23 ديسمبر، 2024 5:01 ص

عراقيو الكرسمس

عراقيو الكرسمس

لم أستغرب من احتفال العراقيين بهذه الكيفية بأعياد الكرسمس قبل ايام وما حصل من تجاوزات قيمية تكشف حالة من ضياع الهوية الاسلامية لدى أغلب شبابنا من جهة والتدني الخلقي الكبير لدى بعض العوائل العراقية عندما تجتمع هذه الاعداد من الشباب والشابات في تجمع مختلط ليرقصوا ويغنوا لساعات متأخرة من الليل بحجة الاحتفال برأس السنة المسيحية رغم أن الاخوة المسيحيين يحتفلون بهذه المناسبة بطقوس مختلفة حيث تجتمع العائلة بكل أفرادها في بيت العائلة ليتسامروا ويتواصلوا وليس الخروج الى الساحات العامة والرقص في الشارع ، طبعاً من حق الشعب العراقي كباقي شعوب العالم أن يفرح ويحتفل بأي مناسبة ولكن وفق طريقة منضبطة ومنسجمة مع الخلق والقيم الاسلامية والعربية ، ولكن ما حصل يكشف لنا مدى أنجراف شبابنا وراء الثقافة والعولمة الغربية ولهذا التأثير والتأثر أسباباً عديدة أولها قصور المنظومة الاسلامية عن كسب شبابها وفقدانها لجزء كبير من القاعدة وعليها الاعتراف بهذه الخسارة من أجل مراجعة جادة لحركتها في المجتمع العراقي فلا نفرح ونحتفل بأعلان شخص غربي إسلامه كل سنة ونحن نفقد الالاف كل يوم للمعسكر الغربي عندما يتغرب أبناءنا بالجملة ولا من خطوات فعالة لأنقاذهم من وحل التغريب الثقافي والعولمة واللوم يقع كذلك على الاحزاب الاسلامية الحاكمة التي لم تحمل من الاسلام الا أسمه ولم يحصل الاسلام منها الا التبعات السلبية والتشويه والتنفير فليراجعوا ما قدمت أيديهم وليستذكروا بداية نشأتهم والغرض من تأسيس هذه الاحزاب التي كانت ومازالت ترفع شعارات الدعوة الى الاسلام ويسمون أنفسهم بالدعاة الى الاسلام ولكن حركتهم اليوم بعد وصولهم الى السلطة تقتصر على الصراع المحتدم في البقاء في السلطة وكسب قواعد الناخبين بدلاً من كسب المسلمين لابل تحولوا الى دعاة الى ما يسمى المدنية والعلمانية وتخلوا عن جميع المباديء التي كانت تكتبها أناملهم في نشرات الجهاد أيام المعارضة لينقلبوا على أعقابهم وليتحمل الاسلام وزرهم فكانوا دعاة للفسق وللفجور والفساد بدل الدعوة الى الله ودينه وخلق انبيائه ورسالاتهم السماوية ، نعم التحديات كبيرة وسط دخول سيل عرم من الانفتاح على تقنيات التواصل التي تنشر العولمة بثقافة غربية ولكن هذا لا يعني أن نقف مكتوفي الايدي ونستسلم لهذه الثقافة والا فستغزونا تدريجياً وبعد جيلين لن تجد مسلماً واحداً فيه حمية واخلاق الاسلام وهذا لن يحصل ما دام هناك من يحمل هم الاسلام وينذر عمره لنصرة دين الله واليوم النصرة أسهل من الجهاد في ساحات القتال والضرب السيف بل تستطيع نصرة الاسلام من غرفتك وبجهاز أصغر من كف اليد بنشر ثقافة الاسلام الواعي وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم المجاملة والتهاون في أبداء كلمة الحق التي لن تقطع رزقاً أو تخسر شيئاً فالحق دائماً يعلوا ولا يعلوا عليه شيء ولكن دائماً يرتكز على أساسين مهمين هما (الحكمة والموعظة الحسنة) فبدونهما تكون النتائج عكسية وليكن أبنائنا هم زرعنا القادم الذي سيؤتي أؤكله ففي كل جيل ووقت هناك أنصار لله واليوم أنتم أنصار الله .