18 ديسمبر، 2024 11:13 م

عراقيون ــ أولاً… وأولاً…

عراقيون ــ أولاً… وأولاً…

1 ـــ ايها الشقيق, كن عربياً كردياً تركمانياً كلدو اشورياً, مسلماً مسيحياً ايزيدياً صابئي مندائي شبكي, شيعياً سنياُ, كن كما تشاء, ولا تنسى انك عراقي الأنتماء والولاء, ابحث في شرايينك, ستجد فيها الآخر, تبدأ منه وتنتهي إليه, وكلاكما في بعضكما ولبعضكما, لا حاضر لك ولا مستقبل, ان لم تحتمي بالشقيق كما يحتمي بك, لا تصدق من يوعدك بما يسرقه من شقيقك, كذبة تجعلك القاتل والقتيل, كن جزءً من جسد غير منقوص, ومكون في عراق واحد, لا تحلم على وسادة الآخرين, لا تخلع صفحتك من كتاب الوطن, حينها ستفقد المعنى والضرورة, وتصبح خللاً في الموضوع, لا تفتعل لنفسك, حدود جغرافية وثقافية ونفسية, بعيداً عن الأشقاء, ستخسر نفسك ويعاقبك التاريخ وعراقة الأشياء, مفارقة ولا أغرب منها, عندما انتفض عراقيو الجنوب والوسط من أجل حق الجميع, اختنقت اصوات الأنتفاضة, عند حدود تكريت والرمادي, وانقطع لسانها, في أربيل والسليمانية, وارتفعت في الجنوب والوسط, عراقيون ـــ أولاً… وأولاً.

2 ـــ الضواري تجد فرصتها في افتراس الأجساد المنهكة, فيك وحولك الكثير منها, تنتظر موتنا في عراق ضعيف, لتفترسه وكلانا معه, يجب المحافظة على يقضة الضمير وغريزة ان نكون, ونحذر هذا الذي فينا, خذلان وجهل وجوع, حتى لا تصطادنا الشعارات الخادعة, انكسارنا الراهن, مؤشر غلطتنا وحماقتنا وانتحارنا الجماعي, عندما نذهب بعيداً خلف شعارات الفاسدين, سيتقاسموننا جغرافية وثروات, ومكونات تنزف وطناً كان لها, الأمر لا يتطلب ذكاء استثنائي, كما ان الغباء الأستثنائي, عقم يصيب الذات, يلزمنا الأمر (من زاخو حد الفاو), ان نبحث عنا في الذات العراقية, من خارجها تستهلكنا الرموز, في عملية أخصاء جماعي, وبيع في العملات الصعبة, ونحن العراقيون ـــ أولاً..وأولاً.

3 ـــ تجار الكراهية, رخصوا أصواتنا ودمائنا في أسواق الجملة, صرفوها بماركات أمريكية إيرانية, حصتنا فيها الجهل والأفقار والأنهيارات الصحية, نشرب نزيف جراحنا, نزحف خلف اللص والمهرب, وعلى سرير معاناتنا, يتبادل المحتالون ادوارهم, يعبئون بصائرنا برمد الجهالة, ويلوثون ضمائرنا بشهوات الأنتقام من بعضنا, ثم نشكرهم على رغيف خبز حاف من العافية, تغولت في أعماق هويتنا الوطنية, أورام الهويات الفرعية, قومية طائفية متطرفة, نسحق بها بعضنا, ونختزل علاقاتنا الوطنية, بصفقات عائلية ومكاسب عشائرية حزبية, وننبطح صاغرين, ليمروا ولعبتهم على أضلاع مأساتنا, مهما كنا, مليشيات او بيشمرگة او دواعش, فدمائنا أوسمة للجنرال, وموتنا أرقاماً يطلق عليها شهداء, يطرز بها قادة الهزائم, تاريخ العوائل ومآثر أحزاب العشائر, وتُنسى حقيقتنا, عراقيون أولاً .. وأولاً.

4 ـــ الى متى نختار من بين اللصوص رموزنا, لنخوض خلفهم حروب خساراتنا, ثم نحتفل بموتنا وسلامتهم, وهم يحتفلون ويتعانقون ثم يتقاسمون طبخة الموازنة, ويتركونا نشتم بعضنا من خارج الوليمة, بعضنا يتوعد بعضنا حول “قدس” من كركوك؟؟؟, تلك المحافظة العراقية, كما هي البصرة والموصل وأربيل, التطرف في الأوهام غباء مطلق, واحياناً شلل قومي طائفي تصاب به المجتمعات, فتنزف مشتركاتها وتخسر خصوصياتها وتتوه خارج المضمون, ثم تمضغ سفنها رياح لا تحترم الأشرعة الممزقة, اشقائنا نحن هنا من أجلكم هناك, اعتصموا معنا بحبل الأنتفاضة, حتى لا تسقطون من سفينة العراق, فتغرقون في الأنتكاسة أكثر, وأنتم العراقيون أولاً.. وأولاً.