عند الحديث عن المكتسبات التي تحققت عقب الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003 ربما لا نحتاج الى كثير من التفكير بلحاظ انهم أوجدوا بيئة ديمقراطية ومساحة من الحرية كانت غير متوفرة ما عدا ذلك لم نكسب شيء وان صح التعبير فان الامريكان ادخلونا باحتلالات داخل احتلال سيما وان سطوة الأحزاب والتيارات المتشددة كل بحسب موقعه الجغرافي وصلت الى حد التدخل السافر بين افراد العائلة وما المحكمة الشرعية التي شكلها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الا خير دليل على ما ذهبت بالإشارة اليه.
على غرار المقبور صدام حسين وفي حين كنا ننتظر الأجواء الديمقراطية والتنعم بما كنا محرومين منه تفاجئنا بحكم شوفيني آخر متمثل بالمكتب ولا اقسم بالمكتب انه قسم لو تعلمون خطير , وبروح السيد لو كان السلفي او البعثي او الحاقد على دين محمد وال محمد جاء مرتديا كفنا وحاملا صورة الصدر ومرددا القسم العتيد ومنتخيا بابي هاشم سيكون ساعتها من اقرب المقربين للمكتب الشريف.
بدأ تيار مقتدى الصدر يتنفذ داخل الدوائر الحكومية ذات الدخل اليومي المستمر غير المنقطع مثل المستشفيات الحكومية التي تبيض ذهبا للهيئة الاقتصادية التابعة للمكتب الشريف, وهذه المرة قام الصدريون بمختلف خلفياتهم البعثية والسلفية والحاقدة بقلع صور المقبور صدام ونصب صورا كبيرة للصدر وتم تغيير أسماء اغلب المستشفيات لتصبح تحت مسمى مستشفى الصدر كما بدأ الصدريون بالتوغل داخل المؤسسات الصحية حتى فرضوا وجودهم بمناصب صحية كبيرة منها في بغداد على سبيل التذكير لا الحصر فأصبح مدير عام الصحة في بغداد صدري وان تغير يبقى المنصب صدري وما حصل فعلا عندما تم استبدال مدير صحة الكرخ تم الإبقاء عليه بفعل القوة والتهديد.
كيف يدعي الإصلاح من هو فاسد ومن هو يفرض شخصياته الحزبية على مؤسسات عامة لمصالحه الفئوية الضيقة الخاصة التي لا يعلم بها الا الله والهيئة الاقتصادية والمكتب الشريف عن أي اصلاح يتحدث الفاسدون!
فاجعة مستشفى اليرموك بذمة الصدر الذي تدخل حتى في الطب وفرض ترشيحاته وشخصياته الفاسدة على المؤسات الصحية التي يفترض ان تكون ذات مهنية عالية تتلائم ومستوى المنصب, لكن الصدر بقي يعتقد انه هو من اكتشف الدورة الدموية وليس ابن النفيس لذا بقي متمسك بالصحة التي تدهورت كثيرا دون حلول!