ما يشاهد من صور القتل الجماعي للعراقيين يصل حد الشرك بالله، فهناك عشرات العوائل تصاب بفلذات أكبادها ليس انتصارا للمذهب أو دعما للمرجعية وانما بحثا عن لقمة الخبز بعد ات تحولت ثروات العراق الى ارث شخصي و حزبي يتساوى فيه العلماني و الملحد مع رجل الدين، ممن ارتدوا ثوب الفساد بمسميات مختلفة.
العراق دخل المجهول بسبب مغامرات طائفية و غياب الفتاوى الواضحة لتتساوى حكمة رجل الدين مع مغالطات السياسين وما ينشر من صور للقتل الجماعي للمتطوعين وابناء الجيش في ذمة جميع المتورطين في المجزرة، من التهاون في فتح الحدود أمام الجماعات المسلحة الى انسحاب ” قيادات الوهن العسكري” مرورا بالتحشيد الطائفي و نقيضه، ما حول دم العراقي و مستقبله الى مضاربة تجارية خطيرة، فقد حمل الشاب دمه على راحته من أجل لقمة عيش عزت عليه في الظروف الاعتيادية، بعد ان تحول التطوع في قوات الجيش و الشرطة الى صفقة مربحة جدا يشوبها الفساد الى أعلى المستويات، ضمن مغالطة تجييش الشارع!!
وسأروي لكم سادتي قصة شاب دفع 600 دولار لسماسرة دون أن يفلح في ارتداء زي الجيش من أجل الحصول على راتب يخرجه من طوابير العاطلين عن العمل فانتظر حصرما من” دلالات ” الخدمة العسكرية برتب مختلفة ، لكنه وجد ما أنتظره طويلا لكن هذه المرة بلا رشاوى أو واسطات فدخل ” مطحنة ” الحشد الشعبي بانتظار أول راتب قد يصله أو لا بسبب القتل الجماعي و غياب متطلبات الميدان العسكري يتقدمها الغذاء، الذي لم يشغل ” مقامات السياسيين العسكرية”!!
نعم هناك جريمة ترتكب باسم المذهب يجني ثمارها السياسيون بمختلف عناوينهم منذ ذهاب “ابن الخايبة” الى ساحات ” الوغى” لصناعة ملحمة فشل جديدة، و أبناء السياسيين يصيفون في لندن و بيروت وباريس وأنقرة!! معادلة تتساوى فيها المقامات الدينية المسيسة مع ليبراليي الصدفة، الذين ضيعوا الجمل بما حمل بسبب التجربة المكتسبة بالخطا و الغثيان على مواقف التعريف الشخصين فيما العراق يحتاج الكفاءات و العقلاء أكثر بمئات المرات من اللاهثين وراء الصفقات و المجاملات و التستر على العثرات الشخصية، حيث البنطال يمينا و العمامة شمالا، مع شديد أحترامنا لهيبة رجال الدين و القائمين عليه من الأخيار أو أصحال المواقف الوطنية الواضحة، التي نبحث عنها في ” خرم الأبرة”.
لماذا يساق العراقي الى القتل بهذه الصورة المؤلمة حد الفجيعة و من المسؤول عن ذلك سؤال!! نوجهه الى علماء المرجعيات من كل الأطياف، بعد ان طال السكوت على الفاجعة، و لأن الضحية هو أبن العراق لا قراصنة كل الأزمنة ، شعبنا يقتل بدم بارد خارج التغطية و الأهتمام، بحسابات استخبارية و سياسية جفت الدموع في عيون القائمين عليها منذ ربع قرن، فلا المذهب في خطر و لا أخوة العراقيين مهددة ..القضية تتعلق بتصفية حسابات مع العراقيين ايها السادة الكرام، فما يحدث في الموصل و
صلاح الدين وديالى محرقة لشباب روح العراق التي تقترب من التوقف في كل لحظة لأن البعض تعود تبويس اللحى و الأيادي وقبض الأثمان على عدد رؤوس الأبرياء من المحرومين و الفقراء و الطيبين جدا على ارض العراق الشحيحة على أبنائها بسبب ظلم و جشع سياسيي كل المراحل!!فلولا الظلم لما استجار المواطن بالحريق من رصاصة الرحمة، و من أبوب السجون المؤصدة و ظلم المسلحين لا يختلفون عن بلاك ووتر الا بالتسمية و الرداء!!
العراق في محنة و شعبه يساق الى القتل بمزاج طائفي و سياسي يؤسس لخراب أوسع، تخيلوا ان روح العراقي تشترى بثلاجة أو مبردة أو تلفزيون!! وعليه فان الذي لا يرفع الصوت عاليا لمنع الزلزال لا يحق له الحديث باسم العراق و لازيارة عتباته المقدسة، التي لا تسمح بتحويل الشباب الى قرابين على أبوابها بظلم السياسة و أخواتها و دعوات التجنيد الاضافية لاثراء الفاسدين بمزيد من دم الأبرياء ومفاتيح جنة المفلسين!!