناشيء مجهولة ،موضوعة داخل علب كارتونية تحمل ماركات عالمية يتم تصنيعها وطباعتها كاﻷصل في البتاويين فضلا عن تزوير تأريخ النفاد ، اضافة الى الاكراميات ..بإختصار وبمجرد خروجك من أحدها ميز نفسك بوضع آآآآآآآآمن ﻷن الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود، عن نظيراتها اﻷهلية بع سيارتك أو أثاث بيتك وذهب زوجتك وأدخل أحدها للعلاج وإﻻ فمت ببيتك على أنغام ” اللي مضيع وطن ، وين الوطن يلكاه وآه كم آآآآه ؟” ، قلبي سلوان !
اذا نجوت انت والشعب العراقي كله هذه المرة من تكرار – ذات الشكولات – التي تتنافس ومنذ 15 عاما على الكراسي والمناصب والإمتيازات غير أبهة بالشعب وﻻ بمأساته و في جميع المحافظات ومن كل الاتجاهات وسط التهاني والتبريكات من بعض دول الجوار وما وراء البحار وبعض العمائم والقبعات والعكل التي تهضم الاستعمار كله وتفرز الاستحمار كله ، فميز نفسك بوضع اﻷمان، وإﻻ فلا أمان صناعي وﻻ تجاري وﻻ زراعي وﻻ صحي وﻻ علمي وﻻ ثقافي وﻻ إجتماعي وﻻ أمني والحال على ماهو عليه ﻷربع أخر إن لم يكن أسوأ بعشرات المرات ، وإعلم رعاك الله وكما يقول مثل الغابات المتوحشة التي تشبه الواقع العراقي المر من دون بارقة أمل تذكر وﻻ بصيص من نور في المستقبل المنظور ( اذا تصارعت الفيلة ، مات العشب ) واضيف والشعب والسلم والتعايش والحب أيضا ، حبيبي وتاج رأسي سلوان . اودعناكم أغاتي