كتبت مقالا في وقت سابق تم نشره على موقع كتابات وفي صحيفة ميسان الثقافية تحت عنوان ( مثقال ونص عدس ) بعد ان اجريت عملية حسابية بسيطة وقسمت ربع كيلو العدس الذي كانت وزارة التجارة تروم توزيعه للمواطنين خلال شهر رمضان المبارك وكانت المحصلة مثقال ونص عدس لليوم الواحد اي حبة لكل ساعة مما اثار المكتب الاعلامي لوزارة التجارة ووجهوا كتابا الى وزارة الثقافة التي تعود لها الصحيفة مطالبين بتوخي الدقة في ذكر كمية العدس التي لم تصل الى الان الى الكثير من العوائل العراقية ..
لا ضير ان نؤكد ان كمية العدس التي حصل عليها المواطن العراقي هي ثلاثة مثاقيل في اليوم الواحد اي حبتي عدس للساعة الواحدة وهذه الكمية تفتخر بها كثيرا وزارة التجارة الموقرة التي تركت كل اخفاقاتها في توفير مفردات البطاقة التموينية لتجد موضوعا يبرر فشلها الذريع في توفير هذه المفردات البسيطة ..
اننا نتمنى ان نجد من يطلع على ما نكتب لكننا في الوقت ذاته نتمنى على الوزارات التي عليها ان تراجع حساباتها في تجاوز الاخفاقات لا ان ترد ردودا تريد من خلالها تبرير فشلها المستمر والذي اكده حديث دولة رئيس الوزراء في احد احاديثه الاخيرة ..
يقولون ان الاعتراف بالخطأ فضيلة لكن الاصرار عليه قمة في التخلف واللامبالاة تجاه قضايا تدخل في صلب حياة المواطن البسيط… فبدل ان تبحث وزارة التجارة ومكتبها الاعلامي عن قضايا بسيطة عليها ان تركز على توفير ما عجزت عن توفيره خلال السنوات الماضية بالرغم من ضخامة الاموال التي خصصت لهذا الغرض الا ان الفساد الذي وصل الى ذيل السمكة لا يدخل في اهتمامات المكتب الاعلامي الموقر لهذه الوزارة العاجزة عن القيام بابسط الواجبات الموكلة اليها ..
ان المكاتب الاعلامية في الوزارات تم ايجادها لغرض التواصل مع المؤسسات الاعلامية وتلخيص ما يمكن ان تكتب هذه المؤسسات للمسؤولين في هذه الوزارة او تلك لغرض تقويم العمل وجعل ما يكتب مرآتا للمسؤول لتقويم الاخطاء لا لممارسة سلطة الرقيب التي ولت الى غير رجعة على المؤسسات الاعلامية وهذا ان دل على شئ فانه يدلل على عدم كفاءة اغلب اعضاء تلك المكاتب وعدم قدرتهم على الرد الموضوعي على ما يكتب لذا اجد من المناسب لهم ان يبحثوا عن كفاءات اعلامية تستطيع ان تعبر عن وجهة نظر الوزارة بكل حرفية ومهنية دون اللجوء الى الشكاوي العقيمة التي لا تؤدي الا لردود اكثر قسوة ..