في العالم الإسلامي الذي يمثل ديكتاتورية مطلقة كأساس للحكم هناك قوتان تتصارعان من اجل استمرار الديكتاتورية الأولى متمثلة بالأسر الحاكمة ( شيوخ النفط والملوك ) والعسكر أصحاب الانقلابات الماسكين بالسلطة بالحديد والنار وهم هنا يمثلون ظل الله في الأرض أو يلعبون دور الخليفة المنصب من قبل الرب والثانية تتمثل في رجال الدين والمشايخ وهذه القوى تتصارع فيما بينها من اجل حصة أكثر من الفريسة المتمثلة في الشعوب ولكنهما لا يختلفان منهجيا ومصيريا , وكما يقول سيد القمني ( انه صراع الإمام والخليفة منذ فصل معاوية بين سلطة الحاكم وإمامة الصلاة وعين للصلاة الجامعة شيخا إماما ) .
الذي يهمنا هنا هم الناطقون باسم الله الذين أوصلوا الشعوب الإسلامية إلى القناعة بأنهم وحدهم الممثلين للحق وما سواهم باطل , وإنهم الخير المطلق وما سواهم شر مطلق , وأنهم يمثلون جبريل كلسان للسماء وما سواهم يمثلون لوسيفير ( الشيطان ) كلسان للشر , وأوصلوا المسلم العاقل إلى ممارسات وخرافات وفتاوى ابعد ما تكون عن العقل كفتوى بول الناقة ورضاع الكبير والجن والحجامة وبول النبي , كما لا يخفى دورهم في الانقسامات الكارثية التي حدثت في الشعوب الإسلامية فالشيعي يكره السني والسني يكره الشيعي والنزاعات مستمرة بينهم وبين الأقباط والامازيغ والبهائية وما حدث في العراق من هجوم داعش على الايزيدية خير دليل على الانقسامات في المجتمع العراقي المسلم فلم ولن يتم الاهتمام بهذه القضية كونها لم تقع على السنة أو الشيعة باعتباره المكونات الأبرز في الإسلام وستبقى الايزيديات مسبيات تستباح أعراضهم إلى أن تهتز غيرة احدهم ويبادر إلى تحريرهن بطريقة أو بأخرى وهذا مستبعد , والتاريخ الإسلامي يحدثنا بالذي حدث ليهود بني قريضة فهذا الطبري يروي (فقام إليه الرجال وأجهش ا ليه النساء والصبيان يبكون في وجهه فرق لهم , وقالوا: ياابا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد , فقال : نعم ,ثم أشار بيده إلى حلقه : انه الذبح )تاريخ الطبري ج 2 ص 584 . ( ثم استنزلوا فحبسهم رسول الله . ثم خرج إلى سوق المدينة فخندق بها خنادق (أي أمر بحفر حفر في السوق ) ) وذلك قبل صدور أي حكم بشأنهم , ثم صارت المجزرة التي يندى لها جبين الإنسانية فتم ذبح كل القريضيين وكل من انبت شعر عانته من صبية صغار على تلك الخنادق وكان مجموعهم ستمائة أو سبعمائة , ويذكر الطبري في تاريخه ص 588 593 (أتى بعدو الله حيي ابن اخطب مجموعة يداه إلى عنقه بحبل فلما نظر له الرسول قال له :أما والله ما لمت نفسي في عداوتك أبدا , انه لا باس بأمر الله , كتاب الله وقدره ,ملحمة قد كتبت على بني إسرائيل , ثم جلس فضربت عنقه ) .
إن الفقه الإسلامي (مالك 1/289 , الطبري وابن كثير والقرطبي في تفسير الآية 35 من سورة محمد وآية 5 من سورة التوبة وآية 28 من سورة آل عمران ) يؤكد أن الدعوة إلى السلم بمعنى ترك الحرب نهائيا كفر بالله مخرج عن الملة لان الأصل في العلاقة بين المسلمين والكافرين هو القتال وان الاستثناء فيه هو السلم في صلح أو هدنة ولا يتم اللجوء إليه إلا في حالة الضعف أو
العجز . وانتم سيد اوباما كفار بإجماع جميع فقهاء الإسلام وتمثلون الاستكبار العالمي والشيطان الأكبر هل رأيت سيد اوباما عقلية إجرامية مثل هذه العقلية التي صاغت هكذا مبدأ يدعو إلى القتل والحرب والقضاء على الآخر بكل الطرق .
هذه هي العقلية الإسلامية سيد اوباما التي تتحدث عنها وهنا أود تذكيرك بان جيشك الأمريكي عندما دخل ارض العراق بحجة ترسيخ النظام الديمقراطي وتجفيف منابع الإرهاب وهنا انتخى العالم العربي برمته وكل دول محيط العراق وصارت بين العراق وبين الجوار جسور من الرجال والمال لضرب جيشك وهزيمة العقلية الأمريكية العلمانية وصار تصور لدى الشعوب الإسلامية أن الذي يحدث هو غزو صليبي لدولة مسلمة وبالتالي يجب مقاومته بكل الطرق , لا أريد الخوض هنا في فكر المقاومة لأني مؤمن بان مقاومة الاحتلال حالة صحيحة وصحية في كل الأزمان والأماكن , نتيجة لهذه المقاومة اضطرت الحكومة الأمريكية إلى العودة إلى حلفائها القدامى من الدكتاتوريات الإسلامية لإنهاء الحرب في العراق في حين إن العراقيين يموتون كل يوم وينزفون ويدفعون ثمن العقلية الهمجية التي كانت تحكم والعنجهية الأمريكية المحتلة وديكتاتوريات العالم الإسلامي من ملوك وشيوخ بترول وجنرالات حروب وانقلابات . وهنا أود القول أن قطرة مسفوكة من دم عراقي أقدس وأعظم وأطهر من كل المقدسات ومن كل رجال الدين وشيوخ الإرهاب ومن أمريكا ومن حضارتها .
إن القتل والحرب جزء رئيسي من العقلية الإسلامية التي يتبناها شيوخ ورجال الدين الذين يتحكمون بعقل المسلم البسيط ويدفعونه إلى ارتكاب أفضع الجرائم باسم الله باعتبارهم الناطقون بلسان السماء وهم ظل الله في الأرض فكلامهم كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه , فقولهم حق , وكلامهم صدق , حيث حولوا مجتمعاتنا إلى قطعان يسوقوها إلى المكان والفعل الذي يريدون .
أنا متأكد أني سأتهم بالكفر والزندقة وسأصبح خارج عن الملة في عقول المرضى وسيتم شتمي لأني تجاوزت الخطوط الحمر وقمت بتعرية الفكر الإسلامي من السموم والقنابل التي يعتمدها دعاة الإرهاب في الأرض . ولله در علي بن أبي طالب حينما قال (تقنع الكرام بالكلام وتقنع اللئام بالمال وتستصلح السفلة بالهوان ) .