23 ديسمبر، 2024 4:23 م

عذرا ايها الشعب هذه هي الحقيقة

عذرا ايها الشعب هذه هي الحقيقة

ربما يعتبر البعض ان ما مر به العراق وشعبه طوال عقود من الظلم والعوز والحرمان لم يشهد لها مثيل في العالم ، فطوال كل السنين التي مرّت والشعب العراقي دائما يعيش حالة ازمة وحرمان وعوز قد يصعب معها العيش اذا ما قورنت بحجم الثروات الطبيعية الهائلة التي يمتلكها ، ولم يكن للتحولات السياسية والانقلابات اي تأثير ايجابي يذكر على حياتهم المعيشية ولا على المستوى الاقتصادي عموماً فلا في زمن النظام السابق كان المواطن مرفهاً ولا في هذا الزمن الذي يعبر عنه البعض (بالتغيير) والذي يمكن القول انه لا يوجد تغيير سوى في بعض الوجوه لان النظام وسياسته واساليبه باقية تقريباً ، فأغلب البنى التحتية للدولة ومؤسساتها هي متهالكة ولا يمكن الاعتماد عليها بل هي اسوء من السابق ، والنظام الصحي في حالة يرثى لها والنظام التربوي فيمكن القول ان الدول الافريقية تنظر الينا بعين الاحتقار لانهم على الاقل يجلسون في صفون ولديهم رحلات بينما في العراق فلا تزال المدارس من الطين والطلاب يفترشون الارض !!!
اما القطاعين الزراعي والصناعي فيكفي ان نقول ان العراق في السبعينات كان قاب قوسين او ادنى من الدول الصناعية المتقدمة والزراعة كانت تكفي لسد حاجة السوق ويصدر الباقي الى الخارج واليوم وبعد عشر سنوات مما يسمى بالتغيير فلا توجد صناعة فكل شيء مستورد ، ابتداءً من عود الكبريت وانتهاءً باكبر المكائن ، والزراعة فيكفي ان نقول اننا لا نزال نستورد الطماطة والخيار من دول الجوار وهي ابسط المنتوجات الزراعية التي يفترض ان تدعمها الدولة !!!
اما الخدمات واولها الكهرباء ، فنريد ان نخاطب الشعب العراقي اذا لم يكن يعلم ، ان حكومته ( المنتخبة) الرشيدة الديمقراطية وبعد عشر سنوات من سقوط النظام قد انفقت اكثر من 38 مليار دولار وهي ميزانية دول وليس دولة ولم يتم اضافة شيء للكهرباء بل بالعكس زادت ساعات القطع وزادت معها المعاناة والحياة شبه متوقفة لولا  المولدات الخاصة .
اما الخدمات الاخرى فهي لا تقل انحداراً وبؤساً عن سابقاتها ،
كل هذا يحدث مع شعب خسر اكثر من مليون مواطن خلال الاحتلال واسقاط النظام وخلف اكثر من خمس ملايين يتيم ومليون ارملة ومئات الالوف من العاطلين عن العمل ، والآف العوائل التي تعيش على القمامة في بيوت الصفيح !!!!
ومقابل كل هذا البؤس والمعاناة لا تزال احزاب السلطة ممن وصفهم اميرالمؤمنين علي ( عليه السلام) بقوله : ( اجسادهم اجساد الادميين وقلوبهم قلوب الشياطين) ,
يتلاعبون بمشاعر وعقول الناس ولا زالوا يمنونهم بالوعود الكاذبة والمواقيت المزيفة لاصلاح ما خربوه بايديهم دون اي نتيجة تذكر .
وهنا نريد ان نخاطب العقلاء من شعبنا العراقي المسكين ونسأله ن بعد كل تلك السنين من المعاناة والظلم وقسوة العيش والوعود الكاذبة المستمرة والتي انطلت اغلبها عليكم وبعد ان انكشفت حقيقة الوضع في العراق وان كل ما يجري من ازمات سياسية واقتصادية وخدمية ما هي الا لعبة ونزاع بين الاحزاب .
الم يحن الوقت لتقولوا كلمتكم وتنهوا هذه المهزلة  ؟ الم يحن الوقت لكي تشعروا بمسؤليتكم تجاه انفسكم اولاً وتجاه بلدكم ثانيا وتقولوا للظالمين والمفسدين والسراق ، كفى ؟؟
لماذ لا تُسمعون صوتكم للحكومة وتطالبوا بحقوقكم المسلوبة ؟ الا يكفي دليلاً على الظلم والفساد كل ما جرى ويجري ؟ الا يكفي انهم ( اي الساسة ) يعترفون يومياً ومن على الفضائيات بأنهم سّراق ومفسدون ؟؟؟
اي شعب  هذا الذي يرى كل تلك المظالم ولا ينطق بكلمة ضد ظالميه ويطالب بحقوقه ؟
وامام كل هذا المشهد الذي يعيشه العراقيون لا يمكن ان يفسر سكوت الناس وصمتهم على مطالبهم الا بامرين لا ثالث لهما ، اما ان يكونوا جبناء ( وحاشاهم ) واما انهم مخدرين بأفيون اسمه الطاعة العمياء لرموز خاوية وعناوين فارغة ثبت انها هي التي اوصلت العراق الى ما هو عليه ، وعذرا فهذه هي الحقيقة .